تحية طيبة وبعد: اطلعت على ما كتبه الأستاذ عبدالرحمن السماري في عموده «مستعجل» تحت عنوان «معاناة المثقفات زوجياً بعدد الجزيرة رقم 1148 في 5/2/1424ه الذي تطرق فيه لارتباط بعض الأكاديميات السعوديات ممن يحملن درجة الدكتوراه بأزواج لا يحملون أكثر من الابتدائية وأن بعضهم يعمل في وظائف متواضعة من حيث المسؤوليات والرتب.. ومن وجهة نظري أن الكاتب ألقى بالمسؤولية كاملة على الزوج وأغفل دور الزوجة تماماً وإذا كانت المرأة المتعلمة هي الأقدر في قياس وتقدير الأمور ومعرفة الصواب من الخطأ فإن من بديهيات الحياة التي يعرفها البسطاء من الناس أن التوافق الاجتماعي والمادي والتعليمي والثقافي بين الزوجين هو من أهم عوامل نجاح واستمرار الحياة الزوجية وعدم وجود هذا التوافق هو من أهم عوامل فشل كثير من الزيجات والسؤال المهم هنا لماذا لم تفكر تلك الأكاديمية بهذا الفارق الكبير بينها وبين زوجها حامل الشهادة الابتدائية وصاحب الوظيفة المتواضعة؟ ولا أعتقد أن هذه النقطة ستكون غائبة عن ذهن تلك المرأة المثقفة عندما وافقت على هذا الزواج غير المتكافئ لأن الإجابة عن هذا السؤال سوف يحل الإشكالية التي عرضها الكاتب وبكل وضوح.. إن صاحبة صرف الدال الشهير غالباً لا تخرج عن حالتين: إما أنها انشغلت بدراستها وتحصيلها العلمي العالي ثم صحت فجأة لتجد أن قطار العمر قد فاتها وحاولت إنقاذ ما يمكن إنقاذه لعلها تخرج من هذه التجربة ولا أقول الزواج ولو بطفل في مقابل التنازل عن بعض مبادئها وثوابتها وفلسفتها الأكاديمية أو أنها قد تكون طبيبة وحسب استبيانات وأبحاث نشر بعضها من خلال الصحافة هناك إحجام عن الارتباط بالطبيبات لأن ظروف عملها لا تناسب متطلبات وحاجات الزوج السعودي لذلك نجد أن هناك نسبة من الطبيبات السعوديات متزوجات بأجانب لأنه يستطيع تفهم طبيعة عملها وخروجها المفاجئ حتى بعد منتصف الليل أحياناً. وبالتالي أعتقد أن هناك توازناً في المصالح المتبادلة بين الطرفين أكاديمية بلغت من العمر عتياً أو طبيبة لم يتقدم أحد لخطبتها وتجد شاباً أو رجلاً قريباً من عمرها يوافق على الزواج بها في الطرف الآخر شاب في مقتبل العمر لم ينل نصيباً وافراً من التعليم يعاني غالباً من مصاعب مالية يرتبط بزوجة سبق اسمها بحرف الدال الشهير قد تنتشله من القاع إلى القمة وتساعده مادياً ومعنوياً ولا شك أن زوجة على هذا المستوى من التعليم والتجربة الحياتية تستطيع أن تكيف نفسها مع هذا الزوج الذي وافقت على الارتباط به على الرغم من الهوة الواسعة الفاصلة بينهما وقد تنجح وقد تفشل ولكن في حالة النجاح أو الفشل فإن ذلك لا يجير لها لوحدها ونغفل دور الزوج «زوج الست» الذي ساهم في ذلك. هذا ما أردت طرحه من وجهة نظر شخصية متواضعة، هذا وللجميع خالص تحياتي،، م. مشاري خالد الدعجاني/ محافظة شقراء