صرح مسؤولون أمريكيون بأنهم يواصلون البحث عن أسامة بن لادن المتهم بالإرهاب والملا عمر زعيم حركة طالبان، وسط استمرار حالة الغموض التي تكتنف مصيرهما وتضارب الأنباء حول مكان اختبائهما. فقد ذكر تقرير لشبكة إيه.آر.دي التلفزيونية الألمانية في ساعة متأخرة من مساء الخميس أن الملا عمر قد يكون رهن الاعتقال بالفعل في أفغانستان. وقالت تقارير أخرى إن القوات المحلية المناوئة لطالبان في جنوبأفغانستان تتفاوض حاليا حول تسليم زعيم نظام طالبان الحاكم سابقا في أفغانستان. ولكن مسؤولين عسكريين أمريكيين كبار لم يستطيعوا تأكيد ذلك أمس الأول، ونقلت شبكة إيه.آر.دي. في نشرتها الإخبارية عن أمين فارهانج وزير شؤون إعادة إعمار البلاد في الحكومة الأفغانية المؤقتة التي تولت الحكم في كابول الشهر الماضي، قوله إنه علم أن الملا عمر رهن الاعتقال، ولم يستطع فارهانج الإدلاء بمزيد من التفاصيل. يشار إلى أنه يسود اعتقاد واسع بأن عمر مختبئ في المناطق المحيطة بمدينة باغران، ومازال مكان ابن لادن، الذي يشتبه في أنه المسؤول عن هجمات الحادي عشر من أيلول /سبتمبر الماضي على الولاياتالمتحدة، غير معروف. وصرح وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد في وقت سابق «إننا نريد أن نلقي القبض على أسامة بن لادن وعمر وزعماء القاعدة وطالبان، وهذا ما نعمل على تحقيقه.. ولكن حتى لو قبضنا عليهم غدا، فإن مهمتنا ستظل أبعد ما تكون عن نهايتها». وصرح مسؤولو دفاع أمريكيون بأنهم يحتجزون 248 شخصا بعضهم ينتمي إلى طالبان وبعضهم إلى شبكة القاعدة التي يتزعمها ابن لادن، ومن بين المحتجزين، هناك 225 محتجزا في قندهار، 14 محتجزا في قاعدة باجرام الجوية، وثمانية محتجزين على متن سفينة حربية أمريكية وشخص واحد محتجز في مزار شريف. وقد بدأت الاستعدادات لنقل بعض هؤلاء السجناء إلى سجن مؤقت في القاعدة الأمريكية في جوانتانامو بكوبا. وقال رامسفيلد «على المرء أن يقدر صعوبة مطاردة شخص واحد في أي مكان، فما بالك بصعوبة أن تطارد الولاياتالمتحدة أكثر 10 مجرمين مطلوبين، هناك أشخاص أسماؤهم مدرجة على تلك القوائم منذ أعوام طويلة، إنه أمر صعب». وقال الوزير الأمريكي «إن المهمة الحقيقية هي التأكد من مطاردتهم، التأكد من أنهم غير قادرين على العمل بشكل فعال فيما يتعلق بعمل الشبكة وجمع الأموال وتجنيد الأشخاص وتدريبهم، ونحن نعرف أننا تسببنا في عرقلة عمل الشبكة بشكل كبير». وأضاف رامسفيلد أن القبض على قادة الأعداء أو مقتلهم هو مجرد «جزء من الهدف»، وبعد القتال الضاري الذي نشب الشهر الماضي في منطقة تورا بورا التي أشارت بعض التقارير إلى أن ابن لادن يختبئ في حصن جبلي بها صرح مسؤولون أمريكيون بأن الضربات الجوية مستمرة في منطقة خوست الواقعة جنوب تورا بورا، بالقرب من الحدود مع باكستان. وقال رامسفيلد «وعلى الرغم من التقارير التي تشير إلى انتهاء الجهود في أفغانستان بشكل ما، فإن الحرب على الإرهاب مازالت في مرحلة مبكرة»، ورفض رامسفيلد الاجابة على الأسئلة المتعلقة بمكان وجود ابن لادن والملا عمر. وقال «لم أجب في الماضي على تلك الأسئلة المتعلقة بموقعهما ولن أجيب عليها مستقبلا.. إن أي شخص يجيب على تلك الأسئلة إما أن يكون لا يعرف ما الذي يتحدث عنه، أو إذا كان يعرف، فإنه ينتهك القانون الجنائي الفدرالي من خلال الإدلاء بمعلومات استخبارية، فإن تقديم تلك المعلومات إلى أشخاص لا ينبغي أن يطلعوا على تلك المعلومات الاستخبارية أمر مخالف للقانون»، «إننا نبحث عنهما، إننا ننوي العثور عليهم، وننوي أن نقبض عليهم أو نقتلهم، وهذا أفضل شيء نستطيع أن نفعله».