نفى الدكتور خالد الخلف مدير عام الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس وجود علاقة بين مادة الاكريلاميد والاصابة بالسرطان لدى الإنسان. وأشار الخلف في معرض رده حول ما نشر بجريدة «الجزيرة» عن وجود مادة مسرطنة تدخل في القهوة والبطاطس المقرمشة في العدد «11064 وتاريخ 10/11/1423ه»، إلى أن مادة الاكريلاميد ACRYLAMIDE المشار إليها تستخدم في تصنيع البلاستيك والصبغات وكمادة رابطة في صناعة الورق والنسيج وكمادة محسنة للتربة وفي معالجة مياه الصرف، وهي مادة قابلة للذوبان في الماء وتمتص بسرعة في القناة الهضمية ويتم التخلص منها بسرعة عن طريق البول حيث يتخلص الجسم من 50% منها خلال ساعات قليلة، كما انها مادة سامة عن طريق امتصاصها بواسطة الجلد ومادة مهيجة للجلد والأغشية المخاطية. وقد تم مؤخراً اكتشاف وجودها في أغذية معينة بعد نشر نتائج الدراسة التي اجريت على بعض الأغذية من قبل الإدارة الوطنية السويدية للغذاء «HFA» والمنشورة بتاريخ 24/4/2002م خاصة تلك التي تحتوي على نسبة عالية من النشويات مثل البطاطس والخبز وتوصلت الدراسة لأول مرة على ان مادة الاكريلاميد تتكون في عدد كبير من الأغذية اثناء تسخينها عند درجات حرارة مرتفعة في عمليات التحمير او القلي وتتفاوت مستويات المادة بصورة كبيرة في كل مجموعة غذاء تم تحليلها علماً بأنه لم يثبت وجودها في الاغذية الخام او الاغذية التي يتم سلقها. وقد تابعت الهيئة واللجنة الدائمة لمتابعة سلامة الأغذية موضوع مادة الاكريلاميد منذ بداية ظهوره على الساحة وخاصة ما يصدر من المنظمات والهيئات الدولية ذات العلاقة مثل منظمة الصحة العالمية «WHO» حيث دعت دول العالم الى ضرورة اجراء الدراسات والأبحاث حول معرفة كيفية تكوين مادة الاكريلاميد أثناء عملية الطبخ والأمراض الوبائية المتعلقة بالسرطان لدى الإنسان. وقال الخلف: قامت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية «FDA» بوضع مسودة لخطة عمل للتنفيذ حول هذا الموضوع خلال الأعوام 2002/2004م، توضح أهداف الخطة والتي شملت تقييم تعرض المستهلك الامريكي لهذه المادة وتجميع معلومات جديدة حول سميتها وآلية تكوينها والمشاركة في تطوير تقنيات لخفض تكوين هذه المادة، وحينما تتوفر بيانات جديدة حولها ستقوم «FDA» بتطوير وسائل تختص بالصحة العامة وخيارات تشريعية. وأضاف: حتى الآن لم تتخذ أية جهة دولية او اقليمية او وطنية أية تشريعات نظراً لعدم وجود دراسات كافية في الوقت الراهن تفيد فيما كان هناك علاقة بين مادة الاكريلاميد والإصابة بالسرطان لدى الإنسان، كما اكد الخبراء على أنه حتى الآن لا يمكن تحديد نسبة مادة الاكريلاميد الموجودة في جسم الإنسان والمتحصل عليها عن طريق الأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من النشويات، كما ان دراسات السمية عادة تتطلب إجراء دراسات مسحية وتجارب معملية لمعرفة التأثير الفيسيولوجي للمادة والأعراض الاكلينيكية على حيوانات التجارب وغيرها من الاختبارات لتحديد الحد الآمن للمادة وتحديد طرق الاختبار.وأكد الخلف متابعة الهيئة باهتمام شديد جميع المستجدات الدولية بشأن هذا الموضوع وغيرها من الموضوعات المتعلقة بسلامة الأغذية وذلك في إطار حرصها على سلامة وصحة المستهلك وعلى ضوء هذه المستجدات ودراستها تقوم بتحديث المواصفات أولاً بأول لضمان صلاحية المنتجات الغذائية للاستهلاك الآدمي، كما ان الجهات المعنية بالرقابة الغذائية بالمملكة تقوم بالتأكد من مطابقة جميع المنتجات الغذائية للمواصفات القياسية السعودية المعتمدة، وان كل ما يطرح للاستهلاك في أسواق المملكة خاضع لإجراءات الرقابة والسلامة.