قرأت ما كتبه الاديب الأريب «صاحب مكتبة قيس» الاستاذ محمد بن عبدالله الحمدان في «اكثر من موضوع» حيث اشار الى وصلة «قبة سامودة» في العدد «11040» وقد اسهب في الحديث عنها وما سبق ان كتبه عنها وعن غيرها من الوصلات في مناطق المملكة المترامية الاطراف. وفي حقيقة الامر ان هذا الطرح من اهم الطروحات.. حيث ان هناك وصلات قصيرة «غير متصلة» تربط بين مناطق او مدن او قرى.. هذه الوصلات اذا كانت تربط بين قرى او مدن فهي ذات اهمية بالغة وينظر اليها بعين الاهتمام فما بالكم اذا كانت تربط بين مناطق وهذا هو الحال مع وصلة «قبة سامودة» الواقعة شمال شرق المملكة التي تربط بين منطقة القصيم ومنطقة حفر الباطن..لا يوجد وصلة كثر الحديث حولها مثل هذه الوصلة.. ولا يوجد وصلة حدث فيها حوادث الهلاك والعطش مثلها وصلة يبلغ طولها 70 كم فقط في كثبان ورمال الدهناء.. ومع ذلك يبدو ان وزارة المواصلات لم يبلغها حتى الآن اهميتها وما حدث فيها من حوادث الهلاك والتيه.. والا فإن وزارة المواصلات هي من احرص الوزارات على راحة المواطنين وخدمتهم.. وما اخال وزيرها الكفء الدكتور ناصر السلوم الا مهتماً بهذه الوصلة.. اريد ان اسوق هنا بعض المبررات التي تؤيد «وبشدة» سفلتة هذه الوصلة القصيرة: 1- اختصار المسافة بين منطقة القصيم والمنطقة الشمالية الشرقية من المملكة من «700 كم الى 70 كم». نتابع مسافراً يريد الانطلاق من «قبة» الى طريق «حفر الباطنورفحاء ولينة» فليس امامه الا ان يسلك الطريق المار بقبة ثم الاسياح ثم بريدة ثم الزلفي ثم ام الجماجم ثم هذا الطريق قبل حفر الباطن، والخيار الآخر امامه والاكثر اغراءً هو ان يسلك هذه الوصلة التي تصل من قبة الى سامودة وهي بطول 70 كم ولكنها كثبان رمال سافية ومتحركة واذا لم يحدث تغريز او عطل للسيارة فإنه سيجتاز هذه الوصلة في ساعةواحدة بدلاً من 7 ساعات عبر الطريق المسفلت الذي يأخذ معه دورة طويلة ومزعجة مروراً بمنطقة القصيم ثم منطقة الرياض ثم حفر الباطن التابعة للمنطقة الشرقية اي عليه المرور بثلاث مناطق من مناطق المملكة قبل ان يصل الى هدفه الذي هو على مرمى حجر منه بالنسبة لهذه المسافة الطويلة.. حتى ولو كان فيها من المخاطر ما فيها على الرغم من ان الطريق المسفلت مفرد وكثير الحوادث ..«70 كم» بدلاً من «700 كم» اغراء كبير للمسافرين اي ان الطريق المسفلت مضروباً ب«10» يساوي الطريق الترابي غير المسفلت وبالنسبة فإنه يزيد على الوصلة الترابية بنسبة «100%» وهي نسبة كبيرة جداً جداً. 2- لهذا الاغراء الذي ذكر فإن كثيراً من المسافرين يسلكون هذه الوصلة على الرغم من مخاطرها وقد حدث فيها الكثير من حوادث الهلاك والعطش والتغريز والضياع وقد نشرت بعض الصحف صوراً لهذه الحوادث وخصوصاً في فصل الصيف حيث تزداد حرارة الشمس لهيباً وتتحول كثبان الرمال الى نار تلظى وتفوح من الحرارة التي تشوي الطيور والبشر.. ومع ما حدث من حوادث الا ان الاغراء كبير جداً والمسافرون مشمرون في عبور هذه الوصلة القصيرة.. يسلك هذه الوصلة بصفة خاصة العسكريون الذين يعملون بمدينة الملك خالد العسكرية بحفر الباطن وهم من منطقة القصيم فيضطرون الى سلوك هذه الوصلة لأن مدينة الملك خالد العسكرية على مرمى حجر منهم وهي اقرب نقطة من منطقة حفر الباطن اليهم وكذلك هواة الرحلات والصيد والمسافرون الى حفر الباطن او رفحاء او لينة.. او الى دولة الكويت وكذلك المعتمرون والحجاج.. حيث ان هذا الطريق هو اصلاً امتداد لطريق الحج البصري القادم من البصرة الى مكةالمكرمة مروراً بالاسياح والقريتين «عنيزة» ثم رامتان ثم امسرة ثم طخفة الى نهاية الطريق المعروف وقد عرف الاوائل انه طريق مختصر. 3- اذا تمت سفلتة هذه الوصلة فستكون رديفاً للطريق المعروف المار بأم الجماجم والزلفي وستخفف عنه الحركة بشكل كبير جداً حيث انه طريق مفرد ويشهد كثافة مرورية عالية جداً حيث انه رابط مهم بين شمال شرق المملكة وجميع مناطقها الاخرى وخصوصاً المنطقة الوسطى فهذا الطريق يستخدمه هواة السياحة الربيعية من المنطقة الوسطى الى المنطقة الشمالية الشرقية وقد سرت معه في احد الايام فرأيت السيارات فيه طابوراً متواصلاً ولا يفصل بين السيارة والاخرى شيء «وهذه حقيقة دون اي مبالغة» وطوال اليوم من حفر الباطن الى الارطاوية وهو طريق مفرد.. فما بالكم اذا زاد الضغط عليه واستخدمه اهالي القصيم كذلك.. ان الحوادث على هذا الطريق مستمرة.. وخصوصاً في ايام الذروة من السنة كموسم الحج وما الحافلات التي حدث لها حوادث في هذا الطريق منا ببعيد. 4- هناك هدر اقتصادي غير مبرر لاستخدام هذا الطريق من قبل الحجاج او المسافرين او غيرهم فلنتصور ان هناك «000 ،20» سيارة تسلكه يومياً وتكلفة الوقود هي ريال واحد/ كم اي ان التكلفة اليومية للوقود هي 000 ،20x700 = 14 مليون ريال يومياً ولنفترض ان 50% من هؤلاء سيستخدمون هذه الوصلة بعد سفلتتها فمعنى ذلك خفض الهدر الاقتصادي اليومي بحوالي 7 ملايين ريال وبحوالي الفي مليون ريال سنوياً.. اي الفي مليون ريال سنوياً تذهب هدراً يمكن استثمارها محلياً بدلاً من هدرها في طريق طويل كثير الحوادث.. هذا اضافة الى الهدر الناتج من الحوادث التي تحدث على هذا الطريق الطويل ويذهب ضحيتها الابرياء من حجاج وعمار ومسافرين.. يمكنهم سلوك هذه الوصلة بعد سفلتتها واراحتهم من هذه المعاناة المستمرة مع هذا الطريق الطويل. 4- لو نظرنا الى هذه الوصلة فإنها قصيرة جداً ولا تقاس بما تنجزه وزارة المواصلات سنوياً من طرق طويلة جداً فيبلغ مئات الكيلومترات.. وبمناطق وعرة وتحتاج الي قطع صخري ذي تكلفة عالية جداً.. بينما هذه الوصلة تمر بكثبان رملية سهلة جداً ويمكن استخدام هذه الرمال في الردميات مع وضع طبقة ردم بسمك 20 سم او ما يعرف ب«sandwhich»» ووضع طبقة سفلتة عليها مما يخفض التكاليف بشكل كبير جداً.. ان لوزارة المواصلات صفحة ناصعة في ربط مناطق المملكة بطرق سريعة ومزدوجة.. فهل تقف جهودها عند وصلة مفردة وقصيرة وقليلة التكلفة.. 5- في انشاء هذه الوصلة خدمة جليلة لمنطقة الاسياح ذات المناخ الربيعي وذات التطور الزراعي حيث يوجد بها عدد من المشاريع الزراعية والحيوانية.. وخدمة للاقتصاد الوطني والسياحة الربيعية عبر نفوذ الدهناء وخدمة حركة الاستيراد والتصدير.. وخلق خط نمو سكاني واقتصادي جديد شمال شرق المملكة.. وان لصاحب السمو الملكي الامير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز امير منطقة القصيم حفظه الله دوراً بارزاً في نهضة المنطقة وخدمة مواطنيها والالتفاف لكل ما يهمهم ويخدمهم ويريحهم ويريح المسافرين والحجاج عبر المنطقة وكل الامل في سموه للتنسيق مع وزارة المواصلات ووزيرها الكفء الدكتور ناصر السلوم للالتفاف لهذه الوصلة وسفلتتها لتكون صفحة تضاف الى صفحات هذه الوزارة الناصعة. عبدالعزيز بن محمد السحيباني/البدائع