طالعنا «كاريكاتير» الأخ هاجد المنشور في الجزيرة عدد 11248 الأربعاء 16-5-1424ه يصور لنا النمام على هيئة منجل. نعم إن النمام هكذا وأخطر فكم من أرواح ازهقت وأسر تفرقت وحقوق ضاعت بسبب نمام رجلاً أو امرأة.. ألم يعلم هذا النمام أن الله تبارك وتعالى سماه (فاسق) أم أين هذا النمام من قول المصطفى صلى الله عليه وسلم حينما سئل عن الغيبة والنميمة قال ذكرك أخاك بما يكره، قيل يا رسول الله إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته، أيها النمام يا صاحب الوجهين اعلم أنك محروم من السعادة ممقوت من الجميع مكشوف أمرك لأنك كذاب وفاسق فسرعان ما ينكشف أمرك وتبقى عليك الحسرة. والسبب أنك عضو فاسد وحاقد أخي أو اختي يا من وقع بالنميمة أسوق لكم بعض القصص لعلها تكون تذكيراً للبعد عن نقل الكلام من شخص لآخر بعرض الإيقاع بينهم، والذكرى تنفع المؤمنين. أتى نمام إلى رجل صالح فقال النمام للرجل الصالح إن فلاناً يقول فيك كذا وكذا يعني أنه يسبه، قال: الرجل الصالح إن كان صادقاً غفر الله لي وإن كان كاذباً غفر الله له إنه رد جميل وصفعة في وجه هذا النمام. إننا نريد مجتمعاً يقضي على هذا النوع من الحاقدين الفسقة بالرد عليهم بمثل ماردَّ به الرجل الصالح. وقصة أخرى تبين خطر النمام وأنه يفعل فعل السلاح ذهب رجل إلى السوق للبحث عن خادم فوقعت عينه على خادم ذي هيئة مناسبة وقيمته متدنية والناس غير راغبين فيه، فسأل هذا الرجل عنه فقال صاحبه ليس فيه عيب سوى أنه نمام قال: هذا الرجل قبلته غير مدرك خطر النميمة وذهب به إلى بيته فعمل عندهم وقتاً حتى نسي الرجل العيب الذي فيه وحينها بدأ بممارسة عادة النميمة، فذهب إلى زوجة الرجل وقال لها إن زوجك يريد أن يتزوج امرأة غيرك وأنا استطيع منعه من ذلك ولكن أريد منك أن تقطعي شعرتين من رقبته واكفيك ما أهمك صدقته المرأة وأعدت الموس لقطع الشعرتين.. وكان هذا الخادم كاذباً ويريد الإيقاع بها. وذهب هذا الخادم إلى زوجها وقال: يا سيدي إن إمرأتك اتخذت لها حبيباً غيرك وأنها تريد أن تقتلك من أجل هذا الحبيب وأنها تريد قتلك الليلة فلما قدم الرجل إلى فراشه تظاهر بالنوم ليرى حقيقة ما قاله هذا الخادم، فلما رأت المرأة أن زوجها نائم أرادت أخذ الشعرات من نحره فأخرجت الموس فلما قربته من زوجها نهض وقال صدق الخادم فقام وقتلها فلما علم الخادم بمقتل المرأة ذهب إلى أهلها وقال إن فلانا قتل ابنتكم فحملوا أهل البنت السلاح فلما وجدوا ابنتهم مقتولة قتلوا زوجها، والسبب هذا النمام فهل ندرك جميعاً خطر الغيبة والنميمة ونمقتها ونحذر من أهلها ونقطع عليهم أهدافهم القبيحة بتوبيخهم واسكاتهم مهما كان هذا النمام رجلا أو امرأة وأعجبتني امرأة بموقفها الحازم في أحد مجالس النساء تقول والدتي أمدَّ الله في عمرها ومتعها بالصحة والعافية: إننا في أحد مجالسنا النسائية تحدثت إحدى الحاضرات تذكر في امرأة لم تحضر أنها قالت فيها كذا وكذا فقامت امرأة من الحاضرات وقال أذكري الله. تعني هذه المرأة المغتابة إذا تريدين هذا المجلس فلا تذكري فيه غيبة أو نميمة، فسكتت هذه المرأة واستمر هذا المجلس عامراً بذكر الله وطاعته. الشكر والتقدير للأستاذ هاجد على طرق وطرح مثل هذه المواضيع التي تهم المجتمع ويقع فيها من ضعف إيمانه ويحدث بسببها أمور لا تحمد عقباها. سأل الله تعالى أن يقي المسلمين عموماً من كل فاسق وعلى الجميع التحري والتثبت قبل اطلاق التهم ومن عفا وأصلح فأجره على الله. علي بن سليمان الدبيخي