درسدن المانيا - رويترز - عندما هدد الفيضان الأعمال الفنية الاثرية في مدينة درسدن المبنية على طراز الباروك الشهر الجاري، تحرك وزير الثقافة في الولاية بسرعة لاخلاء الادوار السفلى من المعارض الفنية ذات الشهرة العالمية. لكنه لم يتحرك بالسرعة نفسها لحماية ممتلكاته الخاصة في منزله من مياه المجاري الملوثة. هرع عمال المتحف ورجال الشرطة والاطفاء الى أقبية قصر زفينغر المبني في القرن الثامن عشر بالقرب من نهر البي لنقل لوحات لا تقدر بثمن من عصر النهضة الى الطوابق العليا، عندما ضرب الفيضان المدينة قبل اسبوعين. واتخذت الخطوات نفسها في قاعات البرتينوم التي تضم مجموعة شهيرة من المجوهرات والفنون التطبيقية. وقال ماتياس رويسلر، وزير العلوم والفنون، في ولاية ساكسونيا: "بحلول يوم الثلثاء كان من الواضح انها كارثة مثل التي حلت ببنغلادش... فقررت نقل المقتنيات على رغم ان البعض حذر من ان النقل قد يضر الاعمال الفنية". لكن رويسلر 47 عاماً لم يتخذ الاجراءات نفسها في منزله. وقال: "بعض المنازل بنيت في اماكن كان يتعين عدم البناء فيها. ولكن لا أحد يمكنه ان يقول ذلك عن منزلي... فقد ورثته عن جدي، وفي جميع الفيضانات السابقة لم تدخله اي مياه". وتابع: "كان كبار السن الذين عاصروا الازمات الماضية في المنطقة يقولون: لا تخف لأن المياه لا يمكنها دخول المنزل". وفي وسط المدينة نقل المسؤولون 20 ألف عمل فني، علقوا الصور فوق بعضها بعضاً على الجدران المرتفعة، وجمعوا التماثيل في مكان واحد. وبعد يومين غمرت المياه منزل رويسلر ليصبح واحداً من الوف تكبدوا خسائر كبيرة في الفيضانات. لكنه الوحيد من كبار المسؤولين في حكومة ساكسونيا. ويروي الوزير: "اتصلت زوجتي. في بادئ الامر قائلة ان المياه غمرت القبو ثم الدرج والان وصلت الى الطابق الاول... لا يمكنك تصور مأساة بيت غمره الفيضان. كل شيء طاف على سطح الماء، وعمّت حال من الفوضى الهائلة". وعمل مسؤولو الاغاثة على مدار الساعة لتقليل حجم الاضرار في المتاحف التي تضم اعمالاً مثل لوحة السيدة العذراء لرفاييل، احدى اشهر اللوحات في التاريخ. ولم يتمكن عمال المتحف من نقل 20 لوحة ضخمة من قبو معرض اولد ماسترز فعلقوها على السقف، مع الاسراع بشفط المياه من داخله. وقال رويسلر: "لو بلغتها المياه لوصلت الاضرار الى نحو 30 مليون يورو 15،29 مليون دولار. وشكل ارتفاع المياه اكبر تهديد تواجهه درسدن منذ ان قصفت قوات الحلفاء قلب المدينة القديمة في شباط فبراير 1945".