الى الأستاذ الكبير الدكتور عبدالله بن محمد الغذّامي بمناسبة حصوله على جائزة الشيخ سلطان العويس. والى الصديقين الشاعرين الدكتور عبدالرحمن السماعيل، والأستاذ أحمد بن صالح الصالح السابقين الى المكارم دائما. أسرج حصانك وانطلق نحو الذُّرا يا فارساً للمكرمات مشمِّرا أنت المجلي في مجالك مفرداً من رام شأوك في الطريق تعثّرا النقد والابداع أنت إمامه كم معجَبٍ ذكر الإله وكبّرا كم من معارك خضتَها فكسبتها وخرجت بالنصر المبين مؤزَّرا وأعدتَ للنقد الأصيل كيانَه واقمتَه لما كبا وتقهقرا وإذا الجوائز حان وقت قطافها فلأنت قاطفُها وكنتَ الأجدرا شرَّفتَ أقدار الجوائز عندما رفضت إلى من رامها أن تنظرا وأتتك في خفر يضوع أريجها وتميس كالغصن الرطيب تكسُّرا وقفت أمامك في دلال آسر فأسرتَها ولقد أبت أن تؤسرا أتراك بالغزل الرقيق ملكتَها أم أنها عرفتك شيئا أكبرا عرفتك طوداً شامخا في فنّه جمَّ التواضع لم تكن متكبرا دنيا الثقافة قد وردت نميرها نهلا وعلّاً صافيا ما كُدِّرا فأفضتَ مما قد جنيت فوائدا بقيت لمن عشق الثقافة مصدرا وحفظت للذوق الرفيع مكانه وحَمَيتَه من أن يهان ويحقرا وسلكت بالابداع دربا قاصدا لا أمتَ فيه ولا التواء ولا مِرا فاليك منا ألف ألف تحية واليوم حُقَّ لنا بكم أن نفخرا وتحيتي لأخي أبي شادي الذي قد زفَّ تهنئة اليك مبكرا بقصيدة عصماءَ يقصر دونها قولي وان حاكيتُها متأثرا وتلاه في هذا المقام مسافر فأجاد فيما قاله واستأثرا وقرأتُ ابداعيهما مترنما فوجدتُ كل الصيد في جوف الفرا وأتيت بعدهما فقصّر منطقي وكذا يقصِّر من أتى متأخرا ولقد خشيت بأن تُردَّ قصيدتي ويقال لي أخرتها، لن تنشرا لكنما أهل الجزيرة إخوتي سمحوا وقالوا: إصح أن تتكررا وأريد بعد بأن أيمم وجهتي لأخي أبي شادي أقول مذكرا فلقد قرأتُ له كلاما هزَّني وأزال عن عينيَّ لذات الكرى عن تركه قول القصائد بعدما ساءت بمخبرها وساءت مظهرا عفوا أبا شادي فما قررتَه من هجركم للشعر لن يتقررا هذا أوان ثباتكم في ساحِهِ كي تمنع التزييف أن يتجذَرا وتذود عن حوض الأصيل مدافعا ومنافحا ومكافحا ومحرِّرا فلأنت هذا اليوم من أبطاله حاشا وفاءك أن تكون مقصِّرا فإذا تقاعس مثلكم عن نصره جمع الدخيلُ شتاته واستنسرا متربِّصا فإذا أتيحت فرصة وخلت له الأجواء باض وصفّرا وإذا الديار بها تهاون أهلها عبث الدخيل بها وعاث ودمرا فأثبت فسيف الحق يعلو دائما لا يمنعنَّك كيدهم أن تصبرا ان الثبات على المبادىء قوة ما دام دربك للحقيقة نيِّرا كم من دعيٍّ قد تقاصر خطوه وعن الأصائل في السباق تأخرا فتلاحقت من عجزه أنفاسُه وتنكَّب الدرب الطويل وأدبرا والغثُّ مهما حاولوا إسعافه لابد يوما أن يموت ويقبرا أنا لم أكن وحدي لهجرك رافضاً فمسافر قبلي كذلك أنكرا سترى وتسمع من يؤيد قولنا ولقد يكون ملامُه لك أكثرا فَلتَرجِعَن إن الرجوع فضيلة وعليك مما قلتَ أن تستغفرا وعسى العواقبُ أن تكون حميدة ولدى الصباح سيحمد القوم السُّرى