صعدت الولاياتالمتحدة الضغوط على سوريا لمنع المتشددين من عبور حدودها لقتل الجنود الامريكيين في العراق وقالت انها ستحاسب دمشق على تصرفاتها. وتظهر التعليقات التي صدرت عن البيت الأبيض وعن متشدد بارز في إدارة الرئيس جورج بوش استياء واشنطن من إخفاق سوريا المزعوم في منع متشددين معادين لامريكا من دخول العراق وسعيها المشتبه به لامتلاك أسلحة دمار شامل. وحذرت سورياالولاياتالمتحدة من إلقاء مسؤولية مشكلاتها في العراق على دمشق وقال وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ان دمشق ستستجيب لأي طلب «معقول» من الولاياتالمتحدة للمساعدة.وقال جون بولتون وكيل وزارة الخارجية الامريكية وهو من أبرز المتشددين في إدارة بوش ان سوريا لا تمنع عبور المتشددين إلى العراق لقتل الجنود الامريكيين وتواصل مباشرة برامج للأسلحة الكيماوية والبيولوجية. وأبلغ بولتون الكونجرس مستخدماً تعبيراً يشير إلى احتمال بعيد لاستخدام العمل العسكري انه يتعين ان تبقي الولاياتالمتحدة خياراتها مفتوحة لاستخدام «كل أداة» من أجل إثناء السوريين وغيرهم عن السعي لامتلاك أسلحة كيماوية أو بيولوجية أو نووية. وأشار سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الأبيض إلى مخاوف بشأن تطوير سوري للأسلحة ودعم الإرهاب والاخفاق في منع المتشددين من العبور إلى العراق قائلاً «ان تصرفاتهم غير مقبولة وهم سيحاسبون على تلك التصرفات». وفي حين قال بولتون ان الولاياتالمتحدة لم تعثر بعد على أي معلومات من شأنها ان تؤيد تقارير إعلامية بان من المحتمل ان يكون العراق قد نقل إلى سوريا بعضا من أسلحته المشتبه بها للدمار الشامل الا انه أضاف ان هذه التقارير تثير قلق واشنطن. وجدد بولتون ايضا اتهامات امريكية بان سوريا تطور أسلحة كيماوية وهو شيء نفته دمشق وقال انها «تواصل تطوير قدرات لأسلحة بيولوجية هجومية». وأعرب ايضا عن القلق بشأن برنامجها للابحاث والتطوير النووي. وتعليقات بولتون بشأن الأسلحة البيولوجية تذهب إلى مدى أبعد من تقدير علني لوكالة المخابرات المركزية الامريكية بان «من المحتمل بدرجة كبيرة» ان سوريا تطور قدرات لأسلحة بيولوجية هجومية. وقال بولتون ان أحد أكبر التهديدات لأمن الولاياتالمتحدة يأتي من دول تدعم الإرهاب وتسعى لامتلاك أسلحة دمار شامل رغم انه قال انه لا توجد أي معلومات بان سوريا أعطت مثل هذه الأسلحة لجماعات «إرهابية». والاتهامات الامريكية بان العراق سعى لامتلاك أسلحة دمار شامل كانت مبرراً رئيسياً للحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة على العراق لكن فشل واشنطن في العثور على أي من مثل هذه الأسلحة منذ ان أطاحت بالرئيس العراقي السابق صدام حسين في ابريل نيسان الماضي يقوض مصداقية إدارة بوش. وقال بولتون الذي كان يتحدث أمام لجنة العلاقات الدولية بمجلس النواب الامريكي «لقد رأينا سوريا تتخذ مجموعة من الأعمال العدائية تجاه قوات التحالف في العراق».وأضاف قائلاً «سوريا سمحت لمتطوعين بالعبور إلى العراق لمهاجمة افراد قواتنا وقتلهم خلال الحرب وما زالت تفعل ذلك». وتشير تصريحات بولتون وما سبقها من تصريحات لوزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد في الرابع من الشهر الحالي بان سوريا وايران لا تفعلان ما يكفي لمنع المتشددين المناهضين لامريكا من دخول العراق إلى ان صبر واشنطن ربما يوشك ان ينفد. لكن بولتون شدد على ان وزير الخارجية كولن باول الذي زار دمشق في مايو ايار يواصل جهوده الدبلوماسية لاقناع دمشق بمنع عبور المتشددين والتخلي عن أسلحتها المشتبه بها للدمار الشامل. وأدلى بولتون بشهادته أمام عدد من المشرعين يؤيدون تشريعا يطالب دمشق بانهاء «دعمها للإرهاب» والانسحاب من لبنان ووقف انتاج أسلحة للدمار الشامل والا واجهت عقوبات اقتصادية ودبلوماسية.ولم تتخذ إدارة بوش موقفاً رسمياً من التشريع المقترح لكنها تقاوم بصفة عامة مثل هذه المساعي من الكونجرس خشية ان تقيد حركتها وتتدخل في ادارة السلطة التنفيذية للسياسة الخارجية.