يفاخر الانجليز دائماً ومن خلفهم شعوب العالم بديموقراطية بريطانيا العظمى، الدولة التي قال عنها أحد زعمائهم: الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس. وجاء هذا الفخر والاعتزاز بموقع او بمتنزه يجتمع فيه كل من يريد أن يعبر عن رأيه بحرية وديمقراطية دون الاساءة أو التهجم على عقيدة أو دين أو جماعة أو مؤسسة أو بلاد أو شعب وحكومة.. هذا المتنزه البريطاني المشهور هو «متنزه الهايد بارك».. وأنا متأكد أن العديد من أبناء هذا الوطن الغالي قد زاروا هذا المتنزه المشهور وربما شاركوا بالتعبير بكلمات أو عبارات حرة لا تمس أحداً بسوء. واليوم يتوقف التاريخ ليسجل للمملكة العربية السعودية ميلاد «الهايد بارك السعودي» الذي وافق على قيامه خادم الحرمين الشريفين في صورة مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني. وقد اطلعت على الكلمة الكريمة التي وجهها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني للاخوة المواطنين بمناسبة موافقة خادم الحرمين الشريفين على قيام مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، والتي قال سموه فيها: اننا في هذا الوطن الحبيب لم نحقق ما حققناه من أمن وأمان ورخاء ورفاه إلا بفضل العقيدة الإسلامية ثم بفضل تمسكنا بوحدة هذا الوطن وايماننا بالمساواة بين أبنائه وان أي حوار مثمر لابد أن ينطلق من هاتين الركيزتين ويعمل على تقوية التمسك بهما، فلا حياة لنا إلا بالإسلام ولا عزة لنا إلا بوحدة الوطن ولن نقبل من أحد كائناً من كان أن يمس مبادئ العقيدة، كما اننا نرفض أن يسعى أحد كائنا من كان للعبث بالوحدة الوطنية. ويواصل سموه الكريم القول: إن آداب الحوار يجب ان تنطلق من منهج السلف الصالح الذي يعتنقه شعب المملكة العربية السعودية.. وقد كان السلف الصالح عليهم رضوان الله لا يجادلون الا بالحكمة والموعظة الحسنة ويعملون بتوجيه سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) كما كانوا يعتبرون سب المسلم فسوقاً وقتاله كفراً، هذا هو الطريق السليم للحوار. ونحن في المملكة العربية السعودية شعباً وحكومة.. مواطنين ومقيمين نشد على أيدي قادتنا الذين يسعون دائماً وأبداً لحماية هذا الوطن الغالي وأبنائه.. وكما قال ولي العهد في نهاية كلمته الكريمة: انني على ثقة ان علماء هذا الوطن ومفكريه ومثقفيه هم من يسلك هذا الطريق المستقيم وأنهم يدركون كما ادرك ان المملكة قيادة وشعباً لن ترضى أن تتحول حرية الحوار إلى مهاترات بذيئة أو تنابز بالألقاب أو تهجم على رموز الأمة المضيئة وعلمائنا الأفاضل. هنيئاً لمملكتنا الفتية بهذه الانجازات والخطوات البناءة في صيانة وحماية انجازاتنا.. ونعاهدك يا أبا متعب أننا سنكون جنودك الأوفياء لحماية هذه الانجازات وهذه الخطوات التي تنفذ تحت مظلة العقيدة الإسلامية السمحة.. حفظ الله المملكة العربية السعودية وشعبها وقادتها وكل من خطا أرضها، والموت للحاقدين.