اعلن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز الموافقة على "انشاء مركز دائم للحوار الوطني وفق ما كان اقترحه اللقاء الوطني للحوار الفكري" الذي كان عقد في الرياض في حزيرانيونيو الماضي. وقال الامير عبدالله في كلمة وجهها امس الى المواطنين عبر اذاعة وتلفزيون الرياض ان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وافق على قيام "مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني" ليكون "وسيلة عملية لاستمرار الحوار واتساع نطاقه ليدخل فيه المزيد من المتحاورين وليبحث فيه المزيد من القضايا بهدف ان يتطور الحوار حتى يكون اسلوباً بناءاً من اساليب الحياة في المملكة العربية السعودية". واشار ولي العهد الى اختيار العاصمة الرياض مقراً لهذا المركز والى ان العمل يجري على تجهيز مقر المركز الذي سوف يستعين بمرافق وخدمات مكتبة الملك عبدالعزيز العامة لتسهيل اعماله. وكانت هذه المكتبة استضافت اللقاء الاول للحوار الفكري الذي استغرق اربعة ايام وشارك فيه نخبة من العلماء والمفكرين والمثقفين السعوديين من مختلف الاطياف الفكرية. واعرب الامير عبدالله عن ثقته بأن انشاء المركز وتواصل الحوار تحت رعايته سيكون "انجازاًَ تاريخياً يسهم في ايجاد قناة للتعبير المسؤول وانه سيكون له اثر فاعل في محاربة التعصب والغلو والتطرف ويوجد مناخاً نقياً تنطلق منه المواقف الحكيمة والآراء المستنيرة التي ترفض الارهاب والفكر الارهابي". وشدد على ضرورة ان يرتكز الحوار الى العقيدة الاسلامية ثم التمسك بوحدة الوطن والايمان بالمساواة بين ابنائه، وقال: "ان اي حوار مثمر لا بد ان ينطلق من هاتين الركيزتين، وان يعمل على تقوية التمسك بهما، فلا حياة لنا إلا بالاسلام، ولا عزة لنا الا بوحدة الوطن". واضاف: "لن نقبل من احد كائناً من كان ان يمس مبادىء العقيدة كما اننا نرفض ان يسعى احد كائناً من كان للعبث بالوحدة الوطنية". كما اشار الامير عبدالله الى ضوابط اخرى للحوار الوطني مؤكداً ان "آداب هذا الحوار يجب ان تنطلق من منهج السلف الصالح الذي يقوم على المجادلة بالحكمة والموعظة الحسنة"، وشدد على ان السعودية قيادة وشعباً "لن ترضى ان تتحول حرية الحوار الى مهاترة بذيئة او تنابز بالالقاب او تهجم على رموز الامة المضيئة وعلمائها الافاضل". وقال: "ان هذا الوطن الذي يتشرف بخدمة الحرمين الشريفين والذي تهوى اليه قلوب المسلمين من كل مكان لا يمكن ان يضم فكراً يخرج قيد شعرة عن ثوابت العقيدة الاسلامية كما انه لن يقبل فكراً يحرف تعاليم الاسلام ويتخذ شعارات خادعة لتبرير الاهداف الشريرة في تكفير المسلمين وارهابهم". واكد ان الشعب السعودي لا يرضى بديلاً عن الوسطية المعتدلة التي ترفض الغلو والتعصب بقدر ما ترفض الانحلال والاباحية.