أبان الأمير نايف بن عبدالعزيز «بين سطور خطابه ومؤتمره الصحفي أمام مجلس الشورى» أن المكونات الفكرية لمجتمعنا تحتاج اعتماد استراتيجيات مختلفة، «سواء في تكوين الأفكار والمعارف او في المواجهات الفكرية»، ووصف ذلك بالمطلب الملح «لتحصين شبابنا ضد الانحرافات والضياع والتطرف والغلو». وطلب الأمير نايف من كافة مؤسسات «مكونات المجتمع» تصحيح المفاهيم والمعتقدات الخاطئة، مشيراً إلى أن «تحقيق الارتداع الذاتي عن ارتكاب ما يخل بعقيدة وقيم وأمن وأمان المجتمع مسئولية مشتركة تشترك فيها مؤسسات مكونات المجتمع». ويقصد الأمير نايف بمكونات المجتمع كل المؤسسات ذات نشاط تربوي، فكري، ومعرفي، ايضاً مؤسسات النشء، التكوين، والاتصال المعنية «ببناء الشخصية السوية، المنتمية، المتزنة، والملتزمة بما يوجبه الخالق، و يقتضيه امن وامان واستقرار الوطن والمواطن» بحسب تعريف الأمير نايف. ووضع الأمير نايف مجموعة اسئلة على طاولة نقاش مفتوح قاصداً بها محاصرة مسببات تفجيرات الرياض والقبض على مطلوبين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، ووصفها بأسئلة يجب الاجابة عنها عند النظر الى مشكلة من خالفوا الأمة في منهجها القويم واختاروا طريق الشيطان:- لماذا تحدث مثل هذه الأفعال؟ ماهي مكونات دوافعها؟ كيف تكون فكرها؟ من الداخل ام الخارج؟ ام تغرير لعقول غير ناضجة؟ ما مدى قوة هذا الفكر؟ وما مدى انتشاره، ثم اختار الأمير نايف أن يكون من أول المشاركين في قلب علامات الاستفهام الكبيرة إلى إجابات عندما قال «المشكلة في رأيي وتصوري لا تكمن في فعل إجرامي يقوم به مجرم نتيجة رغبات او نزعات اجرامية، لكنها اكبر من ذلك، انها مشكلة قناعات »، ويشمل ذلك تلميحاً إلى أن مرتكبي الأخطاء مارسوها عن قناعة بصواب اخطائهم. وشدد الأمير نايف على «البحث في جذور القناعات، وبناء المعتقدات و صياغة التوجهات»، ومؤكداً على «اننا نقف أمام مشكلة» و «لابد من المواجهة الفورية لإبانة الحق وتصحيح المسارات الخاطئة»، مشيراً إلى «أن الشر مع محدوديته، وقلة اصحابه يكون ضرره مؤلماً ،وبالتالي فان محاربته واجب يفرضه الدين وتمليه القيم والاخلاق». كما اتضح حرص الأمير نايف على تلمس الحقيقة والحلول الجذرية عندما قال «لا أود ان اتطوع باجابات مستعجلة لمشكلة هذا الحجم»، مشيراً الى اهمية «تصحيح المفاهيم والمعتقدات الخاطئة وتحصين شبابنا من الانحرافات والتوجيهات الفكرية المتطرفة»، لكنه اكد على ان مواجهة الافعال الاجرامية مسئولية اجهزة الامن، بما فيها «درء مخاطر افعال اجرامية بيت لها نفر اتبعوا رغبات الشيطان»، ومؤكداً أن المواجهة تشمل «الافعال الاجرامية والقائمين عليها، ومن يقف وراءهم، او يساند توجهاتهم ووصف ذلك مهمة يصعب فيها الجزم بأن ما تحقق هو نهاية المطاف». واشار الأمير نايف إلى وجود لاعبين مختلفين يملكون خيوط التأثير في «المكونات الفكرية للمجتمعات مشيراً الى أن الانفتاح الاتصالي احد اهم عناصرها، وقال «لذا يجب اعتماد استراتيجيات مختلفة سواء في تكوين الافكار والمعارف او المواجهات الفكرية»، لكنه اكد على الوقوف بحزم في مواجهة التجاوزات» مهما كان حجمها او مصدرها».