ذي أوبزرفر اللندنية أبرزت عنوانا عريضا يقول: قوات خاصة في بغداد في الوقت الذي يهتز فيه جيش صدام. ثم يلي هذا العنوان العريض ثلاثة تعليقات صغيرة يشير أحدها إلى تراجع القوات العراقية إلى بغداد بغية تحضير العرض النهائي للمعارك ويشير الثاني إلى استسلام الآلاف من الجنود العراقيين أثناء الاستيلاء الأمريكي على مدينة مهمة. وثالث عنوان يشير إلى إجراء الولاياتالمتحدةالأمريكية لمحادثات سرية مع جنرالات عراقيين. ويلي هذه العناوين الثلاث مقال افتتاحي يذكر أن تقارير أفادت أن قوات أمريكية خاصة توجد حاليا ببغداد في الوقت الذي تستعد فيه قوات موالية للرئيس صدام لعرض دموي في العاصمة العراقية. ويشير المقال إلى انسحاب الآلاف من أفراد القوات العراقية إلى داخل العاصمة بغداد. الأمر الذي سيؤدي إلى معارك محتملة في الشوارع. كما يشيرإلى زحف القوات الأمريكية والبريطانية الكاسح لمناطق جنوبالعراق. ويذكرأن بعض المصادر من البنتاغون قد أبلغت ذي أوبزرفر أن قوات أمريكية خاصة تتواجد فعلا الآن في بغداد وأن مهمتها هي المساعدة في تحديد الأهداف العسكرية. كما رفضت نفس المصادر التعليق على احتمال استهداف واغتيال القيادات العراقيةمن خلال تواجد هذه القوات وتتوسط صورة طفل عراقي مصاب الصفحة الأولى للصحيفة نفسها وقد كتب فوقهاتعليق: صدمة ورعب «الثمن الإنساني». كما كتب تحتها: أحمد غربيب يتعافى في مستشفى ببغداد البارحة عقب إصابته في هجوم الجمعة. وفي الصفحة يتناول الكاريكاتير صورة لزعيم القاعدة أسامة بن لادن إضافة إلى الرئيس العراقي صدام حسين يسأل أحدهما الآخر نفس السؤال: اعتقدت أنك ميت! وتفرد الصحيفة 19 صفحة لتغطية أحداث الحرب فتتناول ضمن صفحاتها التحدي الذي اظهرته القيادة العراقية أمام الهجوم الأمريكي. كما تناول قضية مصرع ستة جنود بريطانيين إضافة إلى جندي أمريكي أثناء تحطم المروحية التابعة للقوات البريطانية الملكية. وتظهر جثة جندي عراقي وهو مسجى برداء على الصفحة الثالثة وقد كتب تحتها عنوان: كابوس في حقل ألغام. ويتناول المقال قصة المقاومة الشرسة التي أبداها الجنودالعراقيون في شبه جزيرة الفاو أمام القوات البريطانية والأمريكية. وتتناول الصفحة الخامسة المظاهرات التي شهدتها لندن والكثير من مدن العالم المناهضة للحرب ضد العراق. وفي جانب من التغطية تقرير عن الحرب القائمة في منطقة الأكراد في شمال العراق بين تنظيم أنصار الإسلام من جهة وقوات الحكومة الكردية والأمريكية من جهة أخرى والمخاوف من تدخل القوات التركية إلى شمال العراق مما قد يزيد الطين بلة. وتتناول الصحيفة الأزمة الغذائية التي من المحتمل أن تطال اللاجئين العراقيين. كما ركزت الصحيفة على الخطط العسكرية الأمريكية والأسلحة المستعملة في هذه الحرب. ويقوم هنري بورتر وهو محلل سياسي في صحيفة «ذي أوبزرفر» باستعراض المخاوف التي تنتاب بعض قطاعات الشعب الأمريكي من مسألة تزايد مظاهر الكراهية للأمريكيين في العالم وكيف أن الكثير من الناس يرون في أمريكا رمزا لدولة لا تنظر إلا لمصالحها. بينما يشغل الحديث الذي أدلى به روبن كوك للصحافي كمال أحمد الصفحة الحادية عشرة ويقول فيه كوك إن الحرب على العراق ستحدث فجوة بين العالم الإسلامي والغرب. ويرى كوك أن بريطانيا لا تستطيع أن تضحي بعلاقاتها مع الشعوب الإسلامية في سبيل إرضاء الولاياتالمتحدة. كما تتناول الصحيفة آثار الحرب العراقية على الجبهة الداخلية في بريطانيا وأن عدد المعارضين لها يتزايد باستمرار خاصة بين الشباب. بينما تشير إلى المظاهرات التي شهدتها المدن الأمريكية والتي قامت قوات مكافحة الشغب بالتصدي لها خشية قيام المتظاهرين بأعمال تخريبية في سان فرانسيسكو خاصة. وتناولت الصحيفة مظاهر السخط في العالم العربي على الحرب ضد العراق. ونقرأ للسناتور الأمريكي المخضرم روبرت بيرد وهو يصف بكاءه على بلاده وكيف أن التعجرف الأمريكي يشكل خطرا على العالم بأسره. كما تستعرض الصحيفة نجاح بلير على حساب خسارة حزب العمال البريطاني في مسألة الحرب على العراق. بينما تتناول صفحة أضواء مسألة تحول ريشيل كوري الناشطة الأمريكية في المخيمات الفلسطينية إلى شهيدة وهي تحاول إيقاف دبابة تقوم بهدم منزل فلسطيني. التايمز اللندنية تصدر صفحتها الأولى عنوان بالبنط العريض يقول قوات التحالف تتهيأ للاستيلاء على البصرة. مقرونة بصورة لسيارة جيب أمريكية يقف قبالتها جندي من المارينز وقد ارتدى كمامة واقية من الأسلحة البيولوجية ويظهر في الخلفية منظر لبئر نفط تحترق. كما يظهر عنوان آخر يشير إلى تقدم المدرعات شمالا باتجاه مدينة بغداد. ويتناول مقال في أسفل الصفحة اختفاء مراسل شبكة اي تي ان البريطانية تيري لويد عقب معركة بالقرب من مدينة البصرة. بينما يظهرفي احدى الصور جندي أمريكي يشير باصبعه اشارة تدل على ان كل شيء على ما يرام ويظهر في الخلفية أسرى عراقيون وفي أسفل الصورة تعليق يذكر أن حسن معاملة الأسرى مهم جدا لكسب الرأي العام العالمي. كما يظهر استطلاع سبر للآراء أن أكثر من نصف البريطانيين يساندون الحرب التي تشنها بريطانياوأمريكا على النظام العراقي.أما في الصفحة التالية فتقرأ مقالاً عنوانه المدينة التي تتعلم كيف تعيش يوم الحرب. ويظهر إلى جانب المقال صورة صبي عراقي مصاب وهو يبكي. وتنتقد الصحيفة الجنرال الأمريكي تومي فرانكس وتقول إنه لا يصلح سوى أن يكون ممثلا في هوليوود. أما الصفحة التالية فتتناول الحرب الإعلامية الدائرة بين الناطق الرسمي للبيت الأبيض آري فلايشر والجنرال ريشارد مايرز إضافة إلى الضابط آل لوكوود من جهة ومحمد سعيد الصحاف من جهة أخرى. وتتناول الصحيفة في عرضها المخاوف المتزايدة من استعمال صدام لأسلحة الدمار الشامل. والخطط الحربية ونوع الأسلحة المستعملة في حرب العراق. ويطغى موضوع مخاوف بريطانيا من هجمات بغاز الأعصاب. والمسيرات المناهضة للحرب عبر أنحاء العالم وخاصة في لندن عاصمة بريطانيا. بينما يظهر على صفحة أضواء عنوان مفرود على صفحتين كاملتين هو الرعب والشفقة من حرب من نوع جديد أما في صفحة رأي الجريدة فيظهر كاريكاتور للرئيس الأمريكي وهو يرتدي لباس مهرج يعطي جائزة للتمثيل مثل جوائز الأوسكاروهو يصيح: الفائز بجائزة الإنتاج الإعلامي ل: صدمة ورعب. هو. ..أنا، ويعطي الصحافي مايكل هوارد تحليلا للأزمة الحالية بعنوان: عقيدة بوش: إنه عالم متوحش. إذن عليك أن تتصرف بوحشية. الدايلي تلغراف خصصت نصف عدد صفحاتها الستة والثلاثين لتطورات الحرب على العراق. فقد توسطت صفحتها الأولى صورة جنديين أمريكيين يطلان على خندق به جثتا جنديين عراقيين وبجانبهما منديل أبيض. وكان القتيلان ينويان- على ما يبدو - الاستسلام لكن الأجل المحتوم داهمهما قبل أن يلقيا حتفهما في الهجوم الأمريكي على شبه جزيرة الفاو. وفي أعلى الصفحة كتبت الصحيفة عنوانا بالخط العريض «مجلس الحرب البريطاني يبلغ بأن اصابات صدام حسين خطيرة بدرجة أن إنقاذ حياته اقتضى اخضاعه لعملية نقل الدم». و«البصرة على شفا السقوط تحت سيطرة البحرية الأمريكية» و«طوابير المدرعات تعبر نهر الفرات في زحفهاعلى بغداد» وبلير يحذر من أن العراقيين قد يستخدمون الأسلحة الكيماوية. وجاء في المقالة أن قادة جهاز الاستخبارات أبلغوا رئيس الوزراء توني بليرومجلس الحرب بأن الرئيس العراقي أصيب اصابات بالغة فجر الخميس الماضي في الهجوم على الملجأ الذي كان يختبئ به. وأن نجله عدي أصيب أيضا وأنه ربما فارق الحياة متأثراً بجراحه. وطبقا لمعلومات المخابرات البريطانية والأمريكية فان علي حسن المجيد ابن عم صدام لقي حتفه في الهجوم. ومن العناوين الأخرى نقرأ في صحيفة الدايلي تلغراف «القوات المتحالفة تسيطرعلى البصرة مع انهيار المقاومة العراقية». وكتب مراسل الصحيفة الذي يرافق فيلقا من الجنود الامريكيين يقول ان القوات المتحالفة اجتاحت المدينة من دون مقاومة تذكر. وعززت الصحيفة تقريرها بصورة لشخصين عراقيين - يرتديان لباسا مدنيا قالت إنهما جنديان - وقد استسلما لجنديين أمريكيين مدججين بالسلاح. الدايلي ميل خصصت احدى وعشرين صفحة لتغطية العمليات العسكرية معززة بالصور. على صدر صفحتها الأولى كتبت عنوان «يوم الحساب» على خلفية صورة عربة مدرعة أمريكية في الصحراء. وفي صفحتها الثالثة أوردت الصحيفة صورة لدخول القوات الأمريكية لبلدة أم قصر. وبخصوص الأنباء المتضاربة حول مصير الرئيس العراقي بعد الهجوم الكاسح على بغداد الخميس الماضي قالت الصحيفة تحت عنوان «وكالة المخابرات الأمريكيةتقول طاغية بغداد يسجل عددا من الخطابات لاستخدامها في حال مقتله». إن المخابرات الأمريكية على يقين من أن صدام حسين سجل عددا من الأشرطة المصورة لبثها على شاشة التلفزيون لإقناع مواطنيه بأنه لا يزال على قيد الحياة. إلا أن الصحيفة نقلت عن رئيس الوزراء البريطاني ان مقتل الرئيس العراقي لم يتأكد بعد. وفي مقالة لمراسلتها من جنوبالعراق بعنوان: أثر مراسل التلفزيون البريطاني المستقل وطاقم التصوير المرافق مفقود بعد إصابة سيارتهما بنيران الدبابات الأمريكية.قالت المراسلة إن أفراد الفريق الصحفي ربما لقوا حتفهم بعد انفجار السيارةالتي كانوا على متنها. وبشأن الحصار الذي تتعرض له البصرة كتبت الصحيفة تقول: «الخناق الحديدي يضيق حول ثاني كبرى المدن العراقية» وفي عنوان آخر «العراقيون يستخدمون النساء والاطفال دروعا بشرية».