ارتفعت مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات اللذين يخترقان العراق من شماله الى جنوبه بشكل حاد خلال الايام القليلة الماضية. حدث ذلك بعد احتلال القوات الامريكية والبريطانية للعراق إثر حرب شنتها على العراق لم تدم سوى 27 يوما وانتهت بانهيار نظام الرئيس العراقي صدام حسين في 9 ابريل الحالي.ويقول خبراء الري في العراق ان القوات الامريكية التي سيطرت على سدود العراق قامت بفتح ابواب هذه السدود للسماح بتدفق المياه بكميات كبيرة. يذكر ان هناك سداً على نهر دجلة شمال الموصل يسمى سد صدام تبلغ سعته التخزينية 80 مليار متر مكعب من المياه وهناك سد حديث على الفرات بالقرب من الحدود السورية غرب العراق تبلغ سعته التخزينية ايضا حوالي 80 مليار متر مكعب من المياه. يقول مهندس الري العراقي احمد عبدالرحمن ان هذا الاجراء الامريكي هو اجراء تخريبي لأنه يهدد مخزون العراق الاستراتيجي من المياه بالنفاد مما يعني ان العراق سيواجه شحاً خطيراً في المياه تهدد مستقبل الزراعة في البلاد. ويناشد عبد الرحمن الاممالمتحدة التدخل والطلب من الولاياتالمتحدة وبريطانيا ايقاف هدر المخزون الاستراتيجى العراقي من المياه. ويعيد عبد الرحمن الى الذاكرة ان نظام صدام المنهار كان يسير على سياسة مائية تقوم على ترشيد استهلاك المياه حفاظاً على المخزون الاستراتيجي من المياه بعد ان اقامت تركيا «جارة العراق الشمالية التي ينبع نهرا دجلة والفرات من اراضيها» سدوداً ضخمة في أراضيها تحجب تدفق مياه النهرين المذكورين عن كل من سورياوالعراق اللذين يشاركان تركيا في الانتفاع من النهرين.وقد رفضت تركيا «حتى الآن» التفاوض مع البلدين لاقتسام مياه النهرين معهما طبقاً لقواعد القانون الدولي.واضاف عبد الرحمن ان المياه الحالية التي تتدفق بهذه المستويات العالية غير العادية تذهب هدراً لتصب في الخليج دون ان يستفيد العراق منها كثيراً.وتقول وكالة الانباء الصينية «شينخوا» ان نهر الفرات هو واحد من اطول انهار العالم حيث يبلغ طوله 2700 كيلومتر فيما يبلغ طول نهر دجلة 1850 كيلومترا.ويلتقى النهران في مدينة القرنة على بعد 375 كيلومترا جنوببغداد ليشكلا نهراً اسمه شط العرب طوله190 كم يصب في الخليج عند مدينة الفاو اقصى نقطة في جنوبالعراق.