قام الفارو جيل روبلز مفوض مجلس اوروبا لحقوق الانسان بزيارة جمهورية الشيشان امس الاثنين في الوقت الذي حاربت فيه القوات الروسية لسحق آخر معاقل المقاتلين الاستقلاليين في الجبال الواقعة جنوب الشيشان. ويأمل روبلز وهو دبلوماسي اسباني زيارة مدينة جروزني المدمرة عاصمة الشيشان والتي انسحب منها الثوار في وقت سابق من الشهر الجاري بعد اشهر من القصف الروسي العنيف,وتأتي زيارته وسط ضغوط غربية قوية على روسيا كي تسمح لمحققين مستقلين بزيارة الشيشان للتحقيق في اتهامات بارتكاب القوات الروسية اتهاكات لحقوق الانسان بين السكان المدنيين في جروزني وفي مراكز اعتقال خاصة. ومن المتوقع ايضا ان تتتابع منظمات حقوق الانسان عن كثب الاحداث المحيطة بالمراسل الروسي اندريه بابيتسكي الذي ظهر في داغستان يوم الجمعة الماضي بعد ان اختفى في الشيشان منذ شهر تقريبا. واعتقلت سلطات داغستان بابيتسكي الذي يراسل راديو الحرية الذي تموله الولاياتالمتحدة ويزعج موسكو يوم الاحد الماضي لاتهامه بتزوير وثائق. وواصلت القوات الروسية هجومها على المقاتلين المتحصنين في ممر ارجون ولكن جنرالا كبيرا لمح الى ان موسكو تواجه حملة طويلة في المنطقة. وقالت مصادر عسكرية ان القوات الروسية حاصرت قرية شاتوي وهي المعقل الرئيسي للثوار ونجحت في تقسيم المقاتلين الى مجموعتين. ونقلت وكالة ايتار تاس للانباء عن الكولونيل جنرال جينادي تروشيف نائب قائد القوات الروسية في الشيشان قوله ان المقاتلين الشيشان قد يواصلون المقاومة حتى بعد الاستيلاء على معاقلهم الرئيسية. وفي الانجوش المجاورة قال روبلز امس الاول انه يحاول تقييم احتياجات السكان المدنيين في المنطقة. واضاف بينما كانت سيدة شيشانية تصرخ لتجذب انتباهه ان اهم اهداف مهمتي,, الحماية الضرورية لحقوق الانسان لهؤلاء الناس ,ومن غير المتوقع ان يزور روبلز مركز اعتقال شيرنوكوزوفو وهو مركز يقول اللاجئون الشيشان ان عمليات تعذيب واعدام واغتصاب منظمة تحدث فيه من قبل القوات الروسية, ويبعد المركز نحو 50 كيلومترا شمالي جروزني. ولكن مجموعة من المراسلين الغربيين زارت المركز امس الاثنين، وترفض روسيا اتهامات انتهاك حقوق الانسان وعين فلاديمير بوتين القائم باعمال رئيس روسيا مبعوثا خاصا لحقوق الانسان للشيشان هو فلاديمير كالامانوف الذي سيرافق روبلز في زيارته. وفي داغستان المجاورة استجوب محققون بابيتسكي بشأن جواز سفر مزور. واعتقل هذا الصحفي الذي اغضبت تقاريره عن مقاومة الثوار في جروزني الجيش الروسي اثناء محاولته الهرب من المدينة, وزعم انه اطلق سراحه مقابل عدد من الجنود الروس كانوا محتجزين لدى الثوار لكن قادة الثوار نفوا اي علم لهم بهذه المبادلة,وقبض على بابيتسكي الذي اثار اختفاؤه قلقا في الغرب على مقهى في داغستان المجاورة ووجهت اليه تهمة حمل جواز سفر مزور. ووصلت ليودميلا زوجة بابيتسكي ومحاميته وممثلة اذاعة الحرية الى داغستان اول امس لمقابلته ومساعدته في التعامل مع اتهامات باستخدام وثائق مزورة يمكن ان تؤدي الى سجنه لنحو عامين.