تشهد اوضاع المستشفيات في شتى انحاء العراق تدهوراً حاداً بسبب تفشي اعمال السلب والنهب وانتشار الصراع على السلطة في اعقاب سقوط صدام حسين علاوة على عدم قيام الولاياتالمتحدة ووكالات الاغاثة الدولية حتى الآن بتوفير الادوية او المعدات الطبية اللازمة. ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن المنظمات الصحية الدولية تحذيرها من ان الاجهزة الطبية العراقية التي عانت على مدار اثنى عشر عاما من اثر العقوبات الاقتصادية الدولية باتت معرضة الآن لخطر الانهيار الكامل. وفي البصرة ينتظر الاطباء نتائج الفحوصات التي اجريت على سبعة عشر شخصا يشتبه في اصابتهم بمرض الكوليرا حيث يقول المسؤولون ان سكان هذه المدينة يشربون من مياه الانهار الملوثة بالصرف الصحي وذلك نظرا لانقطاع امدادات المياه النقية منذ اندلاع الحرب وهو الامر الذي يهدد باحتمال تفشي الكوليرا بصورة وبائية فيها. ومما يذكر انه حتى قبل اندلاع الحرب في العراق كانت المستشفيات تعاني من نقص حاد في الادوية والاجهزة الطبية بسبب العقوبات الدولية غير ان الاوضاع ازدادت تدهورا خلال الشهر الماضي. وقالت روث ووكاب المسؤولة بوزارة الصحة والخدمات الانسانية في الولاياتالمتحدة ان منظمة الصحة العالمية تشعر بالقلق من انه حتى النظام الهش الذي كان قائما قبل اندلاع الحرب سوف يتداعى تماما اذا لم يتم تعزيزه بشكل عاجل للغاية. وفي مستشفى القادسية بمدينة الصدر التي يقطنها نحو مليونين من افقر سكان بغداد يبذل الاطباء جهودا مضنية لمواجهة الآثار المترتبة على نقص امدادات الكهرباء والماء النقي علاوة على النقص الحاد في الادوية فضلا عن ان غرف هذا المستشفى تتصف بالقذارة وتمتلئ بأعداد كبيرة من المرضى وبشكل يزيد بكثير عن قدرة استيعابها. وفي ظل عدم وجود وزارة للصحة يحاول الاطباء العراقيون اداء مهمتهم الصعبة وهم يعانون من آثار الصراع الدائر على السلطة بين رجال الدين الشيعة الذين يدعمهم المسلحون والقوات الامريكية التي تحاول السيطرة على مستشفى القادسية وغيرها من المستشفيات العراقية. ووصف طبيب غربي يعمل بإحدى وكالات الاغاثة الدولية في العراق المستشفيات بأنها اصبحت تمثل الآن جبهة قتال جديدة، حيث يسعى رجال الدين الشيعة والمسلحون الذي يدعمونهم من اجل السيطرة عليها والحيلولة دون وقوع مزيد من اعمال السلب والنهب. وقد حاولت الدوريات العسكرية الامريكية في بادئ الامر تلافي الدخول في مواجهة غير ان الانباء افادت بأنها قامت مساء الخميس ببسط سيطرتها على مستشفى القادسية غير انها سرعان ما فقدت السيطرة عليها في وقت لاحق.