** .. تواصل الصحافة العالمية تغطياتها الموسعة لمجريات الحرب في العراق، وتركز بشكل واضح على الانتهاكات الأمريكية بشأن قتل الأبرياء المدنيين، وأولت اهتماما خاصا بحادث مذبحة حي الشعلة، الذي لقي إدانات واسعة من قبل الصحافة التي اعتبرت أن الخسارة التي منيت بها السياسة الخارجية الأمريكية لا تقل عن الخسائر في المعدات والأرواح وفي المصداقية الأمريكية. و أشارت الصحف إلى تلاشي وهم الحرب الخاطفة، واصفة الغزو بأنه يواجه مأزقا حقيقيا في العراق، وأن أكذوبة السكين والزبدة كانت الصدمة التي فاق عليها مخططو الحرب مؤخرا، وأن التفوق الأمريكي يواجه اختبارا حقيقيا هذه المرة. و تركز غالبية الصحف على انتقاد التعتيم الإعلامي الذي يفرضه الغزاة على أخبار الحرب التي باتت تحصد المدنيين العراقيين، وتأتي بنتائج غير التي يرجوها بوش وبلير متهمة القادة الأمريكان بأنهم قليلو الخبرة في مجالي السياسة والعسكرية.. ** «واشنطن بوست» أبرزت نبأ العملية الفدائية التي نفذها ضابط عراقي ضد إحدى نقاط التفتيش بالقرب من مدينة النجف جنوبالعراق وأسفرت عن مقتل أربعة أشخاص. وأشارت الجريدة إلى أن هذه العملية هي أول عملية استشهادية يقوم بها عراقي مستخدما سيارة منذ انطلاق الحرب الأمريكية ضد العراق. وتحت عنوان «على العراقيين أن يشاركوا في تحريرهم» قالت الجريدة: إن الإدارة الأمريكية فشلت في إقناعنا بأن أغلبية العراقيين سوف يقاتلون إلى جانب القوات الأمريكية الغازية. وأضافت: فما أن بدأت الحرب حتى اكتشفنا أن أغلبية العراقيين مستعدون للحرب. وعن تلاشي وهم الحرب الخاطفة في العراق كتب مايكل كيلي مقالا تحت عنوان «الحرب المحدودة مازالت بعيدة» قال فيه: إن الحرب التي شنتها الولاياتالمتحدةضدالعراق تمثل في الحقيقة عددا من الاختبارات لعدد من المفاهيم التي تروج لها الإدارة الأمريكية، في مقدمة هذه المفاهيم أن التفوق العسكري الأمريكي الكاسح يضمن لها خوض الحروب بدون خسائر والثاني أنها قادرة على خوض حروب محدودة لتحقيق أهداف كبيرة. وللأسف على حد تعبير الكاتب فإن الأيام الأولى لهذه الحرب أثبتت خطأ هذه المفاهيم بل تشير الدلائل إلى العكس تماما. «نيويورك تايمز» أما نيويورك تايمز فقد أبرزت تحول المظاهرات المناهضة للحرب الأمريكيةضدالعراق في فرنسا إلى التنديد بالممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة. وقالت: إن عشرات الآلاف من العرب والمسلمين نزلوا إلى الشوارع في مدينة باريس للتنديد بالحرب الأمريكية حيث تشابكات هتافاتهم المنددة بأمريكا بهتافاتهم المنددة يإسرائيل وردد المتظاهرون «كلنا فلسطينيون كلنا عراقيون». وتحت عنوان «خطر بوش: التحول نحو العراق» قالت الجريدة: إن الرئيس الأمريكي جورج بوش لم يكن يعرف الكثير عن السياسة ولا الأوضاع الدولية عندما وصل إلى البيت الأبيض قبل أكثر من عامين على الرغم من أنه سليل أسرة عريقة في العمل السياسي. وأضافت أن كل الشواهد تشير إلى فشل الإدارة الأمريكية في إدارة المعركة السياسية للأزمة العراقية قبل اشتعال الحرب. وعن التحول في الموقف العسكري بالنسبة للأمريكيين نشرت الجريدة تحليلا تحت عنوان «الحرب تكشف عن وجهها القبيح وهكذا الحروب دائما». وقالت: إن الحرب ضد العراق بدأت كما تبدأ كل الحروب على مدار التاريخ بتلك الكلمات المشجعة التي يملأ بها القادة اذان جنودهم. وفي الحرب الحالية قال القادة الأمريكيون لجنودهم: إن العراقيين باعوا كل ما لديهم ليشتروا بثمنه الزهور والأرز لينثروه على رؤوس المحررين الأمريكيين. ولكن ما ان بدأ القتال حتى أخذت الحرب وجهها القبيح ولم يكن للورود مكان فيها فقط هناك قتل ودم وقنابل. وجاءت افتتاحية الصحيفة تحت عنوان (السلاح الذي نريده )، قالت فيها: إن الحرب الدائرة حاليا في العراق كشفت عن حاجة الجيش الأمريكي إلى تطوير قواته الجوية بعد الصورة التي ظهرت عليها خلال الأيام الأولى من الحرب ضد العراق التي فشلت في تحقيق أهدافها على نحو واضح. وتحت عنوان «العراق والدرس اللبناني» قالت الجريدة إن الاحتلال الإسرائيلي للبنان الذي استمر أكثر من عشرين عاما تكبد فيه الإسرائيليون خسائر جسيمة ثم اضطروا في النهاية إلى الانسحاب يجب أن يكون درسا للأمريكيين في التعامل مع العراق. وفي انتقادات حادة لتصريحات وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد التي تحدث فيها عن العراقيين ومقاومتهم كتبت ماورين دود تقول: إن المشكلة في قادة الإدارة الأمريكية الحالية أنهم لم يشاركوا في حرب فيتنام وأيضا لم يقرأوا عنها. «لوس أنجلوس تايمز» اهتمت الصحيفة كغيرها بنبأ العملية الاستشهادية التي نفذها العراقيون ضد قوات المارينز، وأشارت إلى قيام الفلاحين الأتراك بقذف الجنود الأمريكيين بالبيض والأحجار. وفي مقال عن أول قتيل أمريكي في الحرب الدائرة ضد العراق وهو الجندي خوسيه جورتيوز. قال الكاتب: إن هذا القتيل يجسد مأساة المهاجرين من أمريكا اللاتينية لى بلاد الحلم الأمريكي. وأشار الكاتب أن هذا الشاب انضم إلى الجيش الأمريكي بعد وصوله إلى أمريكا بحثا عن فرصة لحياة أفضل انتهت بموته في الجحيم الذي أشعلته القيادة الأمريكية في العراق. «شيكاغو تربيون» أبرزت نبأ العملية الاستشهادية التي أدت إلى مقتل أربعة جنود أمريكيين، ونقلت الجريدة عن نائب رئيس الوزراء العراقي طه ياسين رمضان قوله: إن هذه العملية مجرد بداية لسلسة من العمليات الفدائية. كما نشرت تصريح وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف الذي قال فيه: إنه يجب محاكمة الرئيس الأمريكي جورج بوش كمجرم حرب بسبب قتله للمدنيين العراقيين. وذكرت الصحيفة أنه في الوقت الذي يكاد يتفق العالم على عدم وجود أي علاقة بين العراق وأحداث الحادي عشر من سبتمبر فإن جنود المارينز مقتنعون تماما بأن العراق هو المسؤول عن هذه الهجمات. وأضافت أن هذا يجعل الجنود ينظرون إلى مهمتهم في العراق باعتبارها مهمة انتقامية في المقام الأول. وتحت عنوان «القوات الأمريكية تسعى لهزيمة العراقيين خارج بغداد» قالت الصحيفة: إن القوات الأمريكية تقوم حاليا بتعبئة كل إمكاناتها من أجل المعركة الحاسمة خارج بغداد. ونقلت عن الخبراء قولهم: إن هذه المعركة ستكون حاسمة للطرفين. وتحت عنوان «تدمير السياسة الخارجية الأمريكية» نشرت الجريدة مقالا قالت فيه: إنه في الوقت الذي تتزايد فيه الخسائر المادية والبشرية نتيجة الحرب ضد العراق فإن الخسائر التي تلحق بالسياسة الأمريكية الخارجية ومكانتها في الشرق الأوسط على وجه الخصوص أشد. وعن الاستقبال الشعبي العراقي للقوات الأمريكية نشرت الجريدة مقالا تحت عنوان «السلوك غير الودي العراقي وفشل نظرية السكين والزبد» وقالت: إن المقاومة الشعبية العراقية التي تواجه القوات الأمريكية تتعارض مع نظرية الترحيب العراقي الشعبي بقوات الاحتلال الذي يجعل قوات الاحتلال تمضي في الأراضي العراقية كما تمضي السكين في الزبد.