قرأت في العدد 11127 في صفحة المجتمع موضوعاً بعنوان قسوة أولياء الأمور تنجب طالبا فاشلا. والذي يتسبب في فشل الطالب ولي الأمر أولاً والمدرسة ثانيا لأن ولي الأمر اصبح حجرا في وجه ابنه. والذي حز في نفسي أن نرمي الاسباب على ولي الأمر فقط ولا نحمل المتخصصين اية مسؤولية. واذا كانت هناك دراسة علمية تنطلق من اسس راسخة واساليب ناجحة لحل تلك المشكلة المعضلة لأصبح الطالب ناجحا في دراسته ولكن نقرأ ولا نطبق عمليا الاسس العلمية التي تساعد على التوافق الاسري والتربوي فيجب على المرشد الطلابي ان يهيئ الطالب على الجو الاسري السائد فمن المستحيل ان يكون الأب عدو ابنه ولكن هناك سوء فهم من ولي الأمر، فعلى المرشد الطلابي ايجاد استجابات ايجابية بعد ان يتعرَّف على الاستجابات الخاطئة نعرف ان هناك تربية خاطئة وتصرفاً سلوكياً خاطئاً من ولي الأمر فيجب ان يستدعى ولي الأمر ويعقد له عدة جلسات لتغيير الاستجابات الخاطئة، وهي التربية الخاطئة ويتعلم طرق التربية الحديثة التي تنبني على الحوار بين الأب والابن لأن الابن ذو عقل بشري يفهم ويتذكر وله مشاعر واحاسيس ينبغي على ولي الأمر مراعاتها فان ولي الأمر اذا عرف احتياجات ابنه النفسية والاجتماعية والاقتصادية ولبَّى جميع احتياجاته او بعضها نحصل على ابن متوافق نفسيا واجتماعيا، لكن اذ لم تحقق له كل هذه الأمور بسبب قسوة ولي الأمر هنا يتدخل الطب الاجتماعي في حل مشكلة الطالب الفاشل. وهناك حلول مقترحة أولاً: تحديد نوع المشكلة وجمع المعلومات التي تساعد على التشخيص السليم من مصادر المعلومات ومن ثم فرض الفروض لحل تلك المشكلة واختيار افضل الفروض وتجريب تلك الفروض التي يتوقع انها اقرب الى الحل الناجع وتشخيص المشكلة وتحديدها هل هي مشكلة شخصية أو تربوية أو مهنية أو اجتماعية أو اقتصادية. ثانيا: دراسة المشكلة من جميع جوانبها بالنظر الى أسبابها ومنع تطورها. ثالثا: استعراض المحاولات السابقة بحيث تعرض الحلول التي اخفقنا في حلها ونحدد الأسباب التي مهدت لظهور المشكلة. رابعا: اقتراح عدد من الحلول من قبل المرشد والطالب وحصرها في ورقة عمل. خامسا: تحديد الحلول المتفق عليها ويجب على المرشد تجنب الحل المبكر للمشكلة. سادسا: تنفيذ خطة العلاج المتفق عليها. وبعد هذه الخطوات نرى التطورات التي حصلت في حياة الطالب الفاشل ونكرر له السلوك المضاد للاحباط الناتج عنده اي السلوك الذي يحث على التفاؤل والاستمرار في صنع نجاحات اخرى والسيطرة على الحياة الاسرية القاسية عليه ونضع مدعمات اجتماعية، وهي اظهار الاستحسان لسلوكه وسيطرته على الوضع الاسري السائد ويجب ان يظهر له المرشد الطلابي المشاعر العاطفية وأن يثني عليه لسيطرته على المشاكل الاسرية وأن يزور المرشد الطلابي الطالب في البيئة التي يعيش بها في غير اوقات الدوام الرسمي مثلا بعد العصر او المغرب، وان يقوم المرشد الطلابي بعمل التحصين التدريجي للطالب من قسوة ولي امره وهو محو استجابة انفعالية ( قسوة الآباء) محل استجابة ترحمية بأن يقول الطالب لولي امره ألست ابنك؟ ألست الجأ بعد الله اليك. وبقول آخر ان يخاطب الطالب ضمير ابيه ويتحاور مع عقله في ظروف تسمح للمناقشة والتبصُّر بمستقبل ابنه والرجوع للحق والحق أحق أن يتبع، ولأن الأب بطبيعة الحال مسلم يعرف ربه ويؤنبه ضميره ويرجع للحق وهو ان يهيئ لابنه التوافق الاسري والتربوي وكل ما يحقق طموحات والده ومجتمعه. صالح محمد عجرم العنزي/ مدرسة البراء بن مالك ببريدة