أيها الأحبة : اليوم يوم عرفة وما أدراك ما يوم عرفة هذا اليوم العظيم الذي يتجلى فيه العظيم جل جلاله على عباده فيباهي بهم ملائكته ، انظروا يا عباد الله إلى سعة رحمة الله فالعباد المجتمعون في الموقف مع ما فيهم من ذنوب وخطايا يباهي بهم الكريم ملائكته ، من كان يرجو عتقاً من النار فعليه بيوم عرفة ، أخبر بذلك من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى حيث قال:(ما من يوم أكثر من أن يعتق الله تعالى فيه عبداً من النار من يوم عرفة ، وأنه يباهي بهم الملائكة فيقول ماذا أراد عبادي هؤلاء) ، من أراد أن يكيد عدوه اللدود إبليس فعليه بيوم عرفة فعن طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما رؤي الشيطان أصغر ولا أحقر ولا أدحر ولا أغيظ منه في يوم عرفة ، وما ذاك إلا أن الرحمة تتنزل فيه فيتجاوز عن الذنوب العظام). ولنا أن نتذكر في هذا اليوم العظيم والمشهد الكبير فقيد الأمة الذي فقده الصغير قبل الكبير ، والفقير قبل الغني ، والمعاق قبل الصحيح ، والمريض قبل المتعافي ... لَعَمْرُكَ ما الرزِيَّة فَقْدُ مالٍ ولا شاةٌ تموتُ ولا بَعِيرُ ولكنّ الرزِيَّة فَقْدُ شَهْمٍ يموت بموته بَشَرٌ كثيرُ وخيرٌ من ذلك قول نبينا صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له). إنه أميرنا المحبوب سلطان بن عبدالعزيز المغفور له بإذن الله ، ذلك الإنسان الذي ستبقى مآثره نبراسا يضيء لنا طريق الإنسانية ، وأعماله الجليلة منارة شامخة في البذل العطاء ، وأفعاله قدوة للآخرين. ولا يسعنا في هذا اليوم العظيم الذي هو من أيام الله إلا أن نرفع أكف الضراعة للمولى الغفور الرحيم بأن يرحمه رحمة واسعة وأن يجعله مع الأبرار، ويلحقه بعباده المصطفَين الأخيار، وأن يسبغ عليه الرحمة والغفران، وأن يجمعنا وإياه وسائر موتى المسلمين مع النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، اللهم آمين.