حذر الكرملين من ان خسائر الجيش الروسي في الشيشان "ستزيد ألف ضعف" إذا لم تسفر الحرب عن نصر واضح لموسكو. ودعا الرئيس بالوكالة فلاديمير بوتين الى مواصلة القتال "بغض النظر عن موضوع الانتخابات الرئاسية"، فيما وردت أنباء عن اختراقات شيشانية في اتجاه المناطق السهلية ونحو جورجيا وداغستان. وكشف بوتين للمرة الأولى امس، انه عند تعيينه رئيساً للحكومة في آب اغسطس الماضي وتكليفه قيادة العمليات الحربية، كان يعتقد انه سيقصى مثل سلفيه يفغيني بريماكوف وسيرغي ستيباشين. واجمع مراقبون على ان شعبية بوتين ارتفعت بفعل إدارته للصراع القوقازي وركوبه الموجة القومية في روسيا. وفي اشارة الى تغير الوضع وتزايد الضغوط الداخلية والخارجية لوقف الحرب، قال: "إننا سنخسر إذا لم تكمل" العمليات العسكرية... و"سيكون عدد الضحايا أكبر ألف مرة". واجتمع بوتين الى وزيري الدفاع ايغور سيرغييف والداخلية فلاديمير روشايلو الذي قال ان "العملية تقترب من نهايتها". واعلنت القيادة الميدانية للروس عن مصرع 80 شيشانياً وجرح مئة خلال معارك في وادي ارغون حيث يوجد أكبر تجمع للمسلحين الشيشانيين، ويعتقد انهم بقيادة الرئيس اصلان مسخادوف. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مسؤول عسكري انه لا يستبعد محاولات شيشانية لاختراق دفاعات القوات الروسية والاندفاع نحو المناطق السهلية في الشيشان أو في اتجاه داغستان جمهورية ضمن روسيا الاتحادية أو جورجيا. والى جانب العمليات العسكرية، اضطر الجنرالات الروس الى تقديم "صورة ناصعة" الى مفوض المجلس الأوروبي لحقوق الانسان الفارو جيل روبليس الذي وصل الى غروزني امس، بعدما تفقد مخيمات اللاجئين في جمهورية انغوشيتيا. وأصبح روبليس أول مسؤول اجنبي يزور الأراضي الشيشانية بعدما وافقت موسكو على مضض نتيجة ضغوط قوية. وأحدث انفجار قذيفة أثناء مرور موكب روبليس في غروزني هلعاً كبيراً، ما اسفر عن جرح احد الحراس. وذكر رسمياً ان الانفجار نجم عن "هدم بناية". وينوي روبليس فتح مكتب يمثله في غروزني أو غوديريس لتسجيل شكاوى الشيشانيين. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن شيشانيين وصلوا الى انغوشيتيا امس ان معسكر الاعتقال في تشيرنوكوزوفو جرى "تنظيفه" ونقل منه 900 شخص، ولم يبق سوى 300 "من القادرين على ان يقفوا على أرجلهم" بعد التعذيب. وكان يفترض ان يرافق روبليس مفوض حقوق الانسان الروسي المنتخب من البرلمان اوليغ بيرونوف، إلا انه ابلغ في اللحظة الأخيرة انه "لا توجد مقاعد شاغرة" على الطائرة. وكان واضحاً ان الكرملين لا يريد "عيناً" اضافية بل آثر ان يرافق روبليس شخص "يعتمد عليه" فاختار لهذا الغرض مبعوث الرئيس لحقوق الانسان فلاديمير كالامانوف. ولتطويق الاحتجاجات الغربية، ظهرت امس مؤشرات الى احتمال الافراج عن الصحافي الروسي اندريه بابيتسكي الذي يعمل لاذاعة "الحرية" الاميركية الناطقة بالروسية واعتقله الروس بحجة تزوير وثائق بينها جواز سفر اذربيجاني. وذكر بوتين امس ان "لا جدوى" من الاستمرار في اعتقال بابيتسكي، واتهمه بأنه عمل على "بيع" المعلومات التي يعرفها عن الحرب الشيشانية.