ليس عيباً أن يبكي الرجال، وهم يتلقون فواجع الأيام لفقد حبيب، أو فراق صديق ولكن العيب- كل العيب- أن تقاوم نفسك الرغبة في البكاء عندما تفجعك الايام بموت غالٍ، في موته معنى من نهاية الوفاء.. أو فقد عزيز في فقده لون من ألوان العقوق.. فبالأمس القريب.. والقريب جداً غيَّب الموت سعادة الشيخ/ محمد بن سلطان بن صالح رحمه الله تعالى.. وهو من الرجال القلائل في هذه الحياة، بل من الشخصيات المشرقة بصفاتها العليا لسمو روحها وجليل عطائها لم يعترها التبدل أو التغير طيلة ثمانية عقود ونيِّف فهو مثال للذكر الحي الذي اعطى طيلة حياته بسخاء للإنسانية في السر والعلانية، يرجو من وراء ذلك دار الدنيا والآخرة والآخرة خير وأبقى. قال الشاعر: لعمرك ما الرزية فقد مال ولا فرس تموت ولا بعير ولكن الرزية فقد شخص يموت لموته خلق كثير إننا في هذا المقام المهيب نرفع الأكف في الأذكار بأن يجزيه علينا وسوانا خير الجزاء لما بذل في الحاجات.. وساهم في الملمات في جمعية البر.. وحفظ القرآن الكريم ونحو ذلك كثير وعزاؤنا لأبنائه البررة/ سلطان ومنصور وعبدالعزيز وخالد واخوانهم ووالدتهم واقاربهم بأن يخلف على والدهم الكريم بالجنة والغفران وان ينهجوا نهجه في حب الخير والبر وهم كذلك ان شاء الله «فاعلون». {انا لله وانا اليه راجعون}