يقول الله تعالى:{وّعٌبّادٍ الرَّحًمّنٌ الذٌينّ يّمًشٍونّ عّلّى الأّرًضٌ هّوًنْا وّإذّا خّاطّبّهٍمٍ الجّاهٌلٍونّ قّالٍوا سّلامْا} .. أيها المسلمون، ان التواضع ومكارم الأخلاق أعظم سمة للمسلم. قال الحكماء الأدب أدبان: أدب الغريزة، وهو الأصل. وأدب التعلم وهو الفرع، ولا يتفرع شيء الا عن أصله، ولا ينمى الأصل الا باتصال المادة. قال الشاعر: ولم أر فرعاً طاب الا بأصله ولم أر بدأ العلم إلا تعلما وقال آخر: من خانه نسب فليطلب الأدبا ففيه منبهة ان حل أو ذهبا فاطلب لنفسك آداباً تعز بها حتى تسود بها من يملك الذهبا ان الأديب ليحيى ذكر والده كالغيث يحيى نداه حيثما انسكبا قال ابن أبي داود: الأدب المترادف خير من النسب المتلاحف وكان يقال لا زينة أحسن من زينة الأدب ولا حسب لمن لا أدب له ولا أدب لمن لا مروءة له ومن كان من أهل الأدب ممن لا حسب له فقد يبلغ به أدبه مراتب ذوي الاحساب. قال الشاعر: كن ابن من شئت واكتسب أدبا يغنيك مأثوره عن الحسب ان الفتى من يقول ها أنا ذا ليس الفتى من يقول كان أبي وتكلم عند عبدالملك بن مروان رجل وذهب كل مذهب فأعجب عبدالملك فقال: ابن من أنت؟ فقال: ابن نفسي التي توسلت بها إليك. قال الشاعر في معناه: أنا ابن نفسي وهمتي حسبي ما أنا مولى ولا أنا عربي ان انتمي الى أحد فإنني منتم الى أدبي قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من قعد به أدبه لم يرفعه حسبه. وقال الشاعر: خير ما ورث الرجال بنيهم أدب صالح وحسن ثناء ذاك خير من الدنانير والاو راق في يوم شدة ورخاء تلك تغني والدين والأدب الصا لح لا يغنينا حتى اللقاء قال محمد بن الحنفية: أفضل ما ورث الآباء الأبناء الأدب النافع والثناء الحسن والاخوان الصالحين. وكان يقال في الجاهلية الجهلاء: شخص بغير أدب كجسم بلا روح، وكلفظ بغير معنى، وقيل لأرسطا طاليس ما أحسن الحيوان قال: الإنسان المزين بالأدب وقال بعض العرب: ان لكل شيء ذؤابة. وذؤابة الشرف العقل والأدب. وان لكل شيء عروة وعروة العز الأدب. فاتقوا الله أيها المسلمون فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير.