النخلة شجرة مباركة أصلها ثابت وفرعها في السماء وهي محل اهتمام الإنسان العربي منذ أمد بعيد تغذى ثمارها وتنزه واحاتها. لقد تشرفت النخلة بذكرها في القرآن الكريم عشرين مرة ووصفها الله سبحانه وتعالى بأنها الشجرة الطيبة. كما ضربها الرسول صلى الله عليه وسلم مثلاً للمؤمن في رسوخ إيمانه وقوة عقيدته. كما كانت النخلة واحة غناء للشعراء والأدباء يزينون شعرهم ونظمهم بوصفها. ويعتبر الموطن الأصلي للنخيل هو شبه الجزيرة العربية. ولذلك فإن النخلة تجود زراعتها في المملكة العربية السعودية. وتتصدر المملكة العربية السعودية دول العالم في زراعة النخيل سواءً من حيث المساحة المزروعة أو عدد النخيل أو كمية الإنتاج. فقد بلغت المساحة المزروعة بالنخيل في المملكة عام اثنين وعشرين وأربعمائة وألف أكثر من مائة وواحد وأربعين ألف هكتار وبلغ عدد النخيل حوالي اثنين وعشرين مليون نخلة من أصل مائة مليون نخلة في العالم كما بلغ إنتاج المملكة من التمور ثمانمائة وخمسين ألف طن سنوياً مشكلة بذلك حوالي خمسة عشر بالمائة من إنتاج العالم. إن هذه المكانة التي تتبوؤها المملكة العربية السعودية في زراعة النخيل وإنتاجه ناتجة من اهتمام حكومة المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله بهذه الشجرة الطيبة، إذ تقوم بتقديم الإعانات والقروض بدون فوائد لزراعة النخيل. وما إقامة هذا اللقاء العلمي الدولي لنخيل التمر إلا دليل أكيد على اهتمام قيادة هذا البلد المبارك بهذه الشجرة المباركة. إن تنظيم جامعة الملك سعود - فرع القصيم لهذا اللقاء العلمي الدولي لنخيل التمر له أهداف كثيرة منها إظهار القدرات العلمية الموجودة في هذا الوطن ومدى قدرتها على المنافسة بين الأمم في المجالات العلمية المختلفة. كذلك جمع خبرات المختصين العلمية والعملية من شتى بقاع العالم وطرحها في مكان واحد وبشكل مركز. واستخلاص المعارف والحقائق المتاحة في العالم عن النخلة. وتوظيفها في خدمة هذه الشجرة تحت ظروف المملكة. ومن الأهداف أيضاً استعراض المشكلات التي تواجه زراعة النخيل وإيجاد الحلول العلمية والعملية المناسبة لها وأخيراً وضع الخطط المستقبلية لتصنيع التمور وتسويقها محلياً وعالمياً. هذا، ويشمل اللقاء العلمي عدة محاور منها: 1 - التقنيات الحديثة والتقليدية في إكثار النخيل ووراثته الجزئية. 2 - معاملات ما قبل الحصاد وما بعد الحصاد. 3 - البيئة وآفات النخيل. 4 - ميكنة العمليات الزراعية والفنية في النخيل. 5 - تصنيع التمور واستغلال منتجاتها الثانوية. 6 - القيمة الغذائية والعلاجية للتمور. 7 - اقتصاديات التمور. ويشارك في هذا اللقاء أكثر من 222 عالماً من أكثر من سبع وعشرين دولة يمثلون معظم قارات العالم. وسوف تصاحب هذا اللقاء أنشطة متعددة منها: 1 - ثلاث ورش عمل تدريبية هي: أمراض وآفات النخيل وطرق مكافحتها، استخدام البصمة الوراثية في التعرف على أصناف النخيل، تصميم أنظمة الري بالتنقيط وصيانة شبكات الري. 2 - مهرجان التمور السنوي. 3 - ثلاث ندوات عامة عن سوسة النخيل الحمراء والتقنيات الحديثة في إكثار النخيل واقتصاديات النخيل. 4 - الزيارات الميدانية لبعض المشاريع الزراعية بالمنطقة. 5 - معرض مستلزمات النخيل. وهذا وبالرغم من الأهمية الخاصة بنخيل التمر في العديد من الدول العربية والإسلامية والانتشار الواسع في استزراعه في دول العالم الأخرى، إلا أنها لم تجد الاهتمام الكافي لدراستها وتحسين إنتاجها واستغلالها بصورة اقتصادية فعالة. ونظراً للزيادة الأكيدة في استزراع نخيل التمر في السنوات الأخيرة وخصوصاً في الوطن العربي حيث تشكل المنطقة العربية أكثر من تسعين في المائة من إجمالي المساحة المزروعة عالمياً. وحيث تشير بعض الدراسات المتخصصة إلى أن إنتاج المملكة فقط سوف يصل إلى حوالي مليوني طن وهو ما يعادل أكثر من ثلث الإنتاج العالمي الحالي لذلك لابد من زيادة الاهتمام بنخيل التمر عن طريق تشجيع إقامة المؤتمرات والندوات العلمية المتخصصة بنخيل التمر والعمل على إقامة المراكز البحثية التي تعنى بنخيل التمر وكذلك تطوير صناعة التمور بما يتناسب مع ذوق المستهلك العالمي والعمل على فتح أسواق علمية جديدة. إنني بهذه المناسبة أشكر مقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على الدعم غير المحدود لإقامة هذا اللقاء. كما أحب أن أقدم خالص الشكر والامتنان لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام على تفضله برعاية حفل افتتاح هذا اللقاء الدولي لنخيل التمور وتشجيعه المستمر للبحث العلمي. والشكر والامتنان موصول لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز وسمو نائبه اللذين لم يألوا جهداً ولم يدخراً وسعاً في مساهمتها الفعالة وجهدهما الدائب لإنجاح هذا اللقاء وإخراجه بالصورة المناسبة التي يتطلع لها ولاة الأمر. كما نشكر معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري ونقدر له اهتمامه بهذا اللقاء خاصة ودعمه للعلم وأهله في جميع الجامعات السعودية عامة، كما أود أن أشيد بجهود معالي مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد الفيصل على دعمه المتواصل للبحث العلمي واهتمامه الشخصي بهذا اللقاء. كما أتقدم بالشكر والعرفان للجهات الراعية لهذا اللقاء. وأخيراً أشكر كل من له جهد في إقامة هذا اللقاء سواءً داخل الجامعة أو خارجها. أسأل الله تعالى أن يكلل هذا اللقاء بالنجاح وأن يؤتي ثمرته وأن يخلص إلى التوصيات التي تخدم النخلة وترفع من كفاءة إنتاجها وأن يوفق الجميع لما فيه الخير. *عميد كلية الزراعة والطب البيطري بالقصيم ومقرر اللقاء