اختتم الرئيس جورج بوش جولته في قطر أمس، وعقد محادثات رسمية مع أمير الدولة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ثم توجه الى قاعدة السيلية العسكرية وخاطب العسكريين الأميركيين بحضور وزير الخارجية كولن باول، وقائد القيادة المركزية الجنرال تومي فرانكس ونحو ألفي جندي ووجه رسائل الى أكثر من جهة. وسادت المحادثات القطرية الاميركية أجواء ارتياح بين الجانبين، وعبر الشيخ حمد عن "سعادته لتواصل المحادثات بشأن العلاقات الثنائية التي بدأت في واشنطن" خلال زيارته لواشنطن أوائل الشهر الماضي. وفي اشارة الى مستوى العلاقات قال بوش انه "لشرف كبير" له ان يكون أول رئيس اميركي يزور قطر. وتمثلت أبرز عناوين خطاب بوش في قاعدة السيلية والتي كانت عبارة عن رسائل أطلقها من مقر قيادة الحرب على العراق في توجيهه تحذيراً صريحاً "للديكتاتوريين"، وتأكيد مواصلة الحرب على الارهاب، واعطاء أولوية لتوفير حاجات الشعب العراقي و"ان القوات الاميركية ستبقى في العراق حتى تكمل مهمتها"، وبعيداً عن العراق قال بوش: "اننا نحاول الآن متابعة الأحداث في القرن الافريقي" في اشارة واضحة الى أولوياته في المرحلة المقبلة. ونوه بالدور الرئيسي الذي لعبته قطر في انجاز مهمة "تحرير العراق" وأشاد بأمير قطر والعلاقات بين البلدين، كما عبر عن تقديره لدول مجلس التعاون الخليجي، وقال انها قدمت مساعدات الى القوات والحكومة الأميركية مشيراً الى الكويت "لم ترفض لنا طلباً حتى الآن"، ونوه بدورها في الحملة العسكرية على العراق، كما أشاد ب"أصدقائنا في البحرين والامارات"، وقال: "كلهم كان لهم دور رئيسي وفعال". وشدد على أن الولاياتالمتحدة ستواصل حربها على الارهاب الدولي وقال "سننتصر" وان الارهابيين لن يفلتوا من العدالة، منوهاً في هذا السياق بدور القوات الاميركية في افغانستانوالعراق، ما "أسفر عن تحرير الشعبين الأفغاني والعراقي". ورأى ان تحرير العراق "دليل على شجاعة وقوة تحمل العسكريين الاميركيين، واعتبر ان هذا اثبت للعالم مدى صدقية الولاياتالمتحدة في هذا الاطار، وفيما نوه بشدة بالجنرال تومي فرانكس، قال ان الحرب بدأت منذ يومها الأول من مقر القيادة المركزية في السيلية كما ان كل الأعمال الانسانية تتم من القاعدة نفسها". وأكد في هذا السياق ان "الديكتاتوريين في العالم لن يستطيعوا الاختباء خلف المواطنين الأبرياء". وكرر عبارات الثناء لفرانكس الذي قام بدور رئيسي في الترتيبات الأساسية لبدء المعارك، ووصف ما قامت به القيادة المركزية بأنه "انجاز مهم وضخم". وشدد على أن أميركا لا ترغب في توسيع رقعة أرضها بالسيطرة على أراض جديدة وقال ان "هدفنا هو تحرير المناطق المضطهدة في العالم، فالحرية هدية من الله لشعوب العالم" وأكد إيمان الاميركيين بالدفاع عن الحرية بالاضافة الى الدفاع عن أميركا. وعن الوجود العسكري الأميركي في العراق قال انه ما زال هناك الكثير من العمل في العراق و"سنبقى هناك حتى تكتمل مهمتنا ويتم بناء ديموقراطية وسلام ومستقبل آمن"، مشيراً الى دور القوات الأميركية حالياً في "حفظ النظام" ومؤكداً "وجود جيوب إجرامية"، لافتاً الى أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين أطلق المحكومين بالسجن قبل وصول القوات الاميركية، وأكد ان هؤلاء سيتم القبض عليهم وسيعادون الى السجن، مشيراً الى اعادة افتتاح المحاكم المدنية. وشدد على الأولوية الاميركية في العراق حالياً بقوله "اننا نؤمن إيماناً كاملاً بأنه يجب إطعام الجياع ومساعدة المحتاجين قبل البدء بتشكيل حكومة"، وندد بصدام الذي قال انه "كان يعني ببناء القصور والمباني الفخمة وينسى شعبه". وفيما أكد ان العراق "لن يكون مأوى للجماعات الارهابية" أشار الى العثور على موقعين لتجهيز أسلحة كيماوية وبيولوجية، لكنه أعرب عن اعتقاده بأن صدام حسين أخفى بعض الأسلحة، فالعراق بلد كبير، وأكد في هذا السياق انه "لن يكون هناك تهديد باستخدام أسلحة دمار شاملة لأن النظام العراقي انتهى". وتحدث بوش عن بدء تدفق النفط العراقي، وقال عن العائدات البترولية العراقية انها "لن تستخدم من عصابات ديكتاتورية بل لخدمة الشعب العراقي". وندد بالقبور الجماعية ومراكز التعذيب ودعا العسكريين الاميركيين الى متابعة أداء مهماتهم وقال "انهم يصنعون مستقبل الحرية والعدالة والسلام".