لله ماأخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار. بالأمس القريب فجعنا بوفاة الصابرة المحتسبة أحسبها كذلك ولا أزكي على الله أحدا منيرة السحيم رحمها الله تعالى وهي والدة الشيخ عبدالعزيزالفريان رحمه الله ومحمد وعبدالرحمن الفارس، لقد كانت وفاتها رزية وأي رزية: لعمرك مالرزية فقد مالٍ ولاشاة تموت ولا بعير ولكن الرزية فقد حرٍ يموت بموته خلق كثير إن وفاتها خطب أيما خطب ولكن هذه حال الدنيا : حكم المنية في البرية جاري ماهذه الدنيا بدار قرارِ لقد عرفتها عابدة صائمة قائمة وعرفتها كريمة مضيافة للبعيد والقريب: وأكرم الضيف حتما حين يطرقني قبل العيال على عسر وإيسار وفوق الكرم يعلو محياها البشاشة والسرور: بشاشة وجه المرء خير من القِرى فكيف بمن يأتي به وهو ضاحك عرفتها منفقة جوادة كثيرة الصدقات في وجوه البروالخير باسطة الكف والندى ومالها ليس لها عرفتها وفية ومحبة لجيرانها وأحبابها لا تنساهم أبدا بالعطايا والهدايا عرفتها صابرة محتسبة متحملة للآلام ولسان حالها: ماأحسن الصبر في الدنيا وأجمله عند الإله وأنجاه من الجزع من شد بالصبر كفا عند مؤلمة ألوت يداه بحبل غير منقطع رحيمة بالضعفاء والفقراء متأسية بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (أبغوني الضعفاء فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم ) والله إن فقد الأحبة مؤلم وموجع قد نصبر وقد يعجز عنه الصبر لكن سلوانا في ذلك اجتماع في الجنات بإذن الله تعالى . وختاما أوصي أبناءها وبناتها البررة بالصبر والاحتساب قال تعالى (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) وأذكرهم بأن البر لاينقطع أبدا فالدعاء لها بر والصدقة بر وزيارة أحبابها بر .اللهم اغفر وارحم منيرة السحيم وأدخلها فسيح جناتك اللهم جازها بالإحسان إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا اللهم اجمعنا وإياها ووالدينا في جنات النعيم.