تناضل الولاياتالمتحدة لاعتقال أكثر ثلاثة مطلوب القبض عليهم: صدام حسين واسامة بن لادن والملا محمد عمر. ولكن محللين يقولون انها مهمة صعبة تشعر القوة العظمى الوحيدة في العالم بأنها ضعيفة وسيكون الامر بمثابة الفشل اذا لم تقبض ادارة بوش على الثلاثة قبل الانتخابات الرئاسية المقرر لها العام المقبل. وقال المحلل العسكري تشارلز بينا من معهد كاتو : حتى وان كنت القوة العظمى الوحيدة بكل التكنولوجيا المتاحة لك فإن ملاحقة شخص وقتله مهمة صعبة. واطاح غزو العراق بقيادة الولاياتالمتحدة بصدام ولكن مكان وجوده لا يزال لغزا بعد شهرين ونصف الشهر من سقوط بغداد. كما نجا من الاعتقال اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الذي قال الرئيس الأمريكي جورج بوش انه مطلوب القبض عليه حيا أو ميتا وقال وزير دفاعه دونالد رامسفيلد «اننا سنمسك به» ولكنه لا يزال طليقا ويشكل خطرا. وهرب الملا محمد عمر رئيس حكومة طالبان بأفغانستان الذي منح مأوى لاعضاء شبكة القاعدة المتهمة بتدبير هجوم 11 سبتمبر ايلول 2001 على الولاياتالمتحدة. وقال مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية طلب عدم ذكر اسمه عندما يريد اناس الاختباء توجد أماكن كثيرة للاختفاء انه امر يسبب الاحباط ولكنه ليس مستغربا ان تحدث أشياء مثل هذه. وأضاف المسؤول يقول انه طالما لا تمتلك واشنطن أدلة قاطعة تثبت ان المطلوبين الثلاثة ماتوا فإن البحث عنهم سيستمر يوميا. قال ليس لأن الصحافة لا تذكر هذا يوميا انه لا يحدث وقال محللون ان هذه الملاحقة المستمرة تعكس ان الوكالات العسكرية والاستخبارية الأمريكية ليست مجهزة كما يجب. قال مايك فيكرز ضابط الاستخبارات السابق بوكالة المخابرات الأمريكية «سي.اي.ايه» والمحلل حاليا بمركز التحليلات العسكرية عندما تحاول ان تجد شخصا في محيط من الناس فإنك تبحث عن ابرة في كومة من القش. جزء كبير من قدراتنا الاستخبارية غير مركز على هذه المشكلة وبالتالي فإن التوصل إلى المطلوب اعتقالهم يتوقف على جهود فردية والقدرة على تتبع اتصالاتهم. وقال فيكرز ان القبض على رئيس بنما السابق مانويل نوريجاي ياير 1990 قد يثير انطباعا خادعا بسهولة مثل هذه المهمة ولجأ نوريجا إلى سفارة الفاتيكان في بنما سيتي قبل استسلامه للقوات الأمريكية. ويقول فيكرز ان الفشل في اعتقال الثلاثة زعماء الهاربين أمر مبالغ فيه لأن بوش ومسؤولين آخرين بادارته اضفوا سمة شخصية على الصراع مع القاعدة والمواجهة مع صدام. قال بينما بالغت الولاياتالمتحدة وحولت صدام إلى شخصية أسطورية، كان صدام دكتاتورا بلطجيا، هذا كل ما في الامر، ولكن عندما تجعل منه وغدا أكبر من الحياة فعليك الامساك به. وقال جون بايك مدير مركز أبحاث جلوبال سيكيورتي انه اذا لم يتم القبض على صدام وابن لادن حتى 2004 وهو عام الانتخابات في أمريكا فربما يصبح موضوعا للنقاش يشير إلى عجز هذه الادارة عن اتمام المهمة. وقال فيكرز ان ابن لادن قد يكون مختبئا في أفغانستان أو عبر الحدود في باكستان والملا عمر ربما يكون مختبئا في اقليم قندهار أو أورزوجان. وقامت القوات الأمريكية الخاصة بدور قيادي في البحث عن صدام في العراق وأمرت وزارة الدفاع بالقيام بغارات جوية على مواقع في بغداد في 20 مارس اذار والسابع من ابريل نيسان عقب معلومات استخبارية حددت أماكن كان موجودا بها. قال مسؤول بوزارة الدفاع صدام لدية عدة مخابىء تحت الارض ما زلنا نبحث عنها بعضها قد لا نعرف عنها شيئا كما ان لديه شبكة من الاقارب بالتأكيد يريدون ايواءه، ولذلك سيستغرق العثور عليه وقتا.