دمرتها النار مرتين وسوتها بالأرض القنابل في الحرب العالمية الثانية وفي العام الماضي أغرقتها الفيضانات.. ولكن دريسدن خبيرة في النهوض من الكوارث. وبينما تستعد عاصمة الساكسون للاحتفال بذكرى ميلادها رقم 800 في عام 2006 فقد اصلحت أغلب الأضرار التي اصابت وسطها التاريخي من الفيضانات القياسية في العام الماضي ويتسارع العمل في اعادة بناء معالمها التي دكتها القنابل في غارات 1945. وبذلت المدينة أقصى الجهود لاستعادة وضعها حيث تدفق المتطوعون على قاعة الاساتذة القدامى لانقاذ لوحات ثمينة من فيضان نهر البي ثم إزالة اطنان من الطين من شوارعها. وكانت الاولوية إعادة بناء أوبرا سيمبر التي حولتها الطائرات الامريكية والبريطانية الى خرابة سوداء في غارات فبراير 1945. وبينما كانت الاستعدادات جارية لليلة الافتتاح بباليه بحيرة البجع اغرقت مياه الفيضان القبو منذ عام ودمرت عشرة آلاف حذاء مصنوعة باليد وآلاف الأزياء ونظام التهوية والاضاءة وشبكة الكهرباء. قال فوكر بوتزمان المدير الفني للأوبرا والذي أدار عملية الترميم «أثناء فترة الاغلاق تلقت وكالات السفر الغاءات كثيرة، ولكننا ادركنا انه يجب الافتتاح مرة اخرى بأقصى سرعة ممكنة حتى يعود السياح... واجهت الاوبرا الكثير، احرقت واحدة من قبل، ودمرت القنابل الاوبرا الحالية، ثم جاء الفيضان، ارجو ان ينتهي كل هذا». وكانت ساكسونيا أكثر مناطق ألمانيا تضررا من الفيضانات التي اجتاحت وسط أوروبا العام الماضي وطالبت بستة مليارات يورو «87 ،6 مليار دولار» من صندوق المعونة الاتحادي لاصلاح الأضرار. واستطاع متطوعون ومسؤولون انقاذ 7000 لوحة من خزائن القبو ونقلها الى طوابق أعلى، أما اللوحات الضخمة التي يصعب نقلها فقد تدلت من السقف وكادت مياه الفيضان أن تطولها.