سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بريمر يؤكد أن لا مكان لميليشيات الأحزاب في العراق الجديد . رامسفيلد يدعو الى الاسراع ببرنامج تدريب ونشر القوات العراقية ويؤكد التزام بلاده الجدول الزمني لنقل السلطة الى العراقيين
دعا وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الى الاسراع ببرنامج تدريب ونشر قوات أمن عراقية، وأكد التزام بلاده الجدول الزمني الذي وضعته مع مجلس الحكم الانتقالي في العراق لنقل السلطة الى العراقيين موضحاً "ان العمليات الارهابية لن تثني الولاياتالمتحدة عن اكمال مهماتها فى العراق على اكمل وجه"، فيما اعتبر الحاكم المدني الاميركي في العراق السفير بول بريمر ان لا مكان لميليشيات الأحزاب في العراق الجديد، وأكد ان قوات التحالف ستبقى في العراق بعد نقل السلطة الى العراقيين قبل نهاية عام 2005، مشيراً الى ان هجمات المقاومة العراقية على قوات "التحالف" ستزداد خلال الشهور الستة المقبلة مع بدء تسليم السلطة الى العراقيين. وصل وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الى بغداد أمس قادماً من كركوك بعد تحليق طائرته فوق العاصمة وسط كوكبة من المروحيات، قبل ان تحط في قاعدة للفرقة 82 المجوقلة جنوببغداد. وقال انه يود الاسراع بتجنيد وتدريب ونشر عراقيين في مختلف فروع قوات الامن. وأضاف "انني مقتنع بأن الاتجاه الذي حددناه من البداية هو الاتجاه الصحيح، وهو الذي يتم تنفيذه بسرعة وسيتم انتقال المسؤولية عن الاحوال الامنية في البلاد بمرور الوقت الى قوات الامن العراقية بمختلف فروعها". وتدرب القوات الاميركية في هذه القاعدة قوات الامن العراقية المستقبلية. واستعرض رامسفيلد 40 مدنيا عراقيا من المتدربين. وقال اللفتنانت جنرال ريكاردو سانشيز قائد القوات الاميركية في العراق ان العمليات العسكرية الاميركية ضد المقاتلين ادت الى خفض عدد الهجمات الى 20 هجوماً يومياً من 50. غير ان رامسفيلد قال انه "من السابق لاوانه القول انه اتجاه" ثابت. ووصل رامسفيلد الى بغداد، في زيارته الثالثة الى العراق منذ الاطاحة بنظام صدام في نيسان ابريل الماضي، بعد يوم واحد من تفجير قنبلة في شارع في العاصمة العراقية أدى الى قتل جندي اميركي واربعة عراقيين. ومنذ زيارة رامسفيلد الاخيرة للعراق في ايلول سبتمبر تصاعدت عمليات المقاومة ضد القوات الاميركية وقوات التحالف والعراقيين الذين يتعاونون مع الاحتلال الذي تقوده الولاياتالمتحدة. واكد رامسفيلد التزام بلاده بالجدول الزمني الذي وضعته مع مجلس الحكم الانتقالي في العراق لنقل السلطة الى العراقيين. وقال عقب محادثات اجراها مع محافظ كركوك عبدالرحمن مصطفى ان منتصف العام المقبل سيكون موعداً لتسلم العراقيين زمام الامور في بلادهم. واعتبر مسألة الامن من اولويات قوات التحالف، موضحاً "ان الاعمال الارهابية لن تثني الولاياتالمتحدة عن اكمال مهماتها فى العراق على اكمل وجه". وقال وزير الدفاع الاميركي، وهو يتحدث عن محاولات تعقب اكثر الهاربين اهمية بمن فيهم صدام حسين "ان فرصنا في العثور بالمصادفة على احد اكثر الرجال اهمية صفر". وكان وزير الدفاع الاميركي وصل الى مدينة كركوك شمال العراق فجر أمس قادماً من جورجيا واستقبله في المطار الجنرال ريموند اوديرون قائد فرقة المشاة الرابعة التي تتعرض لهجمات المقاومين في ما يعرف بالمثلث السني. وبعد تناول الفطور مع الجنود في قاعدة كركوك الجوية، التقى رامسفيلد المسؤولين في كركوك تحت حراسة مشددة. وكانت القوات الاميركية قامت الثلثاء بحملة واسعة النطاق في منطقة كركوك اعتقلت خلالها السكرتير الشخصي لعزة ابراهيم الرجل الثاني في نظام صدام حسين. ويشتبه في ان عزة ابراهيم يمول العمليات ضد قوات التحالف في العراق التي رصدت عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تتيح القاء القبض عليه. وعقد الوزير الاميركي اجتماعاً في فيلا يملكها سعدون النعيمي صهر عزة ابراهيم ، مع محافظ كركوك عبدالرحمن مصطفى ونائبه اسماعيل احمد الحديدي. وبحسب نائب محافظ كركوك، فان رامسفيلد اعرب عن اعجابه بعمل الشرطة والجيش وقوة الحماية المدنية العراقية. ونقل عن رامسفيلد قوله "اننا نعمل لجعل الجيش العراقي في كركوك نموذجا لكل العراق". واوضح اوديرنو من جانبه ان العمليات ضد القوات الاميركية تراجعت، مشيرا الى انه "لم يعد هناك الا 22 حادثاً يومياً". واشار الضابط الاميركي الى ان عدداً أكبر من العراقيين يتقدمون الآن لاعطاء معلومات استخبارية افضل عن المسؤولين في النظام العراقي السابق والمسلحين الذين يشنون عمليات عسكرية ضد القوات الاميركية. واضاف ان القوات الاميركية تعثر على 70 في المئة من العبوات المزروعة على الطرقات، وان خمسة في المئة من الهجمات فقط تنجز. وقال اوديرنو "أعتقد اننا احرزنا بعض التقدم الجيد هنا خلال الاسابيع الثلاثة الماضية اذ تم اعتقال بعض الشخصيات الرئيسية التي سيكون لها تأثير على منطقة العمليات التابعة لي بأسرها". ورداً على احد الاسئلة من رامسفيلد قال اوديرنو انه لا يحتاج الى قوات اميركية اضافية، مشيراً الى انه "بمرور الوقت سنستطيع بلا شك الاعتماد على عدد اقل من القوات" نظراً الى زيادة عدد العراقيين الذين يجري تدريبهم للعمل في الوحدات الامنية. بريمر: لا دور للميليشيات الى ذلك قال الحاكم المدني الاميركي في العراق السفير بول بريمر ان لا مكان لميليشيات الأحزاب في العراق الجديد، وأكد ان قوات التحالف ستبقى في العراق بعد نقل السلطة الى العراقيين قبل نهاية عام 2005، مشيراً الى ان هجمات المقاومة العراقية على قوات "التحالف" ستزداد خلال الشهور الستة المقبلة مع بدء تسليم السلطة الى العراقيين. ونقلت شبكة التلفزيون العراقي "العراقية" التي تديرها سلطة الاحتلال عن بريمر قوله في برنامج "حوار مع الصحافة" بث مساء الجمعة: "قلت وما زلت أقول منذ مجيئي الى هنا ان لا مكان لميليشيات في العراق الجديد الذي لديه آليات الدفاع عن نفسه"، وذلك رداً على الاخبار التي اشارت الى عزم قوات التحالف انشاء قوة عراقية جديدة من ميليشيات بعض الأحزاب لمواجهة الهجمات التي تستهدفها. وأوضح ان "الميليشيات بتعريفنا ليست منظمات وطنية. فالمنظمات الوطنية التي وعدنا ببنائها هي الجيش العراقي الجديد وقوات الشرطة العراقية الجديدة وقوات الدفاع المدني". واضاف ان "هذه منظمات وطنية وطريقة تنظيمها تعكس هويتها الوطنية". وأكد "اننا نرحب بتعاون الاحزاب والمنظمات الاخرى التي لديها ميليشيات مع السلطة الوطنية، ولكن لا يمكنها ان تستمر كميليشيات". وأوضح ان وجود "الميليشيات بكل بساطة لا يتماشى مع عملية اعادة بناء عراق مستقل له جيشه وشرطته". وكانت صحيفة "واشنطن بوست" نقلت عن مسؤولين اميركيين وعراقيين ان كتيبة خاصة لمكافحة الارهاب مكونة من 750 إلى 850 مقاتلاً ستتعاون مع القوات الاميركية الخاصة بإمرة قيادة مركزية على ان تنتشر في مرحلة اولى حول بغداد. ومن المتوقع ان تتشكل هذه القوة من الحزب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني والمؤتمر الوطني العراقي وحركة الوفاق الوطني وفيلق بدر التابع للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية. من جهة أخرى قال بريمر انه واثق من ان قوات التحالف ستبقى في العراق بعد نقل السلطة الى العراقيين قبل نهاية العام 2005. وأضاف: "أبلغنا مجلس الحكم أننا ننوي توقيع اتفاقات تسمح لقوات التحالف بالاستمرار في مساعدة العراق في الدفاع عن نفسه ضد عناصر النظام السابق بعد الاول من تموز يوليو المقبل" موعد نقل السلطة الى العراقيين. وزاد ان "هذه المفاوضات سنشرع بها السنة المقبلة". واوضح بريمر "اذا نظرنا الى استطلاعات الرأي التي نشرت في العراق نجد ان هناك رسالة واضحة جداً، فغالبية من 95 في المئة من الشعب العراقي ترحب بتحرير العراق من طغيان صدام، ونسبة عالية من الشعب العراقي ما زالت ترحب بقوات التحالف ومساعدتها في استقرار الاوضاع في العراق بسبب الخطر الذي يشكله بعض عناصر النظام السابق". وتابع: "من وجهة نظري فان الحكومة العراقية ومجلس الحكم واخيرا الحكومة الانتقالية ترغب في مساعدة التحالف في تموز لأن قوات الامن العراقية لن تكون جاهزة في ذلك الوقت. وانا متأكد من ان هذا ما سيحدث". وأكد المسؤول الاميركي ان "الحكومة الانتقالية والتحالف سيتوصلان الى اتفاقات تقوم بموجبها الحكومة الانتقالية بدعوة التحالف لمساعدة الشعب العراقي في متابعة معركته ضد المعادين للحكومة وضد الارهابيين الدوليين. وسنتوصل الى هذا الاتفاق قبل نهاية حزيران يونيو المقبل، وسيظل ساري المفعول طالما أن هناك رغبة من الحكومة العراقية بوجود قوات التحالف هنا". واعتبر بريمر ان "محاربة الارهابيين أمر مهم جداً كون العراق اصبح جبهة مهمة في الحرب الشاملة على الارهاب. فالعديد من الارهابيين جاؤوا الى العراق الآن، ونحاول تحسين السيطرة الأمنية على حدود العراق منعاً لعمليات التسلل، ونستعمل شرطة الحدود العراقية لتلك الغاية" مشيراً الى ان "محاربة الارهاب تعد الاولوية بالنسبة الى قوات التحالف والشرطة العراقية". من جهة أخرى توقع بريمر أن تزداد هجمات المقاومة العراقية خلال الشهور الستة المقبلة مع بدء تسليم السلطة الى العراقيين على رغم أن حدة تلك الهجمات خفت أخيراً.