وقع الرئيس الامريكي جورج بوش قانون محاسبة سوريا وسيادة لبنان الذي يهدف الى معاقبة دمشق التي تتهمها واشنطن باقامة علاقات مع ارهابيين وتقديم دعم سري للمقاتلين في العراق والسعي لامتلاك اسلحة للدمار الشامل، فقد اعلن بوش في بيان في البيت الابيض: وقعت اليوم قانون محاسبة سوريا وسيادة لبنان للعام 2003. ويطلب القانون من سوريا وقف دعمها للارهاب والكف عن تطوير اسلحة كيميائية وبيولوجية وصواريخ متوسطة المدى وسحب قواتها التي تضم حوالى عشرين الف جندي من لبنان، ويدعو القانون الحكومتين السورية واللبنانية الى بدء مفاوضات ثنائية جدية من دون شروط مع اسرائيل من اجل التوصل الى سلام شامل ودائم. ويؤكد القانون ضرورة ان تغلق سوريا حدودها امام اي معدات عسكرية وناشطين ضد الولاياتالمتحدة يمكن ان يتوجهوا الى العراق حيث تتعرض القوات الامريكية يوميا لهجمات قاتلة منذ اسقاط نظام الرئيس صدام حسين، كما يوصي القانون بوش بحظر تصدير الاسلحة والتكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج الى سوريا واختيار اثنتين من سلسلة عقوبات يمكنه فرضها على دمشق. ومن بين هذه العقوبات فرض قيود على الصادرات والاستثمارات الامريكية في سوريا وخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي الاميركي في دمشق وتجميد الودائع السورية في الولاياتالمتحدة وتقييد حرية تنقل الدبلوماسيين السوريين في الولاياتالمتحدة، اضافة الى امكانية الحد من حق الطائرات السورية في التحليق في المجال الجوي الامريكي. وتضمن بيان بوش الجملة التقليدية التي تقضي بأن ما ينص عليه القانون يشكل اداة وليس توجيهات تحد من صلاحيات البيت الابيض في رسم السياسة الخارجية للولايات المتحدة. واضاف بوش ان موافقتي على القانون لا تعني تبني مختلف البيانات السياسية الواردة فيه على انها السياسة الخارجية للولايات المتحدة. وكان بوش رفع معارضته عن تبني هذا القانون في مجلسي الكونغرس الامريكي بعد ان اكد اعضاء المجلسين موافقتهم على منحه صلاحية عدم استخدام حقه في فرض عقوبات على سوريا. واكد بعض اعضاء الكونغرس من مؤيدي القانون بشدة، استياءهم لمواصلة العلاقات الدبلوماسية مع دمشق بمستواها الحالي مع انها مدرجة على لائحة وزارة الخارجية الامريكية للدول الداعمة للارهاب، اضافة الى كوبا وايران وليبيا وكوريا الشمالية والسودان. وكان الرئيس السوري بشار الاسد قد صرح لصحيفة (نيويورك تايمز) في بداية الشهر الجاري ان سوريا ساعدت الولاياتالمتحدة في احباط سبع محاولات على الاقل لهجمات ارهابية على مصالح امريكية. ونقلت الصحيفة عن الاسد قوله ان اجهزة الاستخبارات السورية "نقلت معلومات" سمحت بتجنب اعتداءات وشيكة نافيا ان تكون سوريا من الدول الداعمة للارهاب. وتتعرض دمشق منذ سقوط نظام صدام حسين لضغوط من الولاياتالمتحدة التي تتهمها خصوصا بتسهيل مرور المقاتلين المسلحين الى العراق. وقد عارضت دمشق بقوة الحرب التي شنها التحالف الامريكي البريطاني في 20 مارس على العراق.