تعهد الساسة الروس أمس السبت بتنفيذ خطة سلام الرئيس فلاديمير بوتين في منطقة الشيشان رغم الهجوم المدمر الذي شنه الثوار على مقر الحكومة الموالية لموسكو في الشيشان. وأدى التفجير الانتحاري الذي وقع أمس الاول الجمعة إلى قتل 46 شخصاً على الاقل وتحويل أكثر المباني التي كان يفرض عليها حراسة في الشيشان إلى أطلال. وأثار الهجوم أيضا تساؤلات بشأن قدرة روسيا على الدفاع عن نفسها في مواجهة هجمات المقاتلين والتي تجددت بعد شهرين فقط من احتجاز مجموعة شيشانية نحو 800 شخص رهائن في مسرح بموسكو.وعلى الرغم من الصدمة والغضب بشأن المشاهد التي عرضها التلفزيون الروسي قال ساسة انه يجب عدم تغيير خطط بوتين لمنح الشيشان دستورا وزعيما منتخبا. وقال فيكتور اوزيروف رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي في صحيفة ازفستيا: يجب عدم الارتداد إلى أي اجراءات استثنائية فيجب ألا نشعر بالذعر. وأضاف ان تطبيق النظام الدستوري والحكم المدني في الشيشان مازال يمثل أولوية. وأشار أيضا الكسندر فيشنياكوف رئيس لجنة الانتخابات الروسية إلى انه من غير المحتمل ان يؤدي أحدث هجوم إلى تغير في فكر موسكو. وأردف قائلا بعد الانفجارات: لا أوافق على اننا بحاجة لالغاء الاستفتاء «بشأن دستور جديد مؤيد لموسكو في الشيشان» بسبب ما حدث.وأدى انفجاران كبيران متعاقبان إلى تناثر الانقاض والاشلاء البشرية على مساحة واسعة ولم يتركا سوى الجدران فقط من المبنى المؤلف من أربعة طوابق والذي تم ترميمه حديثا، واستمرت جهود الانقاذ خلال الليل مع انتشال مزيد من الجثث من تحت الانقاض. ويرفض بوتين اجراء أي محادثات مع الزعيم الانفصالي أصلان ماسخادوف أو القادة الميدانيين الرئيسيين ويراهن على تسوية بناء على استفتاء على دستور من المزمع اجراؤه في مارس/ اذار المقبل. ورسميا يدير احمد قديروف الذي عينته موسكو الشيشان ولكن السلطة الحقيقة في يد آلاف من جنود الجيش والشرطة الروس الموجودين هناك، ويتعين ان يمهد استفتاء مارس/ اذار الطريق أمام انتخاب رئيس شيشاني جديد. ويرفض ماسخادوف المختبىء منذ ان استولت القوات الروسية على جروزني في عام 2000 خطوات بوتين ودعا إلى اجراء محادثات.وفي مقابلة مع رويترز نأى أحمد زاكاييف ممثل ماسخادوف لشؤون السياسة الخارجية بالقيادة الشيشانية عن الهجوم ولكنه قال ان اراقة الدماء لن تتوقف الا بعد ان يجلس الجانبان على مائدة المفاوضات. وقال بوتين في رسالة عزاء بعث بها إلى قديروف ان «المأساة التي وقعت في جروزني صدمته بقوة». واتهم الجناة بشن حرب ضد شعبهم وقال ان الهجوم لن يقوض تطلع الشيشان للسلام. واتهم رئيس الادارة الشيشانية الموالية للروس أحمد قديروف الرئيس أصلان مسخادوف بأنه المسؤول عن هذه المأساة. وفي لندن وصف أحمد زكاييف مبعوث الرئيس الانفصالي أصلان مسخادوف الهجوم الانتحاري ب«الناجح»، ونفى ضلوع الرئيس الشيشاني فيه مشيراً إلى ان القوات المسلحة الشيشانية الرسمية لا تستخدم انتحاريين. وفي باريس ذكرت تقارير وسائل الاعلام أن أربعة أشخاص اعتقلوا في باريس مؤخرا للاشتباه في أنهم متشددون كانوا يعدون للقيام بهجوم أو أكثر على أهداف روسية بما فيها السفارة الروسية في فرنسا، وقالت دوائر وزارة العدل الفرنسية أن الرجال، وهم من الجزائر، وجهت إليهم تهمة الانضمام إلى عضوية منظمة إرهابية، ويعتقد بأن لهم صلة بشبكة شيشانية تمت تصفيتها عن طريق سلسلة من الاعتقالات في الاسابيع الماضية، وصرح مسئولون بوزارة الداخلية الفرنسية بأنهم يعتقدون بأن الهجمات كانت تستهدف الانتقام من مقتل حوالي 50 من الشيشان الذين احتجزوا رهائن في مسرح بموسكو في تشرين أول/ أكتوبر الماضي.وكان قد تم اعتقال الرجال الأربعة يوم الثلاثاء الماضي في رومانفيل بالقرب من باريس، ويعتقد بأنهم جزء من نفس الشبكة الارهابية التي ينتمي إليها ثلاثة رجال وامرأة اعتقلوا في 16 كانون أول/ ديسمبر وثبت أنهم قضوا بعض الوقت مؤخرا مع متطرفين في الشيشان. وقالت مصادر ان العديد من المشتبه فيهم لهم اتصالات مع خبراء في غاز الاعصاب وشخصيات قيادية في شبكة القاعدة الارهابية، وقد اعتقلت الشرطة الفرنسية على مدى الاسبوعين الماضيين تسعة أعضاء فيما تسمى بالشبكة الشيشانية بفرنسا. وتم يوم السبت الماضي إلقاء القبض على نور الدين مربت (28 عاما) أثناء عبوره الحدود من اسبانيا إلى فرنسا.وذكرت التقارير أنه في عمليات الاعتقال الاخيرة صادرت شرطة مكافحة الارهاب الفرنسية مواد في شقتين بضاحية رومانفيل يمكن أن تستخدم في صناعة قنبلة.