سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مقتل 3 جنود اميركيين في هجوم قرب الموصل... و"فدائيي صدام" يتعهدون الثأر لعدي وقصي . بريمر عائد الى بغداد مع صلاحيات اوسع واتجاه للاسراع بتشكيل الجيش وتعيين الوزراء
وزعت القوات الاميركية امس صوراً لجثتي عدي وقصي، نجلي الرئيس السابق صدام حسين، في خطوة لإقناع العراقيين بمقتلهما الثلثاء خلال عملية دهم في الموصل، وحملهم على مزيد من التعاون معها لاقتفاء اثر الرئيس المخلوع. واعلن تنظيم عراقي باسم "فدائيي صدام"، في شريط تلفزيوني زيادة الهجمات على القوات الاميركية، انتقاماً لمقتل عدي وقصي، فيما قتل ثلاثة جنود اميركيين جنوب شرقي الموصل عندما تعرضت قافلتهم لاطلاق نار من اسلحة خفيفة وقذائف مضادة للدبابات. راجع ص 2 و3 و4 وبدا ان المواجهات العسكرية تنعكس تسريعاً للخطوات السياسية، اذ اكد اعضاء في مجلس الحكم الانتقالي في العراق تعيين الوزراء الجدد خلال اسبوعين، على ان يستعيد البلد سيادته خلال 18 شهراً. واعلن الحاكم الاداري الاميركي بول بريمر، عشية عودته من واشنطن الى بغداد، الخطوات التي سيتخذها خلال الايام الستين المقبلة لاستعادة الامن وانعاش الاقتصاد. وافادت مصادر اميركية تحدثت الى "الحياة" في بغداد ان بريمر يعود الى العراق وفي يده تفويض يمنحه صلاحيات اوسع من السابق، وسيبدأ تنفيذ خطة تدريجية لتسليم العراقيين قدر اكبر من السلطة، باستثناء الجيش والامن والمناقصات الكبيرة. وسيتولى بريمر العمل وفق خطين: الاول تسليم مزيد من الصلاحيات الى مجلس الحكم لادارة كل ما له علاقة بالخدمات من كهرباء وماء وصرف صحي ونقل ومواصلات واشغال عامة وزراعة وصناعة وتجارة والادارات المدنية والخارجية والبلديات. والآخر تولي الادارة المدنية ملف الجيش واجهزة الاستخبارات وكذلك الاشراف على الصفقات الكبيرة وحق الممانعة بالنسبة للصفقات الصغيرة. كما علم ان ملف الاعلام وادارته سيعطيان لمجلس الحكم الانتقالي لوضع ضوابط جديدة له والإشراف عليه، بعدما بات الاعلام خارج السيطرة في جو الحرية الذي ساد عقب انهيار النظام السابق وغياب اي ادارة حقيقية للاعلام. وكان بريمر الذي التقى في واشنطن الرئيس جورج بوش ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد حدد في مؤتمر صحافي الخطوات التي تنوي الولاياتالمتحدة أن تتخذها خلال الأيام الستين المقبلة لاستعادة الأمن وانعاش الاقتصاد العراقي ودعم الديموقراطية. وأوضح ان هذه الخطوات هي: تجنيد وتدريب أول كتيبة من جيش عراقي جديد من المتطوعين، انشاء ثماني كتائب في فيلق دفاع مدني جديد، اعادة انشاء قوات حرس الحدود العراقي، بدء المحاكمات أمام المحكمة الجنائية المركزية، بدء ندوات تدريب للقضاة، اعادة الكهرباء الى مستويات ما قبل الحرب، اعادة تأهيل اكثر من ألف مدرسة في أنحاء العراق، توزيع كتب مدرسية لا تتضمن فلسفة حزب البعث. في موازاة ذلك، اكد عضو مجلس الحكم الشيخ محمد بحر العلوم في حديث الى وكالة "فرانس برس" ان المجلس سيعمل على تعيين الوزراء الجدد خلال اسبوعين. وقال: "حددنا الاثنين 28 تموز يوليو للبحث في النظام الداخلي على ان يتم عند استكماله انتخاب رئيس للمجلس والامانة العامة وكل ما يتعلق بسير المجلس من تصويت وادارة". وقال ان الاتجاه هو لاختيار وزراء اختصاصيين وتكنوقراط. وشدد عضو المجلس عدنان الباجه جي، بعد محادثات في لندن مع رئيس الوزراء توني بلير ووزيري الخارجية جاك سترو والدفاع جيف هون، انه ينبغي "الحد قدر المستطاع من طول الفترة الانتقالية… وينبغي ان يحصل ذلك خلال عام، وبالتأكيد ليس بعد اكثر من عام ونصف العام. ان الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هو وضع دستور واجراء انتخابات حرة". من جهة اخرى أبدى مسؤولو البنتاغون امس ثقتهم بأن قتل نجلي صدام حسين سيعقبه الايقاع بالرئيس السابق المخلوع الذي تتعقبه وحدة من القوات الخاصة الاميركية في العراق. واكد مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع طلب عدم ذكر اسمه: "نعرف اننا سنصل الى صدام حسين في المستقبل… الجيش الاميركي يعتقد بأنه مختبئ داخل العراق". واعتبر الجنرال ريكاردو سانشيز الذي يقود القوات الاميركية في العراق ان "الهدف النهائي هو صدام حسين… ولن نفشل". وبثت قناة "العربية" شريطاً مصوراً لأشخاص ملثمين تحدثوا باسم "فدائيي صدام محافظة الانبار" متعهدين الثأر لعدي وقصي. وقالوا "ان استشهادهما سيزيد من إصرارنا… نريد ان نقول للرئيس صدام ان ولديه قتلا. ولكن العراقيين وهؤلاء الشباب لم يقتلوا، وان دماءنا فداء لأرض العراق". وبدت في خلفية الشريط صور للرئيس العراقي السابق ونجليه، كما كانت هناك الى جانب الملثمين رشاشات وقاذفات "آر بي جي".