الأردن تدين حرق قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان    رئيس الشورى اليمني: نثمن الدعم السعودي المستمر لليمن    مكي آل سالم يشعل ليل مكة بأمسية أدبية استثنائية    جازان تتوج بطلات المملكة في اختراق الضاحية ضمن فعاليات الشتاء    مدرب ليفربول لا يهتم بالتوقعات العالية لفريقه في الدوري الإنجليزي    الرويلي يرأس اجتماع اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة    البرلمان العربي يدين حرق كيان الاحتلال لمستشفى بقطاع غزة    رئيس هيئة الأركان العامة يلتقي وزير دفاع تركيا    لخدمة أكثر من (28) مليون هوية رقمية.. منصة «أبشر» حلول رقمية تسابق الزمن    رينارد: مباراة العراق حاسمة ومهمة للتقدم في البطولة    وزير المالية اليمني ل«عكاظ» الدعم السعودي يعزز الاستقرار المالي لبلادنا    التركي فاتح تريم يصل إلى الدوحة لبدء مهامه مع الشباب    "جلوب سوكر" .. رونالدو يحصد جائزة "الهداف التاريخي"    البيت الأبيض: المؤشرات تؤكد أن الطائرة الأذربيجانية سقطت بصاروخ روسي    القبض على أطراف مشاجرة جماعية في تبوك    مدرب قطر يفسر توديع كأس الخليج    «سلمان للإغاثة» يوزع 526 حقيبة إيوائية في أفغانستان    ضبط 3 مواطنين في نجران لترويجهم (53) كجم "حشيش"    وزير «الشؤون الإسلامية»: المملكة تواصل نشر قيم الإسلام السمحة    خطيب الحرم: التعصب مرض كريه يزدري المخالف    مدرب اليمن يستهدف فوز أول على البحرين    الذهب يستقر وسط التوترات الجيوسياسية ويتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية    دار الملاحظة الأجتماعية بجازان تشارك في مبادرة "التنشئة التربويه بين الواقع والمأمول "    الفرصة لا تزال مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    مآل قيمة معارف الإخباريين والقُصّاص    الصندوق السعودي للتنمية يموّل مستشفى الملك سلمان التخصصي في زامبيا    مهرجان الرياض للمسرح يبدع ويختتم دورته الثانية ويعلن أسماء الفائزين    إحالة 5 ممارسين صحيين إلى الجهات المختصة    سورية الجديدة.. من الفوضى إلى الدولة    أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    عبقرية النص.. «المولد» أنموذجاً    مطاعن جدع يقرأ صورة البدر الشعرية بأحدث الألوان    اجتثاث الفساد بسيف «النزاهة»    خادم الحرمين يهنئ رئيس المجلس الرئاسي الليبي بذكرى استقلال بلاده    نائب أمير مكة يفتتح ملتقى مآثر الشيخ بن حميد    «كليتك».. كيف تحميها؟    3 أطعمة تسبب التسمم عند حفظها في الثلاجة    فِي مَعْنى السُّؤَالِ    ليندا الفيصل.. إبداع فني متعدد المجالات    122 ألف مستفيد مولهم «التنمية الاجتماعي» في 2024    دراسة تتوصل إلى سبب المشي أثناء النوم    ثروة حيوانية    تحذير من أدوية إنقاص الوزن    رفاهية الاختيار    5 مشاريع مياه تدخل حيز التشغيل لخدمة صبيا و44 قرية تابعة لها    ضرورة إصدار تصاريح لوسيطات الزواج    حرس الحدود بجازان يدشن حملة ومعرض السلامة البحرية    اختتام دورات جمعية الإعاقة السمعية في جازان لهذا العام بالمكياج    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    حلاوةُ ولاةِ الأمر    46.5% نموا بصادرات المعادن السعودية    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    التخييم في العلا يستقطب الزوار والأهالي    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السعودية وأمريكا.. علاقات متميزة قائمة على مصالح مشتركة بين البلدين
نشر في البلاد يوم 01 - 09 - 2015

يعود تاريخ العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة إلى بدايات الثلاثينيات من القرن الماضي عام 1931م، عندما ظهرت بشائر إنتاج النفط في المملكة بشكل تجاري. لكن التحول الحقيقي للعلاقات بين البلدين يعود لاجتماع البحيرات المرة بين الملك عبد العزيز والرئيس الأمريكي روزفلت على متن الطراد الأمريكي يو إس إس كونسي في الرابع عشر من فبراير 1945م. حينما منح جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – تغمده الله بواسع رحمته – حق التنقيب عن النفط في المملكة لشركة أمريكية، تبعها توقيع اتفاقية تعاون بين البلدين عام 1933م، ثم ولدت فعليا في العام 1933م، وذلك عندما بدأت بواكير التع اون الاقتصادي بين البلدين متمثلة في قيام شركة الزيت العربية الأمريكية بحفر أول بئر للنفط في شرق المملكة،ثم اكتملت نشأة هذه العلاقة في العام 1945م وذلك عندما التقى الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب االله ثراه، والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على ظهر السفينة الحربية (كوينسي)، قبل أن تضع الحرب الكونية الثانية اوزارها، ثم ما لبثت ان اصبحت أكثر من مجردعلاقة دبلوماسية حين سميت شراكة في العام 1957 م ودخلت منذ ذلك التاريخ مرحلة تحالف استراتيجي يزداد قوة وصلابة كلما تعاقبت الادارات السعودية والأمريكية.ومما زاد في رسوخ وصلابة هذه العلاقة طيلة ال 84عاماً الماضية قدرتها على مواجهة التحديات والنزاعات الدولية والمتسمة بالأحداث الجسام التي لا تصمد أمامها كثير من العلاقات، ومع هذا فقد ظلت العلاقة السعودية الأمريكية ثابتة عبر السنين.
ما قبل العلاقات الدبلوماسية
انطلقت علاقة المملكة العربية السعودية بالولايات المتحدة الأمريكية من منظور السياسة الخارجية للملك عبدالعزيز – رحمه الله – القائمة على استقلالية القرار والبحث عن العلاقة التي تحقق مصالح البلاد دون تعرضها لأي تأثيرات سلبية، والمبنية على تنويع الصلات الدبلوماسية مع جميع الدول وفقاً للمبادئ التي تقوم عليها البلاد، ومنذ أن دخل الملك عبدالعزيز الرياض سنة 1319ه – 1902م اضطر الى أن يكون على اتصال مع بعض الدول التي كان لها سيطرة ونفوذ في المنطقة ولها تأثير مباشر على برنامجه السياسي لبناء الدولة السعودية، ومن تلك الدول بريطانيا والدولة العثمانية وروسيا، وعندما دخل الملك عبدالعزيز الحجاز سنة 1343ه – 1924م بدأ في صياغة المرحلة الثانية والمهمة من مراحل السياسة الخارجية السعودية، فلقد أعدت الشعبة السياسية باشراف مباشر من فؤاد حمزة ويوسف ياسين مذكرة خاصة تتضمن معلومات عامة عن البلاد السعودية تم ارسالها الى عدد كبير من دول العالم للاعتراف بالدولة السعوية الجديدة والدخول في علاقات دبلوماسية معها، وانطلاقاً من التنافس المحموم بين روسيا وبريطانيا في المنطقة، ولاقتناع الحكومة السوفياتية بأهمية الدولة السعودية الجديدة اصبحت روسيا او الاتحاد السوفياتي اول دولة تعترف بالدولة السعودية.
واصلت الدول الأوروبية وغيرها اعترافها بالدولة السعودية التي حظيت باهتمام خاص لوجود معطيات الاستقرار والبناء فيها، ورغم محاولات الشعبة السياسية في الرياض الاتصال ببعض الدول الا ان الاهتمام كان منصبا على دولة لها وزنها الدولي رغم بعدها الجغرافي، تلك هي الولايات المتحدة الامريكية، ومن عوامل الجذب نحو أمريكا خلو تاريخها آنذاك من فصول استعمارية في المنطقة مقارنة ببعض الدول الاوروبية مثل بريطانيا وفرنسا.
اصرت الرياض على الاتصال بواشنطن من خلال عدة محاولات وعبر عدد من القنوات الدبلوماسية من منطلق استراتيجية الملك عبدالعزيز الرامية الى تنويع العلاقات مع الدول وعدم الاتكاء على دولة واحدة او الارتباط بها..
ولقد عزز هذه الاستراتيجية حكمة الملك عبدالعزيز – رحمه الله – في التعامل مع الدول وفقا للظروف والتزاما بالمبادئ، كما وفق الملك عبدالعزيز في سياسة الشفافية مع جميع الدول واحاطتها بتحركاته واتصالاته معها جميعا معلنا وبوضوح عن متطلباته واهدافه، لذا لم يكن الملك عبدالعزيز مرتبطا بدولة واحدة فقط أو خاضعا لدولة معينة، بل استفاد من انفتاح العلاقات مع الجميع رغم تناقض بعض تلك العلاقات مع بعضها البعض من منظور تلك الدول.
وفي عام 1931م تحركت وزارة الخارجية الامريكية نحو تأسيس العلاقات مع مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها وتحدث وزير الخارجية الأمريكي بنفسه مع الرئيس الامريكي هوفر الذي اصدر اوامره بالبدء في التحضير لتأسيس تلك العلاقات بين البلدين، وفي العام نفسه استلم حافظ وهبة وزير الملك عبدالعزيز المفوض في لندن رسالة من مستشار السفارة الامريكية بلندن جاء فيها استعداد الحكومة الامريكية لتأسيس العلاقات الدبلوماسية وتوقيع اتفاقية بهذا الشأن بين البلدين. وفي 14ابريل 1931م أصدرت الولايات المتحدة قرارها بالاعتراف بالدولة السعودية تمهيدا لتأسيس علاقات دبلوماسية،
وبدأت المفاوضات السعودية – الأمريكية لتوقيع اتفاقية التعاون وكان من المتوقع ان تسير بشكل سريع الا ان المفاوضات والمكاتبات استمرت عامين قبل التوقيع النهائي الذي تم في عام 1352ه – 1933م، ما يدل على عمق السياسة الخارجية السعودية وارتكازها على المبادئ قبل المصالح، كما تدل أيضا على عمق الموقف السعودي في العلاقات الخارجية والمفاوضات واستقلالية القرار السعودي.
وبالنظر في علاقة المملكة العربية السعودية بالولايات المتحدة نجد انها بدأت مستقلة عن اي تطور في موازين القوى آنذاك بين بريطانيا والولايات المتحدة التي ظهرت فيما بعد وبجلاء اثناء الحرب العالمية الثانية، كما ان العلاقات السعودية – الامريكية بدأت من خلال بحث الحكومة السعوية وعلى رأسها الملك عبدالعزيز عن تأسيس علاقات دبلوماسية مع جميع الدول التي لها وزنها السياسي والاقتصادي وليس غريبا القول بان السعي نحو تأسيس تلك العلاقات في تلك الفترة المبكرة تم في وقت لم يكن النفط فيه عنصرا في معطيات العلاقات على الاطلاق.
كان من أهم ما تمخض عنه لقاء البحيرات المرة بناء علاقات استراتيجية بين البلدين تقوم على المصلحة المشتركة: تعمل المملكة على توفير النفط بأسعار مناسبة للسوق العالمية، على أن تتكفل الولايات المتحدة بمتطلبات أمن المنطقة بما يساهم في تدفق النفط من منابعه في صحراء المملكة ووصوله إلى مستهلكيه في أرجاء العالم بما فيهم الولايات المتحدة بالكميات اللازمة والأسعار العادلة.
اول زيارة سعودية لاميركا
عززت التطورات في العلاقات بين البلدين الصديقين والزيارات المتبادلة بين القيادتين والمسؤولين في البلدين عززت من مستوى العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة ، ففي العام 1938م بعث جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود رحمة الله رسالة إلى الرئيس الأمريكي آنذاك فرانكلين روزفلت أوضح فيها الخطورة جراء تدفق المهاجرين اليهود إلى أرض فلسطين العربية
وفي 1940م أعلنت الولايات المتحدة اعتماد ممثلها في القاهرة ممثلا لها في المملكة وقد أوفد الملك عبدالعزيز ( طيب الله ثراه) في شهر اكتوبر من العام نفسه ابنيه الأميرين فيصل وخالد ( رحمهما الله) للولايات المتحدة في أول وفد سعودى عال المستوى يزورالولايات المتحدة وقد استقبلهما الرئيس روزفلت وكبار المسؤولين الأمريكيين خلال وجودهما في واشنطن.
وفي العام 1944 م تم افتتاح أول مكتب دبلوماسي في واشنطن كمفوضيه للمملكة العربية السعودية ثم جرى ترفيعها فيما بعد إلى سفارة كما تم في نفس العام انشاء قنصلية أمريكية في الظهران وجاء بعد اللقاء التاريخي الذي جمع الملك عبدالعزيز والرئيس روزفلت والزيارات المتبادلة بين القيادتين في البلدين الصديقين وكبار المسئولين فيهما وكان الملك سعود بن عبدالعزيز أول ملك سعودي يقوم بزيارة للولايات المتحدة وذلك في 12 يناير من العام 1947 م اجتمع خلالها بالرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور في حين كان الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون أول رئيس أمريكي يزور المملكة حيث وصل إلى جدة في 14 يونيو 1974م في زيارة للمملكة اجتمع خلالها مع جلالة الملك فيصل رحمه الله.
توالي الزيارات بين الجانبين
في شهر يونيو من عام 1945م زار الأمير فيصل بن عبدالعزيز الولايات المتحدة الأمريكية ممثلاً للملك عبدالعزيز – تغمدهما الله بواسع رحمته – لحضور تأسيس الأمم المتحدة في مدينة سان فرنسيسكو .
أما في عام 1951م تم تحويل اسم الشركة الأمريكية المنقبة عن النفط في المملكة من (شركة كاليفورنيا أربيان ستاندرد أويل) إلى ( الشركة العربية الأمريكية للنفط) التي عرفت فيما يبعد بشركة ( أرامكو السعودية)، وفي عام 1951م وقعت اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين.
وكان الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – أول ملك سعودي يقوم بزيارة للولايات المتحدة وذلك في 12 يناير من عام 1947م اجتمع خلالها بالرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور، في حين كان الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون أول رئيس أمريكي يزور المملكة عام 1974م واجتمع مع جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله -.
وخلال شهر فبراير عام 1962م، زار الملك سعود بن عبدالعزيز – رحمه الله – الولايات المتحدة مرة ثانية، واجتمع مع الرئيس الأمريكي جون كيندي لتعزيز العلاقات الاقتصادية وتلبية حاجة المملكة الأمنية، وفي عام 1966م التقى الملك فيصل بالرئيس الأمريكي لندون جونسون، وبحث معه تأسيس شراكة سعودية أمريكية لعمل مشروعات التنمية في المملكة.
والتقى الملك فيصل – رحمه الله – عام 1971م بالرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في واشنطن، وتم عام 1974م تأسيس اللجنة الاقتصادية السعودية الأمريكية المشتركة.
وزار الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – أمريكا في شهر أكتوبر 1978م ، وفي العام ذاته زار فخامة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر الرياض، واجتمع مع الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – وبحثا إلى جانب العلاقات الثنائية، ما عرف بمشروع الرئيس كارتر لتحريك عملية السلام بين العرب واسرائيل.
وشهدت الولايات المتحدة زيارات رسمية لعدد من أصحاب السمو الأمراء، منهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – الذي زارها عدّة مرات منها برفقة الأمير فيصل بن عبدالعزيز (الملك فيما بعد) – رحمه الله – عام (1364ه 1945م) وعام (1389ه 1969م) حينما كان نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، كما زارها عام (1394ه 1974م) وعام (1397ه 1977م) حين كان ولياً للعهد.
وفي 1985م زار الملك فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله – الولايات المتحدة والتقى الرئيس الأمريكي رونالد ريغان في واشنطن، في حين زار فخامة الرئيس الأمريكي جورج بوش (الأب) المملكة ثلاث مرات، الأولى عام 1990م، تلتها زيارة عام 1991م، ثم عام 1992م، وفي كل هذه الزيارات كان الملك فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله – على رأس مستقبليه.
وفي 1994م زار فخامة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون المملكة، والتقى الملك فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله – في قاعدة حفر الباطن، وبحثا العلاقات بين البلدين.
وقابل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عام 1998م – حينما كان وليا للعهد- الرئيس الأمريكي بيل كلينتون في زيارته لأمريكا في إطار جولة عالمية شملت سبع دول، وسبق ذلك لقاءات بين كبار المسؤولين في البلدين، منها اجتماع الملك فهد والأمير عبدالله بنائب الرئيس الأمريكي آل غور عندما زار المملكة، واجتماع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – عندما كان نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والمفتش العام بالرئيس كلينتون في البيت الأبيض.
وزار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – يرحمه الله – أمريكا – حين كان ولياً للعهد – عدة مرات، ففي الخامس والعشرين من شهر صفر من عام 1408ه الموافق السابع عشر من شهر أكتوبر 1987م زاره الملك المفدى أمريكا، وقابل في هذه الزيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب، وفي عام 1419ه 1998م قام بزيارة أخرى إلى واشنطن، ثم أتبعها بزيارة أخرى عام 1421ه 2000م.
وزاد التقارب السعودي الأمريكي أكثر، الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – يرحمه الله – إلى الولايات المتحدة عام 2005م – حينما كان وليا للعهد – وما تم خلالها من اتفاقيات علميه وقعها – أيده الله – مع فخامة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، لتفتح آفاقا واسعة في علاقات البلدين، والعمل على تنسيق المواقف حول القضايا الاستراتيجية والسياسية التي تهم البلدين الصديقين.
في عام2008 م قام فخامة الرئيس الأمريكي جورج بوش بزيارتين للمملكة الأولى في شهر يناير والثانية في شهر مايو من العام ذاته، التقى خلالهما خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله، وفي الثالث عشر من شهر نوفمبر 2008م استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله في مقر إقامته بمدينة نيويورك فخامة الرئيس الأمريكي جورج بوش، الذي ثمن مبادرة خادم الحرمين الشريفين بالدعوة إلى اجتماع حوار أتباع الأديان والحضارات والثقافات في مقر منظمة الأمم المتحدة بنيويورك، مشيرًا إلى أن انعقاد الاجتماع في مقر المنظمة يعد تكريماً وتحية لدور الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تعميم ثقافة السلام والتقارب بين أتباع الأديان.
أما في الخامس عشر من الشهر نفسه، شارك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – يرحمه الله – في اجتماع قمة مجموعة العشرين الاقتصادية بواشنطن، وكان في استقباله لدى وصولة مقر الاجتماع الرئيس الأمريكي جورج بوش.
وقام فخامة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بزيارة الى المملكة في شهر يونيو من عام 2009م،.
كما زار الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله- الولايات المتحدة الأمريكية عدة مرات من بينها في 29-9-1985م، بتكليف من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد – رحمه الله – لإلقاء كلمة المملكة في الأمم المتحدة، ثم قام بزيارة رسمية لنيويورك في الشهر نفسه وقابل الرئيس الأمريكي ريجان.
وبعد هذه الرحلة بعشر سنوات أخرى قام سموه – رحمه الله – برحلة إلى أمريكا عام 1416ه 1985م، لحضور احتفالات الأمم المتحدة بعامها الخمسين، وفي شهر رجب من عام 1420ه نوفمبر 1999م، زار سموه أمريكا مرة أخرى وقابل الرئيس الأمريكي بيل كلنتون.
كما زارخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله حينما كان وليآ للعهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الولايات المتحدة الأمريكية في 11 إبريل 2012م بدعوةٍ من معالي وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا، والتقى فخامة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وبحث تعزيز العلاقات بين البلدين خاصة في المجال العسكري والاستراتيجي المشترك.
رسوخ وصلابة العلاقات الثنائية
ومما زاد في رسوخ وصلابة هذه العلاقة طيلة ال 84عاماً الماضية قدرتها على مواجهة تحديات لا يستهان بها طيلة الحروب الاقليمية والنزاعات الدولية والمتسمة بالأحداث الجسام الدامية التي لا تصمد أمامها كثير من العلاقات، فعبر هذه الفترة التاريخية مر العالم بعدد من العواصف المتعاقبة التي أزالت كيانات بكاملها وألغت أحلافاً وتكتلات وأنشأت أخرى ومع هذا فقد ظلت العلاقة السعودية الأمريكية ثابتة كالصخرة لا تهزها تلك الرياح التي كانت غالباً تأتي بما لا تشتهي السفن.
ولم تكن هذه العلاقة لتجتاز كل تلك الاختبارات العسيرة لولا وجود عدد من الحقائق على الأرض وأهمها المرجعية الفكرية السياسية، لدى البلدين، والتي كانت بمثابة بوصلة تهدي الحائرين في مجال العلاقات الدولية وتكشف لكل الباحثين عن الحقيقة سر استمرار ونجاح هذه العلاقة الممتازة، وتتجسد هذه المرجعية في وجود قناعة متبادلة بأن أهمية العلاقة تجعل الاصرار على تقويتها من مبادئ الوعي بالمسؤولية ومن مقتضيات هذا الوعي أن الشعبين السعودي والأمريكي يشتركان في غابة سامية وهي تحقيق الخير العميم للعالم وتقوية دعائم السلم والأمن والرخاء للشعوب كلها، وعليه فإن اهتمام الرياض وواشنطن بشأن العالم ليس من محض الصدفة بل تفسره حقائق على الأرض مثل كون المملكة قلب العالم الإسلامي وقبلة كل المسلمين الذين يمثلون ربع سكان المعمورة هذا يضاف إلى مكانة السعودية النفطية في زمن يتسابق العالم فيه إلى التقارب من مصدّري الطاقة حيث تتربع المملكة على قائمة المصدرين بلا منازع.
أما الولايات المتحدة الأمريكية فمن نافلة القول إن العالم يتطلع قيادتها للسلم والأمن العالميين ويهتم بدورها الإنساني وكذلك باقتصادها القوي الراسخ وبمراكزها العلمية العملاقة والتي صارت مقصد كل أهل الأرض جميعاً ومنهم أبناء المملكة والخليج الذين ما فتئوا يتطلعون لمزيد من التقارب الحضاري بين أمريكا وبلادهم لكي تنطلق النهضة العلمية في مرحلة جديدة تليق بعصر العولمة، عصر القرية الكونية الواحدة.
العلاقات الاقتصادية
شكلت اللجنة السعودية الأمريكية المشتركة للتعاون الاقتصادي التي أنشئت عام 1974 نقلة نوعية في علاقات التعاون بين البلدين، ولعبت دورا كبيرا في تطوير العلاقات بينهما. ووقع البلدان في 2003 اتفاقية لتطوير العلاقات التجارية والاستثمارية بينهما، كما تم في سبتمبر 2005 في واشنطن التوقيع على الاتفاقية الثنائية بين المملكة والولايات المتحدة والخاصة بالنفاذ للأسواق في قطاعي تجارة السلع والخدمات المعنية بانضمام‌ المملكة للمنظمة. ويوجد في المملكة حاليا 357 مشروعاً أمريكياً سعودياً مشتركاً باستثمارات قوامها 82 مليار ريال وهذا الاستثمار جعل الولايات المتحدة أكبر مستثمر في المملكة، كما أنها تعد أكبر شريك تجاري للمملكة.
ترتبط المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بعلاقات اقتصادية وتجارية قوية، جعلت الولايات المتحدة الأمريكية إحد الشركاء التجاريين.
وفيما يلي بعض الحقائق
تخضع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية لاتفاقيات عديدة ، وف ى مقدِّمتها "اتفاقية التعاون الفنى "بين حكومة المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية، والتى بمقتضاها يسعى الطرفان لتوسيع التعاون في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والصناعة بينهما بروح من التفاهم المشترك و التام. (صدرت الموافقة عليها بالمرسوم الملكى رقم م / 21 بتاريخ 28/3/1395 ه). إبرام اتفاقية الاستثمارات الخاصة المضمونة بين حكومة المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بغية زيادة مشاركة الشركات الخاصة
الأمريكية في المشاريع الهادفة الى إدخال التكنولوجيا الحديثة إلى المملكة العربية السعودية، (صدرت الموافقة عليها بالمرسوم الملكي رقم م / 22 . بتاريخ 29/ 3/ 1395 ه.
تعزيز التبادل التعليمي والعسكري
وفي شهر إبريل 2005م قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله حينما كان حينها وليا للعهد بزيارة للولايات المتحدة الأمريكية التقى خلالها فخامة الرئيس جورج دبليو بوش رئيس الولايات المتحدة الامريكية في مزرعة الرئيس الامريكي بتكساس . جدد الزعيمان في بيان مشترك صدر في ختام الزيارة صداقتهما الشخصية والعلاقات بين بلديهما واتفقا على أن التغيرات المهمة التى تجرى فى العالم تتطلب منهما صياغة شراكة قوية .
واتفق البلدان على تشكيل لجنة عليا لتعزيز التبادل التعليمي والثقافي والعسكري والتجاري والاستثماري بين البلدين , ونتج عن الزيارة أيضا مبادرة الحوار الاستراتيجي السعودي الأمريكي التي تهدف لتعميق علاقات التعاون الثنائية وتنسيق المواقف حول القضايا الاستراتيجية والسياسية التي تهم البلدين الصديقين .
اشادة عالمية بجهود خادم الحرمين الشريفين في حل مشكلة الشرق الاوسط
وفي لقاء بالبيت الأبيض مع وفد صحفي عربي في يناير عام 2008م نوه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بمشاركة المملكة في مؤتمر أنا بوليس الذي عقد في شهر نوفمبر 2007م وقال إن إيفاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية للمشاركة في المؤتمر كان بمثابة رسالة قوية من الملك عبدالله وتكمن أهمية تلك المشاركة في أن السلام ليس فقط بين الفلسطينيين والإسرائيليين بل سيشمل كل المنطقة.
110 الاف من طلبة المملكة في مؤسسات التعليم الاميريكية
افادت جهات أمريكية رسمية أن عدد الطلاب السعوديين المبتعثين إلى الولايت المتحدة، ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، بلغ نحو 110 آلاف طالب سعودي خلال العام الدراسي 2013/2014.يدرسون في الجامعات الأميركية وكلياتها ساهموا بحوالي ال 3.2 مليارات دولار (حوالي 12 مليار ريال) في الاقتصاد الأميركي في العام 2013 – 2014، وهي إحصائيات تم جمعها عن طريق مؤسسة "كاريان للاستشارات الأكاديمية"، المتخصصة بالتعليم الجامعي الأميركي، اعتماداً على آخر إحصائيات وزارة التجارة الأميركية، أوضحت أن السعوديين يمثلون حالياً رابع أكبر كتلة طلابية في أمريكا، بعد أن ارتفع الرقم خلال عقد كامل بعدما كان فقط 4 آلاف طالب".
وصرح بيتر ديفوس المدير التنفيذي ل "كاريان للاستشارات الأكاديمية" إن عدد الطلاب من السعودية الذين يدرسون في الولايات المتحدة ارتفع "بشكل كبير في السنوات الأخيرة، ما يجعل المملكة ضمن أكبر مصدري الطلاب الأجانب إلى أمريكا".
وبحسب تقارير، تحتل السعودية المرتبة الأولى في عدد الطلبة المبتعثين -وعددهم نحو 150 ألف مبتعث- مقارنة بالسكان والثالثة عالمياً بعد الصين والهند.
ويحصل المقبولون في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي على راتب شهري كما تتكفل الحكومة بنفقات اصطحابهم لأسرهم. ويجب أن تسافر النساء اللاتي يحصلن على المنح مع محرم.
تطور العلاقات الثقافية بين البلدين
وفي اطار التعاون الثقافي بين البلدين احتضنت عدة ولايات أمريكية وعلى مراحل في أعوام 1987م و 1989م و1990م معرض المملكة العربية السعودية بين الأمس واليوم وشهد المعرض إقبالا كبيرا من المواطنين الأمريكيين والجاليات الأجنبية وعكس المعرض مدى أصالة الحضارة في المملكة العربية السعودية.
وتحقق الأسابيع الثقافية السعودية التي تنظمها الانديه الطلابية في مختلف الجامعات الأمريكية نجاحا ملحوظا في التعريف بالمملكة وتقديم المعلومات عنها بكافة الوسائل الثقافية والإعلامية عبر الجهود المتميزة التي يقوم بها المبتعثون السعوديون الذين يمثلون واجهة مشرفة للمملكة في الولايات المتحدة الأمريكية.
كراس علمية سعودية
واهتمت المملكة العربية السعودية بإنشاء كراس علمية في بعض جامعات العالم.ومن الكراسي العلمية السعودية التى تخدم المسلمين كرسي الملك عبدالعزيز للدراسات الإسلامية في جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية الذي تأسس عام 1984م بمنحة من المملكة العربية السعودية ويهتم بالدراسات الاسلامية تأصيلا لدور المملكة واهتمامها بالقضايا الإسلامية وإبراز الصورة الحقيقية والإيجابية للأمة الإسلامية ، وتأكيدا لهذا الدور جاءت مبادرة الملك فهد بن عبدالعزيز ( رحمه الله ) بالتبرع بمبلغ خمسة ملايين دولار أمريكى لإنشاء مركز في كلية الحقوق بجامعة هارفارد يهتم بدراسة الشريعة الاسلامية ، وقد سعت ادارة الكلية عام 1413ه إلى اطلاق مسمى كرسي خادم الحرمين الشريفين على المركز تقديرا لذلك التبرع الذي عدته مساهمة فعالة في توسيع مجال الأبحاث ودعما لها، ونتج عن تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز (رحمه الله ) توفير منح دراسية لدرجة الاستاذية وتمويل الأبحاث في مجال دراسة التشريع الاسلامي والنظام التشريعى الاسلامي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.