يرعى صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام حفل افتتاح فعاليات اللقاء العلمي الدولي لنخيل التمر الذي تنظمه كلية الزراعة والطب البيطري بفرع جامعة الملك سعود في القصيم وذلك خلال الفترة من 19 22 رجب المقبل 1424ه. ولما لهذا اللقاء من اهمية بالغة لكونه من اهم المؤتمرات العلمية المتخصصة على المستوى الدولي حول نخيل التمر فقد اكتشفت (اليوم) في تحقيق اجرته مع عدد من الاساتذة المتخصصين بكلية الزراعة والطب البيطري بفرع جامعة الملك سعود بالقصيم ان بلادنا المملكة العربية السعودية تحتل مركزا متقدما بين الدول المنتجة للتمور اذ ادى الدعم الحكومي للزراعة بشكل عام والنخلة بشكل خاص الى زيادة الانتاج الزراعي اذ يصل الانتاج السنوي للتمور في المملكة نحو 650 الف طن. منتج استراتيجي بداية قال عميد كلية الهندسة بفرع جامعة الملك سعود بالقصيم الدكتور سليمان بن عبدالعزيز اليحيى: وفقنا بشرف الحصول على الموافقة السامية على عقد اللقاء الدولي عن نخيل التمر في رحاب كلية الزراعة والطب البيطري بفرع جامعة الملك سعود بالقصيم والذي سوف يرعاه ويفتتحه صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود يحفظه الله . واوضح د. اليحيى ان هذا اللقاء ليس بغريب على بلد تحتضن فيه اكثر من 20 مليون نخلة على ارضها من اصل 100 مليون نخلة في العالم، وتبدو حاجة المنطقة قاطبة الى الاهتمام برعاية النخيل وبحث اغوارها الخفية التي لاتزال في ذلك العالم المجهول لنا. فكل يوم تثبت تلك الشجرة المباركة انها مصدر متجدد بل ومنتج استراتيجي لمنطقة الخليج والمملكة، وذلك للتوافق البديع بين تحمل النخلة لظروفنا الصحراوية وندرة المياه. واضاف عميد كلية الزراعة والطب البيطري بفرع جامعة الملك سعود بالقصيم الدكتور عبدالرحمن الحميد: لم يكن غريبا على منطقة القصيم ان تحتضن لقاء دوليا عن النخيل في بلد النخيل والعناية به وجاءت رعاية صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز للقاء الدولي للنخيل في بادرة ليست غريبة بل هي تتجلى في شخصه حفظه الله واهتمام الدولة في النخيل. النخلة تاريخ مشرف واكد رئيس اللجنة الفنية للمؤتمر واستاذ الاقتصاد الزراعي بكلية الزراعة والطب البيطري الدكتور يوسف بن عبدالله السليم بأن رعاية وزير الدفاع والطيران صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز للقاء الدولي للنخيل يدل على اهتمام الدولة بنخيل التمر والحرص الشديد على تنميتها ورعايتها. وبين د. السليم بأنه ليس بصدد ذكر الكثير من الشواهد والبراهين على ذلك ولكن اكتفى باعتماد الدولة النخلة شعارا يرمز لعراقة الماضي وللنمو والرخاء في الحاضر والمستقبل. وقد اهتمت ولاتزال تهتم المملكة العربية السعودية بزراعة النخيل اهتمام كبيرا وذلك لما ورد عنها في القرآن الكريم والسنة النبوية ولارتباطها بالارض المباركة كما لها من تاريخ مشرف مع الاجيال الحضارة والسابقة حتى اصبحت النخلة رمزا من رموز الوطن. وبين امين اللجنة التنظيمية للقاء ورئيس قسم انتاج النبات ووقايته بفرع جامعة الملك سعود بالقصيم الدكتور خالد بن ناصر الرضيمان بأنه على الرغم من الاهمية الخاصة لنخيل التمر في العديد من الدول العربية والاسلامية والانتشار الواسع في استزراعه في دول العالم الاخرى الا انها لم تجد الاهتمام البالغ في دراستها وتحسين انتاجها واستغلالها في صورة اقتصادية، ونظرا للزيادة في استزراع نخيل التمر حيث تشكل المناطق العربية اكثر من 90% منها من هنا تبنت جامعة الملك سعود ممثلة في كلية الزراعة والطب البيطري بفرع القصيم بالتعاون مع الغرفة التجارية بالقصيم عقد هذا اللقاء العالمي الذي يسعى العلماء والباحثون والمتخصصون والمهتمون بنخيل التمور. فوائد المؤتمر من جهة اخرى اشار د. الحميد: الى ابرز فوائد هذا اللقاء المتميز الذي يجمع الباحثين والمهتمين بالنخيل تحت سقف واحد تقاسمهم النخلة بكل جدارة علمية وبحثية لتكون المملكة سباقة وكالعادة لاحتضان تميزها النسبي العالمي بالنخيل تحديدا. ليس هذا فحسب من فوائد النخيل بل هناك فوائد طويلة المدى ومتوسطة المدى وقصيرة المدى ومن فوائده استعراض آخر ما وصلت له التقنية الحديثة من معاملات ومن الات ودراسات اقتصادية لتسويقه، ناهيك عن طرق تصنيعه ومشتقاته والاستفادة من كل اجزاء النخلة بطريقة تجارية ابتداء من جذوره وانتهاء بسعفه وثماره بل وقيمته الغذائية وتصنيعه والتقنيات الحيوية المستخدمة فيه ومستقبلها العلمي ودراسة ماذا تقدمه النخيل للبيئة واستكشاف آفاتها ومقاومتها والوقاية منها بل ودراسة قيمته الغذائية المتميزة واستخداماته العلاجية الطبيعية. البحوث المشاركة اما بالنسبة لعدد البحوث المشاركة في هذا اللقاء فقال د. اليحيى: هناك اكثر من 258 بحثا من اكثر من 27 دولة مشاركة في هذا المؤتمر وهي: السعودية، الجزائر، الامارات، قطر، ايران، تونس، المغرب، ليبيا، السودان، سلطنة عمان، سوريا، اليمن، مصر، باكستان، بجليكا، امريكا، اسبانيا، الهند، العراق، الاردن، الصين، الكويت، نيجيريا، نيوزلندا، انجلترا، استراليا، ناميبيا. علما انه سيتم في هذا المؤتمر اختيار افضل 150 بحثا محكما وسوف يقام خلال المؤتمر العديد من الفعاليات والتي منها: ورش تدريبية. معرض مستلزمات النخيل. حلقات نقاش. مهرجان التمور السنوي زيارات ميدانية للمنشآت في المنطقة. محاور اللقاء ثم استعرض د. اليحيى: ابرز محاور اللقاء الدولي للنخيل فقال تعتمد المحاور على ميكنة العمليات الزراعية والفنية لنخيل التمر باستخدام احدث ماتوصلت له التقنية الحديثة في هذا المجال واستعراض الخبرات التي تدور حوله وتتلخص المحاور في الاتي: التقنية الحديثة والاكثار. البيئة وآفات نخيل التمر معاملات ماقبل ومابعد الحصاد. القيمة الغذائية والعلاجية للتمور. التقانات الحيوية (الوراثة الجزئية، الهندسة الوراثية وغيرها). تصنيع التمور واستغلال المنتجات الثانوية. اقتصاديات التمور. جهود الدولة وبين الدكتور يوسف السليم: بأن عدد اشجار النخيل بالمملكة 18 مليون نخلة وتحتل المملكة مركزا متقدما بين الدول المننتجة للتمور اذ يصل الانتاج السنوي نحو 650 الف طن وقد ادى الدعم الحكومي للزراعة بشكل عام والنخلة بشكل خاص الى زيادة نسبة الانتاج الزراعي. وتقدم الدولة القروض والاعانات والخدمات الارشادية والوقائية للمزارعين وتمنح وزارة الزراعة والمياه مبلغ خمسين ريالا لكل فسيلة. كما تقوم الدولة كل سنة بشراء نحو 21 الف طن من انتاج المزارعين من التمور بمبلغ يصل الى ثلاثة ريالات للكيلو الواحد وتقوم الدولة بتعبئة هذه التمور ومنحها الى الدول الاسلامية المحتاجة كنوع من مساهمات المملكة في برنامج الغذاء العالمي ويقدر متوسط استهلاك الفرد من التمور في المملكة بما يقارب 30.7 كيلو جرام في السنة مقارنة ب 0.8كيلو جرام كمتوسط على مستوى العالم. واضاف د. السليم بأن نتائج حتمية هذا الدعم ارتفع انتاج المملكة من التمور حتى بلغ 650 الف طن وبلغ معدل النمو السنوي لانتاج المملكة من التمور 3.8% للفرة 1997م 1998م وهذا اكثر بكثير من معدل النمو العالمي حيث لم يتغير الانتاج العالمي خلال نفس الفترة اما بالنسبة للمساحة فتحتل المملكة مامقداره 13.77% من اجمالي المساحة المنزرعة بالنخيل في العالم لعام 1997 وانخفضت هذه النسبة الى 13.10% في عام 1998م وقد يعزى ذلك الى ماقامت به الوزارة والجهات الاخرى ذات العلاقة بقطع كثير من اشجار النخيل المصابة والمحتمل اصابتها كالاشجار المهملة على سبيل المثال بسوسة النخيل الحمراء ووضع قيود شديدة على زراعة فسائل جديدة ونقلها من منطقة الى منطقة اخرى وتتمثل تلك القيود بالكشف على الاشجار المنقولة من قبل متخصصين في الوزارة للتأكد من خلوها من الامراض واتوقع استمرار تقلص معدل النمو السنوي للمساحة المنزرعة بالنخيل للسنوات القادمة وذلك للاسباب التي ذكرت سابقا ولما قامت به الوزارة من تشريع وتنظيم اقامت معامل زراعة الانسجة للنخيل والذي سيؤدي الى تقليل الاعداد المنتجة من المعمل وبالتالي تقليل الاعداد المنزرعة. صادرات تمور المملكة وذكر د. السليم بأن المملكة تصدر مامقداره 5.65% من اجمالي صادرات التمور في العالم ويبلغ متوسط سعر الطن من صادرات التمور السعودية 840 دولارا بينما يبلغ متوسط السعر العالمي لصادرات التمور 648 دولارا للطن اي ان متوسط سعر الطن من صادرات التمور السعودية اعلى بنحو 30% من متوسط الطن لصادرات التمور في العالم. اما بالنسبة للاستيراد فان المملكة تستورد كمية قليلة جدا من التمور تقدر ب 820 طن بقيمة نحو 300 الف دولار (بيانات 1998م) وبالتالي يمكن القول ان متوسط سعرد الطن للواردات يبلغ نحو 366 دولارا وهو اقل من متوسط السعر العالمي للواردات بحوالي 18% ويمكن القول ان المملكة تشتري أنواعا رديئة تخضع لجمارك قليلة وتصدر أنواعا ممتازة تخضع لجمارك عالية في كثيرا من الدول المستوردة. آثار المؤتمر من جهة اخرى بين د. الحميد بأن الآثار المترتبة على هذا المؤتمر كبيرة وكثيرة فاجتماع الباحثين وتلاقح افكارهم والتعاون فيما بينهم سيجعل من هذه النخلة اكثر عناية بها لتبدو كغادة حسناء نعتز بها لانها جزء من مكوننا الثقافي ومن الآثار كذلك اجتماع العدد من الفاعليات في وقت واحد يجعل من المهتمين والباحثين والمزارعين يقصدون هذا المكان لتعدد الاستفادة فيه ومنه!! عوائق النخيل وكشف د. السليم بان صناعة النخيل بالمملكة العربية السعودية تواجه الكثير من العوائق والتي سيقوم المشاركون بدراستها في هذا اللقاء العلمي ومحاولة الوصول الى افضل الحلول القابلة للتطبيق والمناسبة لوضع المملكة ويمكن القول ان احداث اي تقدم ملموس في زراعة واستثمار النخيل يتطلب التعاون بين المزارع والمسئول والباحث والمستثمر ويجب ان يكون هناك خطط تنفذ على مراحل وتحدد فيها المسئوليات والبرامج ويشجع بها الاستثمار في منتجات النخيل الاولية والثانوية كما يجب بذل الجهود لحل المشاكل والمعوقات التي ستواجه زراعة النخيل والاستثمار في منتجاته سواء كانت هذ المعوقات انتاجية ام تقنية ام تسويقية وسيلقى الضوء في هذا اللقاء العلمي الدولي على اهم المشاكل التي تواجه زراعة واستثمار النخيل في المملكة العربية السعودية. الاهتمام بالنخل يحتاج الى تطوير