في مثل هذا اليوم من عام 1990استسلم الحاكم العسكري لبنما الجنرال مانويل نورييجا أمام قوات الغزو الأمريكي التي اجتاحت بلاده في ديسمبر 1989 لاعتقال وإسقاط نظام حكمه بتهمة تهريب المخدرات إلى الولاياتالمتحدة. وكانت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الاب التي تولت الحكم في أمريكا عام 1989 قد انقلبت على نورييجا الذي كان عميلا للمخابرات الأمريكية على مدى سنوات بعد أن أعلنت هذه الإدارة أن الحرب ضد المخدرات تأتي على رأس أولوياتها. واتهمت الولاياتالمتحدة نورييجا بالتحالف مع عصابات تهريب المخدرات في كولومبيا ليجعل من بلاده معبرا لمرور المخدرات إلى الأسواق الأمريكية. وبعد القبض على نورييجا تم ترحيله إلى الولاياتالمتحدة حيث جرت محاكمته التي انتهت بالحكم عليه في العاشر من يوليو 1992 بالسجن لمدة أربعين عاما. ومازال الرجل يمضي فترة العقوبة في أحد سجون الولاياتالمتحدة حاليا ولد نورييجا في مدينة بنما سيتي في الحادي عشر من فبراير عام 1934. والتحق منذ وقت مبكر من حياته بالجيش وتلقى الجانب الأكبر من تعليمه في أكاديمية دي كورليوس العسكرية بمدينة ليما عاصمة دولة بيرو المجاورة. وترقى في الرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة جنرال. وفي أغسطس عام 1983 أصبح الحاكم الفعلي للبلاد بعد أن رقى نفسه إلى رتبة جنرال. وقد اتسمت علاقته بأمريكا خلال هذه السنوات بالتعاون التام حيث سمح للأمريكيين باستئجار قواعد في بنما وتحالف مع الأمريكيين ضد أنظمة الحكم المناوئة لها في السلفادور ونيكارجوا خلال الثمانينيات. ولكن الأمور انقلبت رأسا على عقب مع وصول الرئيس جورج بوش الاب إلى الحكم وانطلقت القوات الأمريكية للاطاحة به واعتقاله عام 1990.