قال الحاكم المدني الأميركي في العراق بول بريمر، في كلمة قصد منها تخفيف حدة الانتقادات الموجهة الى عملية إعادة الاعمار في هذا البلد ان الولاياتالمتحدة تهدف في الأيام الستين المقبلة الى انشاء كتيبة جديدة من الجيش العراقي وإعادة الكهرباء الى مستويات ما قبل الحرب وتوزيع كتب مدرسية جديدة. ووصف بريمر مقتل قصي وعدي نجلي الرئيس العراقي السابق صدام حسين بأنه "خبر جيد جداً" للعراقيين والقوات الأميركية في العراق، لكنه حذر من أن هجمات "متهورين" على الجنود الأميركيين ستستمر. وقال: "يجب أن نكون واقعيين. فمادامت لنا قوات على الأرض في العراق سنكون عرضة لهجمات وسيكون لنا ضحايا. ولا اعتقد بأنه من المفيد أن نتمسك بأي أمل بأننا يمكننا أن نلوح بعصا سحرية في الميدان وفجأة نتخلص من كل أعدائنا". وحدد بريمر الخطوات التي تنوي الولاياتالمتحدة أن تتخذها خلال الأيام الستين المقبلة لاستعادة الأمن وانعاش الاقتصاد العراقي ودعم الديموقراطية. وأوضح ان هذه الخطوات هي: تجنيد وتدريب أول كتيبة من جيش عراقي جديد من المتطوعين، انشاء ثماني كتائب في فيلق دفاع مدني جديد، اعادة انشاء قوات حرس الحدود العراقي، بدء المحاكمات أمام المحكمة الجنائية المركزية، بدء ندوات تدريب للقضاة، اعادة الكهرباء الى مستويات ما قبل الحرب، اعادة تأهيل اكثر من ألف مدرسة في أنحاء العراق، توزيع كتب مدرسية لا تتضمن فلسفة حزب البعث. وكانت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون أرسلت خمسة خبراء مستقلين الى العراق الاسبوع الماضي لتقويم ما وصلت اليه عملية اعادة الاعمار. واستخلص هؤلاء ان امام الولاياتالمتحدة فرصة محدودة لإحلال الأمن والنظام، والا فانها ستواجه انحداراً محتملاً في غمار الفوضى. وقال الخبراء ان الشهور الثلاثة المقبلة حرجة. وحثوا واشنطن على أن تنشط عملية الاعمار، من خلال زيادة التمويل والأفراد واشراك مزيد من العراقيين والحصول على مزيد من المشاركة الدولية. وقال بريمر ان التوقعات الأولية تظهر ان العراق سيشهد عجزاً في الموازنة يقدر بنحو أربعة بلايين دولار العام 2004، إلا أنه من المتوقع أن يعود الى تحقيق فائض بعد أن يزيد انتاج النفط. وأضاف: "ان حاجات العراق في الأجل القريب ستتطلب مساعدة ضخمة من الولاياتالمتحدة وشركائها في التحالف والمجتمع الدولي". وبعدما أشار الى انه لا يمكن توقع حجم ما ستدفعه الولاياتالمتحدة، قال ان حاجات اعادة اعمار العراق عملاقة، وان الولاياتالمتحدة تقدر تكاليف تلبية الطلب على الطاقة بحوالى 13 بليون دولار، وان الأممالمتحدة تقدر انه سيتم انفاق 16 بليون دولار خلال السنوات الأربع المقبلة لمواجهة احتياجات المياه.