اعتبر عدد من المواطنين الحادثة التي شهدها حي المصيف بمدينة الرياض وما نتج عنها بأنها حدث طبيعي تشهده كافة الدول والعالم أجمع، وأنها سنة كونية في الصراع بين الحق والباطل وان هذه الحادثة وكما وصفها في حوادث مماثلة رجل الأمن الأول سمو وزير الداخلية بأننا لسنا في معزل عن العالم وان ما قد يحدث هناك قد يحدث في بلادنا، ولكننا ما زلنا وسنزال ان شاء الله الأقل في نسبة وقوع الجريمة. المواطنون تناولوا حادثة المصيف لا من ناحية تداعي وقوعها، فهي كما سلف ولكنهم أجمعوا في أحاديثهم ل«الجزيرة» على شفافية بيان الحادثة الذي صرح به مصدر مسؤول بوزارة الداخلية رغم انه صدر قبل القاء القبض على الجناة، وهذا فيه تحول خطابي ايجابي كبير حيث انه سيتيح لكل مواطن ان يترجم المقولة الخالدة لسمو وزير الداخلية «ان كل مواطن رجل أمن» وجعل المواطنين كافة يستشعرون أمنيتهم ومواطنتهم تجاه وطنهم وان الأجهزة الأمنية لم تجعلهم في معزل حتى فيما يدور ويحدث بينهم. في البداية تحدث الأستاذ أحمد بن محمد الرشودي عن هذه الحادثة فقال حقيقة في البداية أحب ان أشير الى ان مجتمعنا يكفيه اعتزازاً وافتخاراً بأن تعد وتحصى حوادثه وجرائمه، فما يحدث في البلاد الأخرى يحدث في بلادنا ولكننا نجد القدرة الفائقة والتعامل الأمثل لدى أجهزتها الأمنية في التعامل مع مثل هذه الحوادث وضبط كل من تسول له نفسه المساس بأمن هذا الوطن. ولكن مما يشار اليه والحديث ل«الرشودي» ان بيان المصدر الأمني لهذه الحادثة أذكى في نفوسنا وأجج في مشاعرنا روح المواطنة تجاه هذا الوطن وأحسسنا أننا مخاطبون ومطالبون بشكل مباشر في تقديم كل ما هو كفيل بإلقاء القبض على الجناة كل حسب موقعه ومقدرته وهذا ليس بمستغرب على أبناء هذا الوطن منذ قديم الزمان ولكن وبما ان المواطن وبحكم ما توليه له الدولة أعزها الله من راحة واطمئنان أصبح بعيداً معلوماتياً عن تفاصيل وتداعيات كثير من الحوادث التي تقع بشكل أعاق من تفاعله وتواصله مع الأجهزة الأمنية ورجال الأمن. وأضاف الأستاذ فهد بن عبدالله العضيب في معرض تعليقه على بيان حادثة حي المصيف بالرياض فقال أولاً: أحب أن أقول: انه يجب علينا جميعاً ان ننتقل بحسنا وادراكنا ان وقوع أي جريمة أو حادثة ليس ذلك ناشئاً عن تقصير أو تقاعس في الأجهزة الأمنية ولكن ذلك له ارتباط وثيق وصلة قوية بتغير النمط الاجتماعي العالمي ونحن جزء من هذا العالم. ولكن ما أسرنا في أعقاب هذه الحادثة هي الشفافية والوضوح في البيان الصادر حيث إنه يتيح للمواطن ولاسيما وأنه لم يتم إلقاء القبض على الجناة ان يتغلغل ويتحقق في هذه الحادثة ليس فضولاً وإنما سعياً منه لنيل شرف خدمة وطنه والحفاظ على أمنه من خلال تقديمه وايضاحه لكل ما يتعلق بأي حدث كان لأن المواطن بلاشك يتواجد في كل مكان تتواجد وتحصل فيه الجريمة فهذا البيان يجعل المواطن أكثر تفاعلاً وأكثر حرصاً ليس في تقديم ما يحصل عليه، فهذا شيء مسلم لدى أبناء المجتمع السعودي، ولكن في البحث عن الحقيقة أو التوصل الى خيوطها. وتحدث الأستاذ محمد بن عبدالعزيز اليحيى قائلا: ان صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية عندما قال:«إن كل مواطن رجل أمن» كان يدرك بحسه الثاقب ونظرته الصائبة النهج الأصيل لأبناء هذا الوطن فكل شبر من هذه البلاد المباركة يطؤه مواطن هو بالاعتبار رجل أمن بذاته، وبيان وزارة الداخلية عن حادثة حي المصيف بالرياض هو من أهم العوامل في ترجمة وتجسيد المواطن لأمنيته لأن المواطن اليوم لا يستنكف ولا يستغرب أن تقع أي حادثة جنائية لأن الثقة بالله ثم برجال الأمن قائمة وثيقة بردع كل جان ولكن المواطن لم ينزعج ويتذمر عندما يجاور أو يعايش شخصاً مطلوباً للعدالة ومنذ فترة زمنية ليست بالقصيرة، لأنه لو كانت عنده المعلومة والاطلاع الكافي لخلفيات مثل هذه الحوادث لكان بامكانه تقديم ما يستطيع الكشف خيوط الجريمة، لأنه ليس هناك أي انسان يرضى ان تمس ضرورياته التي صانها الدين الاسلامي الحنيف. وطالب المواطن عبدالله بن عبدالرحمن الخميس ان مثل هذه الحادثة وما شابهها بأن يكون هناك رسوم تقريبية للجناة ومعلومات بالقدر الذي لا يؤثر على سير التحقيقات والتحريات لأن المواطن في هذه البلاد دائما بحسه وفطرته يبحث عن الوصول للحقيقة الغائبة فلو كانت هناك بعض المعلومات التي نعتبر بيان وزارة الداخلية عن حادثة المصيف نواة لها لتفاعل المواطن بشكل أكبر ولبدأ بالتفتيش والتمحيص لكل ما حوله. وأشار الخميس الى ان الانسان السعودي بفضل تمسكه بتعاليم دينه الاسلامي الحنيف وبفضل قيادته الرشيدة التي عززت أواصر المحبة والترابط، فنشأ عن ذلك الثقة الكبيرة المتبادلة فيما بين الحاكم والمحكوم، فأصبح الجميع يعيش في دائرة واحدة ويسعى لتحقيق غاية سامية ولذلك والحديث ل«الخميس» أرى ان مثل هذا البيان والمعلومة التي تقدم للمواطن ستجد عنده أرضية أمنية خصبة نتاجها وثمارها للأمن والأمان. فتفاعل المواطن مع رجال الأمن يجب أن يستغل أيما استغلال حيث انه لم يكن بيوم من الأيام يشرط هذا التواصل والتفاعل وإنما يعتبره من أهم الواجبات عليه وهذا ما يميز أبناء هذا الوطن. واستشهد المواطن سليمان بن علي المشيطي بأن المواطن السعودي سباق الى تقديم كل ما هو كفيل بالحفاظ على أمنه واستقراره وممتلكاته بالحوادث المرورية حيث قال نجد المواطن يسارع دائماً بايصال الحقيقة التي آمن بها في الحوادث المرورية للجهة المعنية لاحقاق الحق وهو بكل تأكيد يدفعه بذلك احساسه المتأصل فكيف به وهو يحصل على معلومة أو قرينة تتعلق بحادثة جنائية؟ وأضاف بأن مثل هذا البيان الذي صدر عن وزارة الداخلية اضافة للأبعاد الايجابية الكبيرة له في نفوس المواطنين فهو دليل دافع لقطع الاشاعات والأوقاويل والاجتهادات التي هي دائما ما تكون كفيلة بإذابة نشوة التفاعل لدى المواطنين وعدم مقدرتهم على معرفة الحقيقة التي بامكانها ومن خلالها الوصول لبعض ما يتعلق بمثل هذه الحوادث.