في كلمة قصد منها تخفيف حدة الانتقادات الموجهة لعملية اعادة الاعمار التي تقوم بها أمريكا قال بول بريمر الحاكم المدني الامريكي في العراق ان الولاياتالمتحدة تهدف في الستين يوما القادمة إلى انشاء كتيبة جديدة من الجيش العراقي واعادة الكهرباء إلى مستويات ما قبل الحرب وتوزيع كتب مدرسية جديدة. ووصف بريمر مقتل قصي وعدي نجلي الرئيس العراقي السابق صدام حسين انه «خبر جيد جدا»، للعراقيين والقوات الامريكية في العراق ولكنه حذر من ان هجمات من اسماهم متهورين على الجنود الامريكيين ستستمر. ويأمل مسؤولون امريكيون ان يؤدي مقتل نجلي صدام اللذين كانا يخافهم الناس على نطاق واسع ويلعنونهما إلى تقليص الهجمات التي تأخذ شكل حرب العصابات والتي قتلت 41 جنديا امريكيا منذ ان اعلن الرئيس الامريكي جورج بوش انتهاء العمليات الحربية الاساسية في اول مايو ايار الماضي. وقال بريمر في اجابة على سؤال عقب انتهاء كلمته يوم الاربعاء الماضي «يجب ان نكون واقعيين، فمادام لنا قوات على الارض في العراق فسوف نكون عرضة لهجمات وسيكون لنا ضحايا». واضاف بريمر «لا اعتقد انه من المفيد ان نستمسك بأي امل باننا يمكننا ان نلوح بعصا سحرية في الميدان وفجأة نتخلص من كل اعدائنا». وحدد بريمر الخطوات التي تنوي الولاياتالمتحدة ان تتخذها خلال الستين يوما القادمة لاستعادة الامن وانعاش الاقتصاد العراقي ودعم الديمقراطية بعد الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة واطاحت بصدام حسين. وهذه الخطوات تتضمن ما يلي.. .. تجنيد وتدريب اول كتيبة من جيش عراقي جديد من المتطوعين. .. انشاء ثماني كتائب في فيلق دفاع مدني جديد. .. اعادة انشاء قوات حرس الحدود العراقي. .. بدء المحاكمات امام المحكمة الجنائية المركزية. .. بدء ندوات تدريب للقضاة. .. اعادة الكهرباء إلى مستويات ما قبل الحرب. .. اعادة تأهيل اكثر من الف مدرسة في انحاء العراق. .. توزيع كتب مدرسية ليس بها فلسفة حزب البعث. والقصد من انشاء كتيبة جيش عراقي وفيلق دفاع مدني هو تخفيف الضغط على القوات الامريكية في العراق البالغ عددهم 144 الف جندي. وكان خمسة خبراء مستقلين ارسلتهم وزارة الدفاع الامريكية البنتاجون لتقييم ما وصلت اليه عملية اعادة إعمار العراق الاسبوع الماضي قالوا ان الولاياتالمتحدة امامها فرصة محدودة لإحلال الامن والنظام في العراق والا فانها ستواجه انحدارا محتملا في غمار الفوضى. وقال الخبراء ان الشهور الثلاثة القادمة حرجة وحثوا واشنطن ان تنشط عملية إعمار العراق من خلال زيادة التمويل والافراد واشراك مزيد من العراقيين والحصول على مزيد من المشاركة الدولية. وقال بريمر ان التوقعات الاولية تظهر ان العراق سيشهد عجزا في الموازنة يقدر بنحو اربعة مليارات دولار في عام 2004 الا انه من المتوقع ان يعود إلى تحقيق فائض بعد ان يزيد انتاج النفط. وقال بريمر «ان حاجات العراق في الاجل القريب ستتطلب مساعدة ضخمة من الولاياتالمتحدة وشركائها في التحالف والمجتمع الدولي». وقال بريمر انه لا يمكنه التنبؤ بحجم ما ستدفعه الولاياتالمتحدة. وقال بريمر ان حاجات اعادة إعمار العراق عملاقة واشار إلى ان الولاياتالمتحدة تقدر تكاليف تلبية الطلب على الطاقة بنحو 13 مليار دولار وان الاممالمتحدة تقدر انه سيتم انفاق 16 مليار دولار خلال الاربع سنوات القادمة لمواجهة احتياجات المياه. وقال بريمر «سيتطلب احداث تحول ونمو مطرد في اقتصاد العراق وقتا وقدرا كبيرا من المساعدات الخارجية». واضاف بريمر «ميراث صدام عالق مثل سحابة سوداء على كل جوانب الحياة للشعب العراقي والسحابة السوداء تمتد إلى المستقبل الاقتصادي».