تلعب الأجهزة الإعلامية بمختلف وسائلها من إذاعة مسموعة ومرئية وصحف مقروءة وانترنت وما إلى ذلك من وسائل إعلامية حديثة دوراً فاعلاً في تقدم وتطور المجتمعات وذلك من خلال أداء دورها الأساسي المتمثل في وظائف الإعلام الرئيسية (الأخبار، الإرشاد، التسلية) ولاسيما أننا نعيش في عصر الخصخصة التكنولوجية العالية المستوى والمذهلة في أدائها. لقد استفاد القطاع الطبي في العالم العربي قاطبة من ثورة الاتصالات بقدر كبير كما استفاد من الفرص الإعلامية من خلال تنظيم بعض المؤتمرات والبرامج التي يستضاف فيها الأطباء والتي استحدثت مؤخراً بالتخاطب المباشر عبر الهاتف مع المرضى أو المهتمين فضلاً عن المساحات التي تظهر في الصحف والمجلات وبالرغم من تلك البرامج والمساحات المحدودة التي يهبها الإعلام بمختلف وسائله للمجتمع فإنها غير كافية مقارنة بحاجة المجتمع للتثقيف والوعي الطبي فالزيارة الدورية نصف السنوية لطبيب الأسنان من أهم الأشياء في حياة الإنسان لفحص اللثة والأسنان واكتشاف بدايات التسوس كما ان استعمال فرشاة الأسنان بطريقة غير صحيحة لايحقق النتائج المرجوة واستعمال المسواك (عود الاراك) بطريقة خاطئة يؤذي اللثة لأنه يجب غسل رأس المسواك من آن لآخر وترطيبه وأيضا هنالك أهمية كبرى لاستعمال خيط الأسنان ليكمل فوائد فرشاة الأسنان بتنظيف الأماكن التي لا تصل إليها الفرشاة وغيرها من الأمور الصغيرة التي يتعاظم كبرها في حالة عدم المعرفة بها من قِبل أفراد المجتمع تلكم الأسئلة وكثير مثلها يجب ان تكون معلومة ومعروفة للجميع باعتبارها الوقاية التي تجنب الدخول في كثير من الأمراض ومن ثم البحث عن المعالجات المعقدة والتي تحتاج إلى تخصصات دقيقة وكما أسلفنا ان من وظائف الإعلام الرئيسية (الإرشاد) فلماذا لا تتوسع دوائر الإعلام التوعوية والإرشادية في المجال الطبي لتشمل برامج متعددة بأفكار مختلفة وجذابة أسوة ببقية البرامج التلفزيونية والإذاعية الأخرى ولماذا لا تمتد مساحات النشر بالنسبة للقطاع بفروعه المختلفة أسوة بصفحات الرياضة والاقتصاد والمنوعات وغيرها. إن القطاع الطبي أحوج لعدد من البرامج التثقيفية من سواه كما انه أحوج إلى صفحات يومية في الصحف والمجلات لبث رسالته إلى المجتمع لاسيما وأن الفراغ كبير في هذا الجانب مثلاً فئة كبيرة من الناس ظلت تهتم بأسنانها الأمامية دون الضروس وذلك لأنها تظهر الابتسامة والمظهر الحالي على الرغم من ان الضروس هي التي يقع عليها العبء الأكبر من المضغ والطحن وهي بذلك الأولى بالاهتمام والنظافة فضلا عن أنها تحافظ على شكل الوجه والفكين، عدم التوعية هو الذي يقود إلى الاهتمام بالمظهر دون الجوهر. إن من أوجب الأشياء التي تقع على عاتق الأجهزة الإعلامية بمختلف وسائلها في مجال القطاع الطبي عامة هي العملية الارشادية التي تقود للوقاية من الأمراض. وبما أن الوقاية مطلب لكل إنسان منذ ولادته وحتى مماته فلابد من الاهتمام بها والعمل على ترسيخ مفهومها في أذهان المجتمع بطريقة صحيحة لنرى العناية الفائقة بصحة الفم التي تجنب ترسب الجير والتهاب اللثة وتسوس الأسنان فضلاً عن الرائحة الكريهة التي تسبب لصاحبها آلاماً نفسية. ما أبعد المسافة بين الإعلانات ذات العلاقة بالقطاع الطبي ومابين المحتوى الذي تحمله فكثيرا من الإعلانات تجافي الواقع وتعطي صوراً غير الحقيقة وفي المقابل إعلانات تتحدث عن نفسها بفاعليتها وجودتها التي أظهرتها وأكدتها للمستهلك... في الوقت الذي نجد فيه إعلانات عن معجون الأسنان الذي يطيِّب الفم من الروائح الكريهة وما إلى ذلك في حين يجب التوعية ان الروائح الكريهة ليست فقط مصدر اللثة والأسنان المصابة وإنما أيضا من اللسان ما لم يكن هناك أسباب مرضية أخرى حيث يأوي اللسان عددا كبيرا من البكتيريا ويقوم علماء الميكروبيولوجي المتخصصون في طب الأسنان بتجارب باختبار نوعية البكتريا الموجودة على اللسان والمركبات التي تنطلق خارج الفم للوصول إلى غسول للفم أو معجون أسنان من نوع خاص للقضاء على رائحة الفم غير المستحبة. إن دعوتنا للأجهزة الإعلامية في مجملها لاتتعدى الاهتمام بالنواحي الطبية وان كان هنالك إسراف في مجال ما فليكن في الصحة لأنها الأساس في تقدم المجتمعات والشعوب ولا سيما ان الاقتصاديين وغيرهم قد أكدوا ان الإنسان هو الداعم الحقيقي للتطور والنماء في كل المجالات.