تعود أقدم البسط المعروفة في إيران للقرن السادس عشر الميلادي، بالرغم من أن الوثائق التاريخية والمخطوطات في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين تدل على أن صناعة السجاد قد سادت قبل ذلك بفترة طويلة. وبالنظر إلى التشكيلات التي تحتويها البسط في الوثائق والمخطوطات تشير الأدلة إلى أن الأشكال الزخرفية والأنماط السائدة في هذه البسط قد تحولت تدريجيا إلى ما يعرف بفن الأرابسك حيث التكوينات الهندسية المتكاملة ضمن القطعة الفنية الواحدة، وحيث تتكامل التشكيلات الورقية مع النماذج الهندسية. وتظهر هذه الحقيقة بجلاء في البسط التي كانت متداولة في القرن السادس عشر الميلادي حيث انتشرت أكثر من 1500 إلى 2000 قطعة سجاد في هذه الفترة والتي تحتوي المزيج بين النماذج الورقية وفن الأرابسك. ومن المعلوم أن العائد الاقتصادي من تجارة البسط والسجاد كان يشكل الدعامة الأساسية للتجارة، وكانت هذه الصناعة تحظى بدعم الأمراء والسلاطين من أجل التزود بهذه الصناعة الفنية للاستخدام المحلي والتصدير. وكانت الصناعات المتعلقة كصناعة المنسوجات الحريرية أو الحرير الخام من أهم مواد التصدير لأوروبا من الدولة الصفوية بإيران والدولة العثمانية. أما الأكثر ذيوعاً وتداولاً فكانت البسط دقيقة النسيج التي تعتمد الحرفة اليدوية والتي سادت في الفترات الإسلامية بشكل خاص. ومن المعروف تاريخياً أن البسط الإسلامية كانت من النفائس التي لا يمكن للأوروبي العادي في القرون الوسطى امتلاكها بل تتداولها القلة الثرية فقط. وظل التداول بها مستمراً حتى أواخر القرن الثامن عشر إلى أن تغيَّرت مفاهيم الموضة والأزياء في الغرب، إلى أن عادت من جديد في أواخر القرن التاسع عشر وأصبحت من السلع المتداولة ولكن المنتجة للاستهلاك الكمي. ومن هنا فتعد البساط المصنعة يدوياً إلى اليوم الحاضر من أنفس الممتلكات التي يقتنيها الأثرياء، وهو ما يبقي على هذه الخط الرفيع لبقاء هذه الحرفة اليدوية العربية الإسلامية وديمومتها.