ثامر الميمان بدأ كاتباً «مشاغباً» وتدرج حتى أصبح إدارياً كرئيس لتحرير مجلة «عالم السعودية». «شواطئ» استضافت هذا الاسم الصحفي الذي أثار حوله دائماً الكثير من التساؤلات وردود الفعل، وخرجنا منه بهذا الحوار «المثير». * أين كانت بدايتك الصحفية؟ وما عنوان أول موضوع ينشر لك؟ وماذا كان مضمونه؟ بدايتي الصحفية عبر الحائط أولاً.. أكتب في المدرسة بدايات العبارات والأحاسيس وإذا بي ازداد التصاقاً بها.. أقنعت نفسي أو هي أقنعتني بأن في داخلي شيئاً آخر مختلفاً ونائماً أيقظه مدرس رائع أخذ بيدي وما زلت أُقَبِّل يده، لكنني لا أذكر عنوان موضوع البداية وهكذا مررت بصعوبة الانفراد ومساحات الارتواء الثقافي ومحدودية المصادر إلا من الاجبارية التي خلفت نمطاً سخيفاً من الأقلام للأسف. * توجهك للصحافة هل كان برغبة حقيقية أم صدفة؟ توجهي للصحافة جاء بالصدفة، راسلتهم من مدينتي الرائعة اليتيمة الطائف، ثم كتبت راجياً نشر موضوعات فواجهتني «رفوض» كثيرة حتى اقتنعوا بي مشروع كاتب، ومع الأيام وجدت نفسي في دهاليزها وبين أوراقها وأحبارها مديراً لتحرير جريدة «المدينة» لكنني «وجدتني» كاتباً بطريقة مختلفة عن العشق الموحد لبلادي فأخذت مشروعي الصغير «القلم» واتكأت عليه متجولاً بين صحيفة وأخرى بكل الوفاء للقارئ الرائع الذي تابعني أينما تواجدت فإن ادعيت النجاح فهو «أي القارئ» سر هذا النجاح المتواضع. * بعد أن أصبحت رئيس تحرير من يجيز لك مواضيعك؟ أنا أجيز مواضيعي بعد أن أصبحت رئيس تحرير لمجلة متخصصة أصبحت شاملة وأنا رقيب نفسي بعد تجربة طويلة من الحذر والحذف. * كيف ترى حاضر صحافتنا؟ وما الفرق بينه وبين الماضي؟ حاضر صحافتنا أحسن، لكنه ليس الأحسن أو الأفضل وهو مضطر لأن يكون هكذا. * كيف ترى جريدة (الجزيرة) هذه الأيام؟ قل رأيك بصراحة ودون مجاملة؟ جريدة «الجزيرة» تجبرك اليوم على قراءتها واحترامها- هي كانت هكذا- لكنها تألقت لأنها تعمل بروح الفريق كما يبدو هذا من تبويبها واستيعابها لكل الأفكار. * صورتك المنشورة تبدو باسمه.. لماذا؟ وهل هي قديمة أم حديثة؟ صورتي باسمة كما تبدو لك، وهي حديثة قديمة الحديث فيها زمن التصوير والقديم أنا.. * يقال انك شديد (النرجسية).. ما تعليقك؟ سامح الله من يقذفني بالنرجسية وإن كنت أرقى بأشيائي الصغيرة، أنا أقل من عادي يا سيدي. * ما هو تقييمك للدراما السعودية في الوقت الحالي؟ أما الدراما السعودية فقد نجحت بحسب امكانياتها وحدودها وعندما تتجاوز عقدة الخطوط الحمراء الحذف والرقيب ستنافس. * بين (صدام) و(بوش) أين تجد نفسك؟ أنا بين صدام وبوش، أنا قريب من هذا وفي الجانب الانساني منه وليس الدموي وأنا قريب من صدام لأنني أحب القرار الجماعي الذي يصدر بعد تفحص وقراءة متأنية واستناد إلى الواقع. * ماذا تبقى من (الحارة) في ذاكرة ثامر الميمان؟ حارتي تسكن ذاكرتي ومنها كلي هذا الذي تراه بعينيك كيف ما كانت النظرة من هناك تعلمت الحب والتعب معاً وكانت بدايتي في بيتي القديم ومدينتي الحالمة على الرغم من مرور خطط التنمية كلها على حارتي دون اكتراث، هناك الأم التي أنجبت وطناً والوطن الذي أنجب الرجال والنساء الرائعات، هناك أحلام الضعفاء التي ما زالت «عذارى» يبحثن عن ليلة الزفاف.. هناك ذكريات المخبز والبقالة وحليب الغنم وفوانيس الليل التي فتحت مساحات الضوء في عيوننا. * أي فريق تشجع؟ بعيداً عن الإجابات الدبلوماسية؟ أنا اتحادي بنسبة 100%. * ثلاث رسائل لمن توجهها؟ وماذا تقول فيها؟ رسائلي إلى تركي الحمد: تظل رائعاً رغم غربتك بين أهلك ولهاثنا خلفك نبحث عن كتبك في بيروت والقاهرة. محمد العلي: في ذاكرتنا طرائق النصح الرائعة التي نقرأها في كتاباتك نزفاً أحياناً ومصارحة أحياناً وبكاء بابتسامة على زمن ينسى بسرعة ويتذكر بعد الوفاة. علي العمير: عد إلينا كما أنت واسمعنا مقامات الشرفاء التي لا يدندنها عود، بل الناي وحده من هذا الجنوب العذب. * في الختام ماذا تقول لنا؟ شكراً لكم فقد أثقلت عليكم، لكنها مساحة من الحب.