كانت رسائل الهاتف الجوال في مقدم وسائل انتقال خبر رحيل الملك فهد بين عدد كبير من الأشخاص، الذين لم يتمالك كثيرون منهم أنفسهم، وذرفت عيونهم الدمع تأثراً بصدق محتوى بعض تلك الرسائل، الذي تحول من مادة إخبارية إلى كلمات للتعزية والمواساة والدعاء، بأن يتغمد الله الفقيد برحمته. ومن تلك الرسائل المؤثرة:"اللهم انه مات وشعبه راض عنه فارض عنه واسكنه فسيح جناتك". وانتشرت هذه الرسالة أمس في منطقة تبوك، مثل انتشار النار في الهشيم، فكان لها ثأثير كبير في نفوس من تلقوها لشعورهم بأنها تتوافق مع الحب الذي تحمله قلوبهم للملك الفقيد. ويقول استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور مصطفى بن حسن الفراج إن أكثر الرسائل تأثيراً في نفسه هي تلك التي تلقاها من ابنه حسن، وهو طالب في المرحلة المتوسطة. ويضيف أنه عرف بالخبر الحزين من خلال تلك الرسالة:"بابا... مات حبيب الشعب". ويشير الفراج إلى أن الابن علقت في ذهنه جملة"حبيب الشعب"لأنني كنت أرددها أمامه عندما كنت أشاهد الملك في التلفزيون، "لكنها هذه المرة تسببت في حزني ونزول دموعي". ويقول عبدالله بن احمد فيصل الشريف إن الرسالة التي ذرف عند قراءتها دموعه، وصلته من صديق، وجاء فيها"مات صاحب القلب الكبير"، ورسالة أخرى كُتب فيها"نم قرير العين، فلم يخدم الإسلام في الزمن الحديث أحد مثلك". ومن جانبه يشير المواطن علي أبو صالح إلى أن رسائل كثيرة وصلته تنعى الملك الراحل، وتدعو له بالجنة والمغفرة، ولكن أكثرها تأثيراً كانت رسالة وصلته من صديق، كتب فيها"اللهم انه طبع القرآن، ووسع البيتين، وسهل على المسلمين دروب الحج والإيمان، وهو اليوم ضيف عليك يارحمن وأنت واسع الرحمة والغفران، فلا تحرمه يارب من جنتك". رسالة أخرى كتب فيها"رحمك الله يا أبا فيصل، فقد أديت الأمانة ونصحت الأمة". وأيضاً"ما قصرت يا ابا فيصل... رحمك الله". وكذلك"ستبكيك مكةوالمدينة يا خادم الحرمين". أما صالح بن ابراهيم المويلحي فيقول إن رسالة جوال وصلته وهو في المدينةالمنورة من صديق كتب فيها"يا صالح، قل للطيبة تبكي فقد مات من أحبها".