* س: - تناقشنا نحن مجموعة من المدرسين كنا قد طرحنا الاجتهاد العلمي في النص ماهو..؟ وكيف يكون؟ والحقيقة اننا نود بسط هذا الأمر خاصة ونفسيات بعضنا متراوحة بين فهمه على وجه صحيح وبين عدم الإحاطة به على وجه يمكن أداؤه لطلابنا دون نقص منا نبذله لهم والاجتهاد كثير الكلام حوله..؟ م.م.م / ز.ل.ل / ع.ف.ل الجامعة الإسلامية / المدينة * ج: - كتب في هذا الموضوع د. عبدالكريم زيدان كتابة جيدة في سفره «الوجيز في أصول الفقه» وهي كتابة لي عليها بعض الملاحظات لكنني أورد اجابة لسؤالكم شيئاً مما ذكره مع تصرف لا يخل بالمراد، ولاسيما والاجتهاد علم جليل لا يكاد يستغني عنه احد من العلماء سواء القضاة او أهل القضاء والتحقيق وتأصيل العلوم. جاء في ص 401 وما بعدها قال زيدان: «الاجتهاد في اللغة: بذل المجهود استفراغ الوسع في فعل من الأفعال وفي اصطلاح الاصوليين: بذل المجتهد وسعه في طلب العلم بالأحكام الشرعية بطريق الاستنباط، ومن هذا التعريف الاصطلاحي للاجتهاد يتبين ما يأتي: اولاً: أن يبذل المجتهد وسعه اي يستفرغ غاية جهده بحيث يحس من نفسه العجز عن المزيد عليه. ثانياً: ان يكون الباذل جهده مجتهداً، اما غيره فلا عبرة بما يبذله من جهد لأنه ليس من اهل الاجتهاد، ثالثاً: ان يكون هذا الجهد لغرض التعرف على الاحكام الشرعية العلمية دون غير فلا يكون الجهد المبذول للتعرف على الاحكام اللغوية، او العقلية او الحسية من نوع الاجتهاد الاصطلاحي عند الاصوليين، رابعاً: ويشترط في التعرف على الاحكام الشرعية ان يكون بطريق الاستنباط، اي نيلها والاستفادة منها من أدلتها بالنظر والبحث فيها، فيخرج بهذا القيد حفظ المسائل او استعلامها من المفتي او بإدراكها من كتب العلم فلا يسمى شيء من هذا اجتهاداً في الاصطلاح والمجتهد هو: من قامت فيه ملكة الاجتهاد اي القدرة على استنباط الأحكام الشرعية العلمية من ادلتها التفصيلية، وهو: الفقيه عند الاصوليين فلا يعتبر الشخص مجتهداً ولا فقيهاً اذا عرف الاحكام الشرعية بطريق الحفظ والتلقين او بتلقيها من الكتب أو من اقوال العلماء بلا بحث، ولا نظر، ولا استنباط، ولا من يكلف غيره ليبحث عنه مهما كان هذا الشخص، وشروط الاجتهاد تبين حقيقة المراد من سؤالكم الكريم فهناك لابد من معرفة اللغة العربية، فالمجتهد عليه ان يعرف اللغة العربية على وجه يتمكن به من فهم خطاب العرب، ومعاني مفردات كلامهم واساليبهم في التعبير اما بالسليقة، واما بالتعلم بأن يتعلم علوم اللغة العربية من: نحو وصرف وبلاغة وأدب ومعان وبيان، وانما كان تعلم اللغة العربية على هذا الوجه ضرورياً للمجتهد لان نصوص الشريعة وردت بلسان العرب، فلا يمكن فهمها واستفادة الأحكام منها الا بمعرفة اللسان العربي على نحو جيد، ولاسيما وان نصوص الكتاب والسنة وردت في غاية البلاغة والفصاحة والبيان، فلا يمكن فهمها حق الفهم وتذوق معانيها، وإدراك ما تدل عليه الا بمعرفة اللغة العربية والاحاطة باساليبها في التعبير واسرارها البلاغية والبيانية، وما توحي اليه كلماتها وعباراتها، وبقدر تضطلع المجتهد في معرفة اللسان العربي تكون قدرته على فهم النصوص وادراك معانيها القريبة والبعيدة، ومن شروط الاجتهاد التي تلزم معرفة المجتهد: الكتاب إذ هو أصل الاصول ومرجع كل دليل، ومن معرفة الكتاب المعرفة بالناسخ والمنسوخ، من آيات القرآن الكريم والسنة الكريمة، لابد أن يعرف المجتهد صحيحها من ضعيفها، وحال رواتها ومدى عدالتهم وضبطهم وورعهم وفقههم، ومن شروط الاجتهاد اللازمة معرفة مقاصد الشريعة وعلل الأحكام ومصالح الناس،، وهناك شرط ضروري وان لم ينص عليه الأصوليون صراحة، وهو ان يكون عند العالم استعداد فطري للاجتهاد، بأن تكون له عقلية فقهية مع لطافة وإدراك مع ضرورة البعد عن: طلب الشهرة او المركزية لئلا يكون شيء على حساب شيء آخر،» فهذا هو: الاجتهاد.. وكيف يكون حسب» فهمي وما أورده د/ زيدان حوله، خاصة وهو مطلب ضروري لحال فقه النوازل، ونظر تجدد المستجدات في كل حين. ولعله من الضروري لكم وللقضاة نظر مثل «أعلام الموقعين» ، و«الاحكام و«المستصفى» و«حال المفتي والمستفتي» و«خلق العلماء»، و«رفع الملام عن الائمة الاعلام» و«تفسير سورة النمل»، و«سورة يوسف» و«المائدة» و«النساء» .