ترى الولاياتالمتحدة أن اتفاقية «كيوتو» للحد من انبعاث الغازات الضارة بالبيئة تلحق ضرراً بصناعاتها، مما يعني تخليها عن المساهمة في الجهود الدولية الرامية إلى مواجهة أحد أكبر العوامل التي تهدد الحياة على الكرة الأرضية. ومن المفارقات أن الرئيس بوش الابن صرح مطلع الشهر الماضي إنه سيفعل كل ما من شأنه ضمان مستقبل الأجيال الأمريكية القادمة ويقصد هنا إنه سيقضي على ما يسميه بالإرهاب في سياق حديثه عن احتمال ضرب العراق. ولا يمر عام إلا ونسمع عن كوارث طبيعية تضرب الولاياتالمتحدة من الأعاصير إلى الحرائق، وتثبت تقارير قمة «جوهانزبرج» أن تغيرات المناخ مستمرة نحو الأسوأ واتساع ثقب الأوزون لن يتوقف مما يعني المزيد من الكوارث المدمرة. ومع ذلك تعمل الآلة الصناعية الأمريكية على إنتاج ما هو مدمر من صواريخ وقاذفات وبوارج للتصدي لإرهاب مستبعد وغير واضح الملامح من بينها صوت الريح الذي يصفر قرب أذنيها منذراً بالعواصف. ننصح أمريكا بأن تتدبر قدرة الله في الكوارث الطبيعية إن كانت تفكر في أمنها القومي ومستقبل أبنائها ولا نعتقد أنها ستواجه الأعاصير والفيضانات والزلازل بأسلحة الدمار الشامل.