* الخرج مسفر القحطاني ومنصور السعيدان: لم يكن عبدالرحمن بن محمد القاسم «80 عاماً» يعلم ان الثوب الذي اهداه له جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله سيكون محط انظار الناس في جامعة تكساس! القاسم سرد لنا ذكرياته مع هذا الثوب الذي يعتز به طوال عمره. بداية القصة في عام 1360ه قام معالي وزير المالية آنذاك الشيخ ابن سليمان رحمه الله بإقامة مشروع الخرج الزراعي تحت ادارة الامريكي «سام لوقن»، كان عدد الامريكان الذين يشرفون على المشروع خمسة بمن فيهم المدير، إضافة الى 120 سعودياً يعملون لمدة 8 ساعات يومياً برواتب تراوحت بين 80 ريالاً و250 ريالاً، أما القاسم فقد كان مرشداً ومترجماً، حيث تعلَّم اللغة عن طريق الاختلاط مع الامريكان وتسجيل الكلمات ومعانيها باللغة العربية. هدية الملك الموحِّد يتذكر القاسم: قام الملك عبدالعزيز رحمه الله في عام 1363ه بتقديم هدايا الى الامريكيين الخمسة وكنت معهم فأهدى لي رحمه الله أحد اثوابه قائلاً: «يا ولدي تراه جديد وتستاهله»، وبعد خروجنا من قصر الملك عبدالعزيز طلب مني المدير الامريكي «سام» الثوب حتى يعرضه على أسرته وأصدقائه في امريكا حيث استقر الثوب هناك لمدة 60 عاماً! عودة الثوب المفقود تحدث إلينا عبدالله بن عبدالرحمن القاسم الذي ذكر انه استغل ذهابه الى امريكا للدراسة وقام بزيارة لأسرة «سام» المدير الامريكي السابق مستفسراً عن الثوب حيث وجد المفاجأة! قامت اسرة «سام» في هذه السنة بالذات بعرض الثوب في معرض أقامته جامعة تكساس وكان دافعهم لهذا التصرف هو حبهم للمملكة وتعلقهم بالارض التي أحبوا اهلها كثيراً، وجدير بالذكر ان الثوب قد لفت انظار زوار المعرض كما يقول «سام». أعاده الابن ويعود للابن! وحول ما اذا كان سيقدم الثوب لدارة الملك عبدالعزيز قال القاسم انه سيهدي الثوب الى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لضمه ضمن معروضات دارة الملك عبدالعزيز ومقتنياتها الثمينة التي ترمز لموحِّد الجزيرة الملك عبدالعزيز رحمه الله ومسيرة كفاحه وجهاده العظيمة.