بعد مرور فترة وجيزة على بدء الهجوم العسكري الأمريكي البريطاني على الشعب العراقي استطلعت «الجزيرة» رصد مجريات الحياة اليومية للمواطنين في منطقة الجوف رغبة في التعرف على تأثير هذه الاحداث على طبيعة حياة الناس وأعمالهم اليومية من عدمه قبل وبعد بدء العمليات العسكرية وكذلك التعرف على توفر السلع التموينية وثبات اسعارها. وفي هذا السياق قال تاجر بيع المواد الغذائية بالجملة المواطن حمدان الراشد: إن جميع السلع التي يطلبها المواطن متوفرة لديه وان الاقبال على عملية الشراء هذه الايام تتم بشكل طبيعي كما هي في الأيام الماضية مشيراً الى انه لم يلمس اي تأثير للحرب على حركة البيع والشراء في السوق. واوضح ان لديه كما لدى التجار في المنطقة مخزوناً جيداً لكثير من السلع الغذائية مؤكداً ان توفر هذا المخزون وبقاءه كاحتياطي لدى التجار يعود الى وعي المواطن الذي لم يقبل على عملية الشراء نتيجة الظروف الحالية بشكل عشوائي كما حدث في حرب الخليج الثانية والتي تدافع المواطنين خلالها لشراء كثير من السلع الغذائية وتخزينها لفترات طويلة. وبين ان اسعار كثير من السلع الغذائية هذه الايام ثابتة ولم تتغير وان أي تغير يلمسه المواطن لم يكن بسبب الحرب بل يرجع الى مصدر السلعة نتيجة ارتفاع نسبة التأمين عليه مشيراً الى ان عملية الشراء لم تتغير نتيجة هذه الزيادة سواء من قبل تجار الجملة او تجار التجزئة. من جانبه قال تاجر بيع المواد الغذائية بالجملة المواطن عبدالعزيز بن محمد الطريف: اعتاد ان الناس في الازمات القيام بتخزين الغذاء وهذا ما حصل في حرب الخليج الثانية اما الآن في هذه الحرب فالامر لدى المواطن اصبح طبيعيا ولم تشهد السوق اي زيادة تذكر في الطلب على السلع الغذائية وان الطلب حسب الاحتياج. وبين ان عددا من محلات بيع الجملة اخذت في الاعتبار كل الظروف حيث تم توفير كل السلع في المخازن كاحتياطي تتم الاستفادة منه وقت الحاجة. وأرجع عملية تخزين كميات من السلع الاحتياطية الى سياسة كل تاجر وظروفه وعملية السحب المتوقعة من الزبائن. واكد ان المواطن لن يحس بأي نقص في أي من المواد الغذائية وذلك نظراً لتوفرها في السوق بصفة مستمرة سواء لدى تجار الجملة او تجار التجزئة مشيراً الى ان الموردين للسلع الغذائية حريصون على توفر هذه السلع بكميات كافية ولفترات طويلة مؤكداً ان المؤشرات التي امامنا الآن بتأثير الحرب على حياة المواطن او النقص في السلع الغذائية غير متوفرة بالرغم من ان المعروف لدى الناس ان حدوث الحرب في اي مكان يؤدي الى ارتفاع الاسعار ونقص السلع والبضائع الا ان هذا غير واضح في هذه الحرب ولم يؤثر على حياة الناس في منطقة الجوف بالرغم من قربها من مواقع الاحداث. كما اكد تاجر المواد الغذائية بالجملة المواطن محمد بن مسباح الدرعان ان الاقبال على شراء السلع التموينية الغذائية كان قبل بدء الحرب وبعدها يتم بشكل طبيعي ولم يصاحبه اي ارتفاع يذكر في الاسعار التي اصبحت ثابتة بشكل عام. وعزا ما لاحظه بعض المواطنين من ارتفاع في بعض الاسعار التي تغير سعر الشراء من المصدر واصفا هذه الزيادة بالطفيفة والتي لاتتعدى الخمسة ريالات في بعض السلع. وقال ان الزيادة النسبية التي شهدتها عملية البيع لديه لم تؤثر على توفر الكثير منها مؤكداً ان كافة التجار يعمدون الى تخزين كميات كبيرة من الاحتياطي تحسباً لتزايد الطلب عليها. واوضح ان المخزون من هذه السلع متوفر لديه ولن يكون هناك اي نقص في كثير من السلع في المستقبل الضرورية للاسرة ولفترات طويلة انشاء الله. وحذر المواطنين من الانتباه الى امكانية استغلالهم من قبل بعض التجار الذين يستغلون هذه الظروف لرفع الاسعار مثنيا في الوقت نفسه على الجهود التي تقوم بها وزارة التجارة لحماية المواطن. من جهته اعتبر رجل الاعمال وتاجر التجزئة المواطن حمود بن فالح اللحيد ان بدء الحرب وقربها من منطقة الجوف لم يكن له تأثير على حركة البيع والشراء في السوق المحلية. واكد ان كل انواع السلع متوفرة لدى تجار الجملة وتجار التجزئة مبينا ان حركة التسوق داخل متجره تتم بشكل طبيعي دون خوف او قلق من المستقبل الذي يمكن ان يؤثر على ندرة السلع او ارتفاع اسعارها. واشار الى ان اعداد المتسوقين الذين يترددون على متجره بشكل يومي استمر بشكل طبيعي ولم يلاحظ هناك اي نقص في عملية المبيعات او اي حالة استثنائية في زيادة الطلب على السلع. وناشد المواطنين عدم اللجوء الى التدافع في عملية شراء الأغذية وتخزينها في المنازل مؤكداً ان بقاءها في المخازن لدى التاجر افضل بكثير من تخزينها لدى المستهلك. واثنى على الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة ممثلة في وزارة التجارة لتوفير المواد الغذائية للمواطنين في هذه الظروف الحرجة مؤكداً ان الحرب القريبة من منطقة الجوف لن تؤثر بإذن الله على ندرة او ارتفاع السلع الضرورية. وقال المواطن محمد حمود الدرعان ان بلادنا ولله الحمد تتمتع بجانب كبير من الامن والاستقرار وذلك بفضل الله ثم بفضل جهود ولاة الامر فيها الحريصين على كل مافيه راحة واستقرار المواطن وامنه الغذائي. وبين ان الحرب لم تؤثر على اوضاع الناس في منطقة الجوف فالجميع من مواطنين ومقيمين يمارسون حياتهم الطبيعية بشكل يومي مؤكداً في هذا الصدد ان احاسيس جميع الناس في منطقة الجوف تنبع من الثبات على الحق والايمان بالله والالتفاف حول قيادتنا صفاً واحداً. وطلب من المواطنين في جميع انحاء المملكة عدم الانسياق وراء الحملات الاعلامية التي تستهدف امن واستقراربلادنا ومقدراتها ويجب التصدي لها بكل الوسائل. من جهته اكد المواطن هليل عواد الشمري استتباب الامن في منطقة الجوف وشعور الناس ان الحياة طبيعية وكأن لم يكن بالقرب منهم حالة حرب. وقال: ان جهود حكومتنا الرشيدة واضحة في مجال استتباب الامن وتوفير كل ما من شأنه راحة ورفاهية المواطن. وحذر المواطنين من الشائعات التي تطلق عبر وسائل الاعلام وداخل المجتمع مؤكداً ان الغرض من هذه الشائعات هو زعزعة ثقة الناس ببعضها وبوجود الاخطار من حولها فيجب العمل على تحصين انفسنا ضد هذه الشائعات. كما عبر المواطن مهنا بن لايق العنزي الذي يعمل في احدى كبائن الاتصالات عن ثقته بالمواطن في المملكة مشيراً الى ان الجميع يعيش في ظل هذه الظروف حياة طبيعية بشكل يومي وان الناس تذهب الى اعمالها وتخرج الى قضاء حوائجها بصورة عادية سواء الافراد او العائلات. واشاد بالمواقف الثابتة للمملكة من خلال رفضها المشاركة في هذه الحرب التي فرضت على اخواننا في العراق الشقيق. وقال انه لمس خلال عمله اقبالاً متزايداً من قبل المقيمين في المملكة الذين يجرون اتصالات لتطمين ذويهم بان الاوضاع هنا في المملكة عادية وان الناس يمارسون اعمالهم بصورة طبيعية وليس هناك مايدعو للقلق مؤكداً ان حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين حريصة كل الحرص على ان يكون شعبها بعيداً عن الاخطار التي تحدق بالمنطقة. من جانبه عبر المواطن عايد العازمي والذي يعمل ايضا في احدى كبائن الاتصالات عن ألمه وحزنه الشديدين لما ينتج عن هذه الحرب من ازهاق للارواح وامتدح مواقف المملكة الشجاعة تجاه اخواننا في العراق. وقال ان الامن الذي نعيشه في المملكة في كل الظروف يرجع الى تمسكنا باحكام الشريعة الاسلامية وجهود حكومتنا الرشيدة الحريصة على بناء التلاحم بين القيادة والشعب في جميع الظروف. وعند سؤاله عن المقيمين الذين يقومون بالاتصال بذويهم خارج المملكة قال: ان جميع هؤلاء المقيمين يؤكدون لذويهم ان هناك حالة من الامن والاستقرار تسود اجواء المجتمع في جميع انحاء المملكة. وقال المواطن عاطف خلف المرشد: ان المواطن في هذه البلاد يلمس الجهود الكبيرة التي تبذل لتوفير الامن والاستقرار خاصة في مثل هذه الظروف مؤكداً ان جميع المواطنين يمارسون حياتهم اليومية بشكل طبيعي ولديهم القدرة على الوقوف لصد الشائعات التي تستهدف هذا البلد وأهله. واكد ان جميع المواقف الثابتة التي تتخذها المملكة تعمل على تقوية وتوحيد المجتمع ليستطيع ابناؤه الوقوف في وجه كل التحديات لتعبر بذلك عن الولاء لقيادة هذا البلد . وقد قامت «الجزيرة» بجولة في سوق الخضار بسكاكا والتقت مع العديد من التجار فتحدث التاجر نايف بن مساعد العوذه والذي عبر عن ارتياحه الشديد على الوضع الحالي وحركة البيع والشراء واوضح ان حركة البيع والشراء لم تتأثر نتيجة للظروف الحالية وان الوضع طبيعي. وقال التاجر بكر السرحاني: ان اسعار الخضار والفاكهة لم تتأثر بتاتاً وانها على وضعها الطبيعي قبل بدء الحرب ولم نشاهد اي تغيير او اقبال اكثر من الايام التي قبل الحرب وان كان هناك تغير في الاسعار فأنه نتيجة للمصدر شراء هذه الخضروات. وبين عبدالرزاق خلف المهنا اننا ولله الحمد نعيش في رغد من العيش في ظل حكومتنا الرشيدة والتي تعمل دائماً لصالح المواطن والمقيم ولله الحمد لم نشهد تغيراً في اي شيء. والتقينا مع احد المواطنين الذي ابدى ارتياحه الشديد من الوضع الحالي وان الاسعار لم تختلف عن السابق واننا ولله الحمد نعيش في امن وامان في ظل توجيهات حكومتنا الرشيدة ايدها الله كما قمنا بجولة على سوق الماشية والاعلاف والتقت مع العديد من الباعة فقال خالد بن مساعد ان حركة البيع في السوق ولله الحمد لم تتأثر بهذه الظروف وان الحركة طبيعية من حيث البيع والشراء ولم نلاحظ اي تغيير في البيع عن السابق. كما عبر التاجر ابراهيم غازي ان حركة البيع والشراء داخل السوق لم تتأثر وان الطلب حسب الاحتياج وان اي زيادة في الاسعار لا ترجع الى التاجر ولكن الى المصدِّر، كما قال ان حركة التصدير من والى المنطقة لم تشهد اي تغيير بسبب الحرب. وقد قمنا بزيارة الى مدارس المنطقة ورأيت ان الدراسة تسير بشكل طبيعي ولله الحمد لم يطرأ عليها اي تغيير عن السابق وان جميع ابناء وبنات المنطقة يمارسون حياتهم الدراسية بأحسن مايمكن وكما كانت في السابق. وتشهد المنطقة ولله الحمد وضعاً أمنياً مستتباً وان رجال الامن مجهزون ومهيؤون نفسياً وأمنياً عند حدوث اي طارئ لاسمح الله.