كما كان متوقعا، حقق جورش بوش الابن اول امس السبت انتصارا مهما على غريمه عضو مجلس الشيوخ الامريكي جون ماكيني في الانتخابات الاولية لاختيار المرشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري في ولاية كارولينا الجنوبية. وجاء فوز بوش كما أشار المحللون بشكل سهل ومتوقع بعد ان تمكن من الفوز بالنصيب الأكبر من اصوات أولئك الذين يصفون انفسهم بأنهم جمهوريون حقيقيون، كما انه كان قادرا على الفوز بأصوات من يوصفون بالمتدينين وهي الاصوات التي كان ماكيني يأمل في الظفر بها للتغلب على منافسه حاكم ولاية تكساس. ويأتي انتصار بوش هذا كرد على الهزيمة التي أذاقها إياه ممثل ولاية اريزونا في مجلس الشيوخ جون ماكيني,, في اول انتخابات اولية جرت قبل 3 أسابيع في نيوها ميشاير وهي الانتخابات التي قلب فيها ماكيني الطاولة في وجه الجميع والتي حدت بجورج بوش الابن إلى ان يعيد كثيرا من حساباته لضمان ترشيحه عن الحزب الجمهوري اولا، والفوز بالمنصب الرئاسي ثانيا. وبحسب ما جاء في النتائج المبدئية وقبل فرز جميع الاصوات فقد تمكن بوش من حصد 54% من الاصوات فيما نال ماكيني 42% من الاصوات وكان السبب الرئيس في ذلك ان 60% من الذين ادلوا بأصواتهم كانوا من الجمهوريين الذين تمكن بوش من حصد ثلثي أصواتهم، فيما تتوزع نسبة 40% الباقية على المستقلين والديموقراطيين وأشباه الجمهوريين وهي النسبة التي حاول ماكيني التركيز عليها غير ان رهانه على هذه الفئة يبدو أنه لم يكن موفقا, وهو ما يعني انه من الضروري على ماكيني العمل على تخطي عواقب هذه الهزيمة خصوصا ان بوش تمكن من جمع 46 صوتا نيابيا من اصل 1,043 صوتا نيابيا يتعين عليه الظفر بها كي يضمن ترشيحه لقيادة الحزب الجمهوري في الانتخابات الامريكية فيما لم يحصل ماكيني سوى على 11 صوتا نيابيا,المحطة القادمة للانتخابات الاولية تتمثل في ولايتين تفصل بينهما مسافة جغرافية هائلة هما اريزونا وميتشيجان، حيث سيقوم النواب باختيار مرشحهم في هاتين الولايتين يوم الثلاثاء القادم, والمفارقة تتمثل في ان بوش يبدو هو الخيار المفضل للفوز بترشيح سكان اريزونا معقل ماكيني ومسقط رأسه!! أما استطلاعات الرأي في ولاية ميتشيجان فإنها تشير إلىان السباق سيكون حاميا ولن تتم معرفة النتيجة حتى فرز آخر صوت هناك، إذ ألقى ماكيني بكامل ثقله للفوز بأصوات المستقلين والديموقراطيين المحافظين في ضواحي مدينة ديترويت. المثير في الانتخابات الاولية هو قدرة عضو مجلس الشيوخ جون ماكيني على تحقيق مثل هذه الانجازات في خلال الفترة الاخيرة فقد كان واضحا من خلال التناول الاعلامي الامريكي والتحليلات خلاف ذلك.