فُجعنا نحن أبناء هذا الوطن بوفاة رمز من رموز هذا الوطن الغالي وركن من أركان هذه الدولة الفتية، إنه نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - الذي رسخ لهذه البلاد أسساً وقواعد لمسيرة الأمن، ووضع لها مبادئ الإنسانية بحكمته وهدوئه وثاقب بصيرته؛ فكانت حياته رحمه الله حافلة بالعطاء, مليئة بالسخاء, معطرة بجلائل الأعمال, مجبولة على حب الخير للإنسانية جمعاء. لقد ترك رحيله فراغاً كبيراً في جسد الأمة، وظلت جهوده العظيمة نبراساً يضيء الطريق للمخلصين أمثاله ممن يعشقون العطاء ويحرصون على البذل والعون لكل المستحقين في كل مناحي الحياة. لقد فُجعت الأمة بوفاة حكيم من حكمائها ومحنك قاد الأمن في هذا الوطن إلى بر الأمان، وتابع رحمه الله بجهوده المخلصة كل دقائق الأمور وتفاصيلها موقناً حق اليقين بأن الأمن في وطننا العزيز يحتاج منه إلى تلك المتابعة الدقيقة، وظل رحمه الله على هذا المنهج حتى في أحلك ظروفه الصحية، وإلى أن أسلم روحه إلى بارئها. لقد كان رحمه الله قوياً بحكمة وعطوفاً بحنكة وهادئاً على بصيرة مبصراً بالأمور، وقد خلف رجالاً درسوا على يديه منهجية العمل المخلص، واكتسبوا من عطائه سلوكاً يسيرون على دروبه ويترسمون خطاه. ودع سموه الحياة تاركاً خلفه أمة تبكي الفاجعة، وقد عظم عليها المصاب وكَبُر عليها الخطب. لعمرك ما الرزية فقد مال ولا شاة تموت ولا بعير ولكن الرزية فقد شهم يموت لموته خلق كثير رحم الله الفقيد بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان.