وجه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني كلمة حوت موافقة خادم الحرمين الشريفين على انشاء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني .. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أمرنا في محكم كتابه بالتعاون على البر والتقوى والصلاة والسلام على نبيه الذي أوصانا بالنصح لكل مسلم وبعد.. أيها الاخوة. لقد شهدنا في الفترة الاخيرة تطورا هاما تمثل في انعقاد اللقاء الوطني للحوار الفكري هذا اللقاء الذي ضم نخبة صالحة ان شاء الله من أبناء الوطن العزيز من مختلف المشارب والتوجهات اجتمعوا في ظل المحبة الاسلامية وتناقشوا في رحاب الاخوة الوطنية وانتهوا الى توصيات بناءة تعزز التمسك بالعقيدة السمحة وتؤكد الوحدة الوطنية فلهم من جميع أبناء الوطن الشكر والتقدير.ولقد رأى هؤلاء الاخوة الكرام أن يستمر الحوار ويتسع نطاقه ليدخل فيه المزيد من المتحاورين وليبحث فيه المزيد من القضايا بهدف أن يتطور الحوار حتى يكون أسلوبا بناء من أساليب الحياة في المملكة العربية السعودية. ويسعدني أن أتحدث اليكم لاعلن عن موافقة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله على قيام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ليكون وسيلة عملية لتحقيق الهدف المذكور. وسوف يكون مقره في مدينة الرياض ويجري العمل الآن على تجهيز المقر وسوف يستعين المركز بمرافق وخدمات مكتبة الملك عبدالعزيز العامة لتسهيل أعماله.ولا يراودني أدنى شك أن انشاء المركز وتواصل الحوار تحت رعايته سوف يكون باذن الله انجازا تاريخيا يسهم في ايجاد قناة للتعبير المسؤول سيكون لها أثر فعال في محاربة التعصب والغلو والتطرف ويوجد مناخا نقيا تنطلق منه المواقف الحكيمة والاراء المستنيرة التي ترفض الارهاب والفكر الارهابي. أيها الاخوة.. اننا في هذا الوطن الحبيب لم نحقق ما حققناه من أمن وأمان ورخاء ورفاه الا بفضل العقيدة الاسلامية ثم بفضل تمسكنا بوحدة هذا الوطن وايماننا بالمساواة بين أبنائه وان أي حوار مثمر لا بد أن ينطلق من هاتين الركيزتين ويعمل على تقوية التمسك بهما فلا حياة لنا الا بالاسلام ولا عزة لنا الا بوحدة الوطن ولن نقبل من أحد كائنا من كان أن يمس مبادئ العقيدة كما أننا نرفض أن يسعى أحد كائنا من كان للعبث بالوحدة الوطنية. ان آداب الحوار يجب أن تنطلق من منهج السلف الصالح الذي يعتنقه شعب المملكة.. وقد كان السلف الصالح عليهم رضوان الله لا يجادلون الا بالحكمة والموعظة الحسنة ويعملون بتوجيه سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام (من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا أو ليصمت) كما كانوا يعتبرون سب المسلم فسوقا وقتاله كفرا. هذا هو الطريق السليم للحوار. وانني على ثقة أن علماء هذا الوطن ومفكريه ومثقفيه هم من يسلك هذا الطريق المستقيم وأنهم يدركون كما أدرك أن المملكة قيادة وشعبا لن ترضى أن تتحول حرية الحوار الى مهاترة بذيئة أو تنابز بالالقاب أو تهجم على رموز الامة المضيئة وعلمائنا الافاضل. ان هذا الوطن الذي يتشرف بخدمة الحرمين الشريفين والذي تهوى اليه قلوب المسلمين من كل مكان لا يمكن أن يضم فكرا يخرج قيد شعرة عن ثوابت العقيدة الاسلامية كما أنه لن يقبل فكرا يحرف تعاليم الاسلام ويتخذ شعارات خادعة لتبرير الاهداف الشريرة في تكفير المسلمين وارهابهم وان شعبنا السعودي لا يرضى بديلا عن الوسطية المعتدلة التي ترفض الغلو والتعصب بقدر ما ترفض الانحلال والاباحية. وختاما أدعو الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه انه سميع مجيب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.