بينما تتواصل الاستعدادات الامريكية للحرب تجري دراسة احتمالات المستقبل التي تتضمن بشكل خاص مرحلة ما بعد الحرب حيث رأى مسؤول عسكري امريكي ان بلاده بحاجة الى اعداد اكبر من القوات لحفظ الامن في العراق بعد الحرب مع توقعات ببروز مشاكل جادة تستوجب استعدادا عسكريا يكفي لمواجهتها، وتعهد مسؤول امريكي آخر بأن بلاده ستنفق كل ما يجب لكي تكسب هذه الحرب. فقد رأى الجنرال اريك شينزيكي قائد سلاح البر الامريكي ان الولاياتالمتحدة ستكون بحاجة الى مئات الآلاف من الجنود لحفظ الامن وتوفير الخدمات العامة في العراق بعد الحرب. ويفوق الرقم الذي يراه الجنرال شينزيكي التقديرات التي تحدث عنها مسؤولون آخرون في البنتاغون وهي بحدود مئة الف جندي لتوفير الامن والاستقرار بعد رحيل صدام حسين.وقال الجنرال امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ «قد نحتاج على الارجح إلى مئات الالاف من الجنود لتوفير الامن بعد العمليات العسكرية على ارضية واسعة مع امكان نشوء توترات عرقية قد تثير مشاكل اخرى».واشار الجنرال الى ان الوجود العسكري الكبير ضروري «لتوفير الامن وكذلك لتوفير الغذاء والماء اضافة الى المهمات والمسؤوليات العادية التى ترافق ادارة بلد في وضع كهذا».لكن الجنرال شينزيكي حرص من جهة اخرى على التأكيد بأن الامر يتعلق بتقديرات شخصية وان القرار يعود الى قائد القوات الامريكية في الخليج الجنرال تومي فرانكس. ومن جانبه قال وزير الخزانة الامريكي جون سنو ان الولاياتالمتحدة ستنفق كل ما يجب من مبالغ لتكسب الحرب في العراق. واوضح سنو الذي كان يتحدث الى شبكة «سي ان بي سي» للتلفزة مساء أول امس الثلاثاء «سندفع الفاتورة اللازمة مهما بلغت» لكي نكسب الحرب في العراق، مضيفا «الحرية تستحق دوما ان يقاتل الانسان من اجلها». لكن سنو لم يشأ بالمقابل تأكيد ما ذكرته صحيفة «وول ستريت جورنال» من ان حكومة جورج بوش تستعد لكي تطلب من الكونغرس نفقات اضافية تصل الى 95 مليار دولار لتمويل الحرب في العراق ومكافحة الارهاب. ويتضمن مبلغ الخمسة وتسعين مليار دولار المساعدات المالية التي ستمنح الى تركيا وبلدان حليفة اخرى تؤثر عليها الحرب في العراق وفق ما قالت الصحيفة في طبعتها المسائية أول امس الثلاثاء. واعترف سنو ان الغموض بشأن الموقف من العراق يلقي بظلال قاتمة على الاقتصاد الامريكي لكنه اكد ان تسوية المسألة العراقية سينشط النمو في الولاياتالمتحدة. ومن جانب آخر التقى الجنرال تومي فرانكس قائد القيادة المركزية للجيش الامريكي امس الاربعاء في قاعدة السيلية خارج العاصمة القطريةالدوحة بوزير الدفاع البريطاني جيف هون، وكان الجنرال الامريكي وصل الى قطر يوم الثلاثاء للتشاور مع قادة عسكريين في المقر المتقدم للقيادة المركزية الامريكية الذي سيدير منه أي غزو محتمل للعراق اذا اصدرت واشنطن الاوامر بشنه. وكان ضباط كبار في استقبال فرانكس لدى وصوله الى معسكر السيلية خارج العاصمة الدوحة حيث تم تشييد مقر قيادته المتحرك المجهز باحدث وسائل التكنولوجيا قبل ستة اشهر وجرى اختباره في مناورة ما زالت سرية جرت في ديسمبر كانون الاول الماضي. وفي وقت سابق هذا الشهر اشار ضباط في المقر الدائم للقيادة المركزية للجيش الامريكي في فلوريدا الى ان فرانكس سيظل في قطر حتى انتهاء الازمة العراقية. لكنَّ مسؤولاً كبيراً بالقيادة المركزية أكد ان الرئيس جورج بوش لم يتخذ اي قرار بعمل عسكري ضد العراق قال للصحفيين بعد الوصول الى قطر ان فرانكس «سيعود الى الولاياتالمتحدة في غضون ايام قليلة». واضاف قائلا «اساليب القيادة والسيطرة الحديثة لا تستدعي وجوده هنا طوال الوقت.. لا تعلقوا اهمية كبيرة على مكانة وجوده، القادة العسكريون المحنكون يركزون على المفاجأة الاستراتيجية». وقال المسؤول للصحفيين ان فرانكس سيجتمع مع قادة عسكريين لأفرع القوات الجوية والبرية والبحرية لمناقشة جميع جوانب نطاق مسؤولية القيادة المركزية التي تشمل 25 دولة بينها افغانستان والقرن الإفريقي وكذلك العراق والخليج.الى ذلك اعلن الجيش الامريكي ان مقاتلات أمريكية وبريطانية قصفت وللمرة الثالثة يوم الثلاثاء نظام صواريخ «أرض-أرض» عراقي متحرك بالقرب من البصرة«جنوب». وكانت هذه الطائرات قد قصفت قبل بضع ساعات من ذلك ثلاثة انظمة صواريخ «أرض-أرض» عراقية في شمال العراق ونظام صواريخ «أرض-جو» في الجنوب، كما اوضح المصدر. وجاء في بيان للقيادة المركزية للجيش الامريكي ان الغارة الثالثة جاءت «بعد ان حركت القوات العراقية هذا النظام المتحرك» واضعة بذلك القوات الحليفة المتمركزة في الكويت تحت مرماها. جنود أمريكيون في صحراء الكويت