إهداء إلى شريك الحزن على فقد والده الفقيد الشيخ «سرحان بن مسفر.. إلى الصديق «علي بن سرحان» مع دعوة صادقة بالرحمة والمغفرة لوالده الراحل. تهون دنياكَ، والأحبابُ ماهانوا ياشاعراً، قلبهُ الخفَّاق ولهانُ ما كلُّ منْ رحلوا غابوا، فكم رحلتْ أجسام قومٍ، وهم في القلب سُكَّانُ بعض العباد، له ذكرى معطرةٌ فكلُّ أخباره ورودٌ وريحانُ وبعضهم كنباتاتٍ مشوّكةٍ لذكره في قلوب الناس نكرانُ هل يرحل القلبُ؟ لا تسألْ، فكم رحلتْ منا القلوب على آثار من بانوا وكم ضحكنا، وفي الأعماق حسرتُنا يخفي مواجعَنا صبرٌ وسلوانُ نُخفي عن الناس ما نشكوه من ألمٍ وفي المدامعِ والآهاتِ إعلانُ رحيلُ أحبابنا مهما نهوِّنُهُ صعبٌ، له في حنايا القلب نيرانُ يا ناقل الخبر المبكي إليَّ، لقد أضفت حزناً، وفي الوجدان أحزانُ نمسي ونصبح، والأيّام شاهدةٌ بما نكابده، والعقل حيرانُ كل، له في دروب الحزن موقعُه مهما تواضع منّا أو علا شانُ تقول: مات فلان، ماعلمت بما يعنيه للخافق المجروح «سرحانُ» «سرحانُ» قلبٌ جميل النبض كان له من طاعة الله بنيانٌ وأركانُ «سرحان»، دعوةُ خير في مجالسنا كانت به حلقات الذِّكر تزدانُ تلقاه في مسجدٍ، أو عند مكتبةٍ يتوق منه إلى الإصلاح وجدانُ يهدي كتاباً، ويستهدي الدعاء له إنَّ الدعاء لأهل الخير إحسانُ يا ناقل الخبر المبكي، بعثت شجىً له من الدمع في العينين هتانُ أبوعلي، طواه الموت؟ كم فُجِعَتْ بمثل هذا الذي أخبرتَ آذانُ ودعته -عامنا الماضي- على أملٍ والصدر منشرحٌ، والقلب جذلانُ واليوم غاب عن الدنيا فليس لنا فيها لقاءٌ، ولا للجمع إمكانُ يا ناقل الخبر المبكي، فمي جمدتْ فيه الحروف، ودمع العين هتَّانُ وهل يجمِّد في الأفواه أحرفَنا إلا الأسى وجراحاتٌ وأشجانُ يا وادي «الملدِ» الباكي أرى ألماً به تبوح من الأشجار «خِيطانُ» كأنني بشجيرات الحماط بكتْ حزناً، وأيدّها لوزٌ ورمانُ وأيدتها جبالٌ حولها وجمت وشاركتها وجوم الحزنِ كثبانُ لربما ذَبُلَتْ بالحزن أغصانُ وربما سقطت أوراقها أسفاً وثار في جذعها للحزن بركانُ نرى الطبيعة تبكي مثلنا ألماً إذا اشتكتْ من لهيب الدمع أجفانُ لا تعجبي ياجراح القلب، إن فُتحتْ قلوبنا لك فالأحزانُ ألوانُ إذا تمكن حزنٌ من مشاعرنا تدثرت برداء الحزن أوطانُ يارحلة، لم تقفْ يوماً مراكبُها ولم يقفْ دونها في الأرض إنسانُ مضى الأحبة حتى قال قائلنا إذا تحدث عن أحبابه: كانوا مَنْ عاشَ؟ مَنْ مات؟ لن نحصي لهم عدداً ولن يحيط بهم إنسٌ ولا جانُ يارب، ودعنا الأحباب وارتحلوا ومنك يارب إحسانٌ وغفرانُ جنات عَدْنك يارحمنُ نطلبها فامنن بها، أنت يا ذا الجودِ منانُ بك اعتصمنا، وفي أعماقنا ثقةٌ وفي الصّدور من الإيمان بستانُ (*) الرُقَّعة : شجرة عريضة الأوراق تظلل جزءاً كبيراً من ساحة منزل الفقيد في قرية المَلِّد بمنطقة الباحة