اعلنت منظمة الصحة العالمية أمس الاربعاء انه تم تسجيل 17 اصابة بالكوليرا في جنوبالعراق وانها تتخوف من انتشار واسع للوباء قد يشمل مئات الاصابات. وقالت فضيلة الشايب المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحافي عقدته في البصرة: نحن نتوقع انتشارا واسعا لوباء الكوليرا ونخشى وجود مئات الاصابات. وتابعت ان المنظمة احصت حتى الان 17 اصابة بالكوليرا في مستشفيين اثنين في المدينة موضحة ان تحاليل اجريت على الكثير من الاشخاص ولن تصدر نتائجها قبل اليوم الخميس. واعتبرت الشايب ان ظهور المرض مقلق الا انه لم يفاجئنا. وقال الطبيب دوني كولومبييه خبير الاوبئة في المنظمة لقد عثرنا على سبع عشرة اصابة صدفة، الا اننا نعتقد ان الاصابات الفعلية هي عشرة اضعاف هذا الرقم مضيفا ان ثلاثة مستشفيات اخرى قد تكون ايضا شخصت وجود كوليرا بين مرضاها. واعتبرت المنظمة ان استهلاك مياه ملوثة وعدم جمع النفايات من شوارع المدينة يساعدان على ظهور الوباء. كما اشار كولومبييه الى انه اضافة الى الكوليرا تم تسجيل حالات اسهال مصحوبة بنزيف. وقالت الشايب ان ظهور المرض مقلق الا انه لم يفاجئنا موضحة انه تم عام 2002 تسجيل وقوع 250 اصابة كوليرا في البصرة. ويمكن ان تكون الاصابة بالكوليرا مميتة في حال لم يعالج المريض بالادوية المناسبة، وطلب من السكان الذين لا يستطيعون الحصول على مياه صالحة للشرب غلي الماء قبل شربه. وتعتبر منطقة البصرة من اكثر المناطق حرمانا في العراق. وقال الطبيب حسن الشتال لوكالة فرانس برس ان الموضوع لا يقلقنا ونحن معتادون عليه وتسجل عادة اصابات عدة سنويا بالكوليرا خلال فصل الصيف. واضاف ان الاشخاص الاكثر عرضة هم المسنون والاطفال ولا بد من غلي الماء وغسل اليدين بشكل جيد قبل تناول الطعام. وتعمل اللجنة الدولية للصليب الاحمر منذ اسابيع عدة على اعادة تشغيل محطات تنقية المياه الا ان الجهود التي تقوم بها تبقى غير مفيدة ما دامت اعمال النهب والسلب متواصلة. ويبقى الحصول على مياه الشرب من اهم المشاكل التي تعترض السكان في جنوبالعراق حيث يكون الصيف عادة شديد الحرارة. وقبل الحرب كانت مياه الشرب توزع احيانا في صهاريج تباع للمواطنين. وتواجه البصرة حتى الان فلتانا امنيا يحول دون تشغيل الخدمات الاساسية بشكل فاعل.